بينَ الحدباءِ وغزّة
دمٌ يُراق
دمٌ اسمُهُ عراق
ولونُهُ فلسطينيّ
يرسمُ خارطةً على غيرِ ما يُحبًهُ هُبل . . .
ويريدُها مُستنسَخٌ مُنقطِعُ الجّذور . . .
. . . . .
بينَ الحدباء وغزّة
ينشطرُ الوجهُ العربيّ . . .
للأَعرابِ نصفٌ مُتجدّرٌ
يُمزَقُ فيهِ تاريخُ كُلِّ الأنبياء
وعلى عمودِ الشّعرِ
يُصلبُ كُلُّ الشّعراء
وتُداسُ عندَ بابِ القصرِ أوراقُ القضاء !
. . . . .
بزيتِهم
حُرقتْ للأقصى سلالمُ الأسراء
ومنابرُ نَزفتْ دماً
وحروفَ فتح . . .
وبخيوطِ فجرِهِ
خُنقَ الآذانُ
وودعتْ محرابَها الصّلاة . . .
. . . . .
أُصيبَ الموتى بدوار
قبيحاً
أصبحَ وجهُ الأرض
بثآليلَ
وأورامٍ
وبثورٍ
أتقشَطُ أم لها آخرُ الدّواء ؟
العدلُ
أنْ تُعاد عادٌ وثمودُ من جديد . . .
أنْ يُقلبَ أهلُ هذا الوجه
لا يُصلحُ عطّارٌ ما فسد !
. . . . .
الصّبرُ
أحرقَ أيّامَهُ الباقية
وأغلقَ بابَ فرجِهِ الملطّخِ بالنذور
وكُسرَ المفتاح . . .
. . . . .
الموتُ
باتَ بلا كفن
عارياً في شوارعِ المدينة . . .
وأمسى الدمعُ سخيفاً على خدودِ النّساء
يشربُهُ الشّالُ بلا خجل . . .
. . . . .
مسرحٌ
ملهاةٌ
أبطالُها صغار
موتى بحبلٍ من مسد
يفتلُهُ الأعرابُ في دهاليزِ الرّجيم . . .
تعادُ كُلَّ يوم
وأميرٌ
يلعقُ عُهرَهُ اللّيليّ
على أقدامِ بضةٍ لعوب . . .
صغيرٌ
ينهضُ من موتِهِ
يبصقُ بوجههِ
يرسمُ خارطةَ دمٍ
ثم إلى موتهِ
يعود . . .!!
. . . . .
22/7/2014
عبد الجبار الفياض