1
صباحٌ
يصبغُ الكوْنَ عُرساً
بألوانٍ
لم ترَها من قبلُ عينْ . . .
زالَ حجرٌ
ولمّا تضعْ شمسٌ وليدَها
على حافاتِ نهاراتٍ
تناءتْ
فكانَ هناكَ عشقْ . . .
. . . . .
ما انتصفَ بجناحيْه طيرٌ بَعدْ
بين شرقٍ
وغربْ . . .
النوافذُ
تفتحُها ريحٌ عائدةٌ بشوقْ
ذابتْ آلامُ فارتر
بأقداحِ قهوةِ الصّباحْ . . .
. . . . .
وجهٌ
يتركُ حزنَهُ فوقَ وسادتِهْ
لا يكفي أنْ يسحقَ خوفَه بقربِ بائعِ الجرائدْ
يفركُ عينيْهِ بعنواناتِها الكبيرةْ . . .
أرصفةٌ
أحذيةٌ
عناقٌ
نواقيسُ
تُغني لحنَ شروقٍ راقصْ
سقطَ الجدارْ . . .
حبيبان
يلتقيان بعدَ نزعِ الأقنعةْ
يضعُ بريشت قبعتَهُ على مائدتِهْ
ويُصفقْ !
. . . . .
2
جُدُرٌ
ليستْ من حَجرْ . . .
أفواهٌ
صدئتْ فيها وعودْ . . .
أصابعُ
أتقنتِ العدَّ في الظّلام . . .
جماجمُ
بيعتْ بثمنٍ بخسْ
مراتٍ
ومراتْ
ورُدَتْ
فقد تعفّنَ كُلُّ شئْ . . .
. . . . .
أيهٍ بلدي
رغائبُ
قطّعتْ أوتارُ قيثارةِ الدّهرْ
حطّمتْ مسلتَهْ
ونحرتْ على الأشهادِ ثورَهْ . . .
مزّقتْ خارطةَ حبٍّ
سجدَ على ترابِها عابرون نحو الشّمسْ . . .
تعرفُكَ
فريدَ عِقدْ
وتعرفُها
نفايةً على شاطئِ بحرْ . . .
. . . . .
شمسٌ تُزاورْ
وقمرٌ
يمسحُ خدَّهُ من ترابِ الشّعراءْ . . .
طيورٌ تُهاجرْ
بنادقُ
ترسمُ الموتَ طرّياً على دفاترِ الصّغارْ . . .
لحمّالةِ الحطبِ طوْقُ رجالْ
ولكافور
هراوةٌ غليظةْ
والصّدّيقُ يُلقى بغيابةِ جُبْ
فابيضتْ عينا يعقوب النبيّ !!
. . . . .
حفنةٌ بلا جذورْ
أخشابٌ
تطفو فوق ماءْ
أحكمَ أبو رغالٍ صُنعَ دائرتِهْ
وتسرّبَ من تحتِ أرجلِ الفيلِ خوفْ
فتشتتَ شملُ قريشْ . . .
. . . . .
كنّا صغاراً
نعبرُ الأيّامُ بأجنحةِ النّوارسْ
أخوةٌ برضاعةِ أرضْ
الأسماءُ بلونٍ واحدْ
وبلونٍ حملَنا
وحملناه
قدراً لا ينقسمُ
في بيتنا ْ
الرّغيفُ ينقسمْ !
. . . . .
مُبكراً على رصيفِنا
استيقظَ الموْتُ
يتسوّلُ
وسراةُ قومٍ
يهبون ما يُريدْ
لا يبخلونْ
رباه
كيفَ لمَنْ يبيعُ حضنَ أُمْ
ويتركُ للذئبِ أباهْ !!
. . . . .
حبلُ الله
على شفا إحتراقْ
رقابُ الخيل
ذهبتْ مع الريحْ
مشوا حفاةً
صاغرين
لا يغسلُهم مطرُ الفصولْ . . .
. . . . .
أيُّها الممزّقُ في العراءْ
أيُّها الجُرحُ المُدافُ بملحِ خوفِهِ
أنْ يُرَقْ
ويُتلَّ للذّبحِ
بسكّينٍ
تُحدُّ بصخرةِ قابيل . . .
عشقٌ
قطّعوهُ من خلافْ
أتراهم فصلوا ضرباتِ قلبْ ؟
سرقوا من الكوْن بهاهْ
وتباكوا بدمعٍ كذبْ
أيُّ هذا الذي لم يفعلْهُ منْ قبلُ
تتر؟
. . . . .
بئسَ مخبوءاً
تحتَ دثارِ ليلْ . . .
تشرذمَ النّهارْ
فكانَ قطعاً من نارْ
سنعطيكَ غداً
فيومُنا
سنحرقُهُ بخوراً لعرسكَ الكبيرْ !!