مع أنني أعاني من " الانفلونزا " هذا اليوم، لكنني أشم رائحة خبيثة جدا. رائحة المؤامرات تكون عفنة الى حد كبير، لذا من الممكن شمها من مسافات بعيدة كالمسافة البعيدة التي تفصلني عن مدينة المنامة عاصمة البحرين، حيث أعيش في أقصى بقعة في الكرة الأرضية، في مدينة أدلايد عاصمة ولاية جنوب استراليا.
هناك في المنامة يجتمع اليوم، الثلاثاء، رؤوساء الاتحادات الخليجية لكرة القدم لحسم مصير استضافة بطولة خليجي 22 المقرر اقامتها في كانون الأول 2014 في مدينة البصرة العراقية، أو لنقلها الى السعودية.
لقد فعلوها في الدورة السابقة حيث اجتمعوا لحسم مصير البطولة التي كانت مقررة في البصرة، لكنهم نقلوها الى البحرين بذرائع مختلفة أهمها الوضع الأمني غير المسقر في العراق، مع أن البحرين وعاصمتها المنامة كانت مشتعلة بالمظاهرات الدموية.
من الممكن أن يستندوا اليوم الى الذرائع نفسها، أو ربما هناك ذرائع أخرى ومنها عدم اكتمال القصور الرئاسية التي يراد اسكان شيوخهم فيها، أو ربما " تواليتات " تلك القصور، أو ربما يتذكرون تصريح العراقي " جدا " وليد طبرة الذي حذرهم من الاشعاع النووي الذي تعاني منه مدينة البصرة، حسب خيال طبرة المريض والذي حصل بعد سقوط النظام السابق في العراق بعد العام 2003.
هناك كارثة أخرى في هذا الاجتماع تتمثل في أن رئيس وفد العراق هو ناجح حمود الذي كان حاضرا الاجتماع السابق لرؤوساء اتحادات دول الخليج الذي قرروا فيه نقل بطولة الخليج 21 من البصرة الى البحرين وحينها لم يفعل أي شيء، بل حتى أنه رفض اقتراح قدمه أحد رؤوساء اتحادات دول الخليج باللجوء الى التصويت على نقل البطولة الى البحرين.
ضعف شخصية ناجح حمود، فضلا عن قضية مهمة يعرفها الجميع عنه وهي التي تتعلق بتفضيل مصالحه الشخصية على مصلحة العراق وهو أمر سيساهم بالتأكيد في حسم مصير البطولة لصالح السعودية.
المهم ستكون هناك ذريعة قديمة، أو جديدة حتى يتم نقل البطولة من البصرة الى السعودية، لذا أعتقد أن على الحكومة العراقية اتخاذ قرار فوري بعدم المشاركة في بطولات الخليج القادمة احتراما للبصرة الفيحاء واهلها على أقل تقدير، فضلا عن احترام سمعة العراق.
أتمنى أن تكون الرائحة الخبيثة التي أشمها الآن سببها " الانفلونزا " التي أعاني منها منذ صباح هذا اليوم، ولا دخل للاجتماع الذي يعقده رؤوساء اتحادات دول الخليج لكرة القدم في المنامة لحسم مصير استضافة بطولة خليجي 22 .