مُنحنٍ
تقوّسَ جسراً لأيامٍ
بيعتْ لسماسرةِ الوسخِ الأبيض . . .
أضافَهُ الزّمنُ الأحنفُ
لمدونةِ حُفاةٍ
يكتبون التاريخَ بخشونةِ أصابعِهم
ويقرؤونهُ على سَبخِ أرضٍ حُبلى
بسماءٍ أخرى . . .
فليتَ البعوضَ
يُدركُ أنْ لا عيشَ لهُ
بغيرِ مُستنقعِهِ المُستأجَرِ لنقيقِ ضفادعِه . . .
وأنَّ الثُريا تهبطُ لتقبّلَ الثرى
حينَ يجمعُ حطباً لحرقِ نفاياتِهِ الملوّنة . . .
. . . . .
توالدتْ على ظهرهِ سنونُ الانسلاخ
فكانَ لها أرضاً خِصبةً ولوداً
ولهُ الجَفاف . . .
لكنَّ
بزيتِ النهاياتِ لا يُمكنُ أنْ توقدَ مشاعلَ الزّفاف . . .
فالحلاّجُ
على نخلتهِ المجذوذةِ الأثداء
يتّكأُ صَلْبَاً
ويهشُّ به على غنمٍ ثولاء
لا تُجيدُ غيرِ ترتيلةِ الثغاء . . .
. . . . .
أفاقَ
لم يجدْ نفسَهُ سوى خشبةٍ مُهملةٍ
كَتَبَ عليها زمنُهُ
(صوتُ صفيرِ البُلبُل)
مهداةً
لجيلٍ أضاعَهُ أقزامٌ
ولدوا بعيْنٍ واحدة
وبألفِ يَد . . .
يُكيلون حصادَ يومِهم بخفٍّ مُهترئٍ للبهلول
لا يُريدُ أنْ تقرأَ قبلَ موتِهِ
فيموتُ مرتين . . .
فأوصى
أنْ تقرأَ ( طرطرة) عند قبرِه
من جلوس !
. . . . .
في عينيْهِ
تشابهتْ قرونُ البقر . . .
وذهبتْ الألوانُ
لوناً واحداً قاتماً
يرسمُ مواسمَ جرادٍ
وسباقَ ثعالب
وأقنعةَ حوارٍ
ذهبَ نصفُهُ في مساربِ سُخفاء
خلّدهم التاريخُ في باطنِ حذائه . . . !!
. . . . .
نحتوا منهُ أيقونة ًلنهرٍ
ظمئتْ شفتاه . . .
ولنخلةٍ جفَّ ضرعُها
ولا فطامَ
ولجنديٍّ فقـدَ هُويتَه
فخمدتْ نارُهُ إلى الأبد . . .
. . . . .
ما كانَ الطّينُ مُقدّساً
قبلَ أنْ يُخضبَ قدمينِ
أصطحبا هذا الجسدَ المنحوتَ علامةَ استفهامٍ كبرى . . .
ولِجَ عتبةَ صمْتٍ مُترسّبٍ في أفواهِ الموْتى
فتكلَّمَ على شفاههِ قديسٌ منزوعُ الخوفِ
يلتحفُ مسوحَ الآتي
ويمسحُ على رأسِ الأمس . . .
كيفَ تُترجَمُ آهةٌ من غيرِ حروف !!
. . . . .
وجهٌ
بأخاديدِ نبيٍّ مسّهُ ضُرٌّ
فنادى مِلأَ الأسترحام
وما وسعَ لهُ من صبرٍ قلب . . .
بسمرةِ البصرةِ
حينَ تسكبُها خمرةً على شفةِ صباحٍ نديّ
يغمرُ أرصفةَ تيْـهٍ
شربتْ ظلَّ السائرين نحو الشمس
خارطةَ ألمٍ من غيرِ حدود . . . !
. . . . .
لوحةٌ
أبدعَها احتواء
ما أظلّتْ كمثلهِ على مرِّ السنينِ سماء . . .
مطرقةٌ
قيـْدٌ
لفافةُ تبغ
هتافٌ ضاقتْ به حنجرةُ المكان . . .
وسامقٌ
تصلّي خلفهُ كلُّ عصورِ الحاملين
عِشقاً
وحلمَ أرضٍ تفتحُ بابَها للشّمسِ من غيرِ رتاج . . .
العابرين برزخاً
يأجوج ومأجوج
فارزةً بين سُلالةِ الألوان . . .
المانحين سنينَهم قطراً
يُغيثُ تصحّرَ الأيـّامِ حين تمرُّ غاربةً تبحثُ عن غيوم !
. . . . .
لا أُسميه
لأنّهُ بدايةٌ
ولا يكونُ بعدَها
غلقَ نافذةَ الفضاء . . .
وَلَهَاً يموتُ المبحرون
إلى مُقدّسةٍ
لا تدخلُها قَدَمٌ
إلآ بعدما تخلعُ ما عليها من نفاق
إلى عِشقٍ
أسمُهُ عراق !!
. . . . .
البصرة
16/5/2014