في جلسة بمقهى المتقاعدين ، اشتكى الكثير منهم من ان عطلة الايام الاربعة كانت ثقيلة ولا تطاق . وتمنى بعضهم ان ترحمهم حكومة( الشراكة ) او ( المحاصصة ) . بتقليل ايام العطل الطارئة وحتى الثابتة منها، لانهم لا يعرفون ماذا يفعلون بيوم الطويل الذي لن يجدوا فيه مقهى يلجأون اليه ! وقال احدهم : كل يوم اخرج من البيت الى مقهى المتقاعدين فاقضي فيه نصف النهار ثم اعود الى جهنم ! وقال اخر : صدقوني ، واقسم على ذلك ، بأني سوف لن انتخب قائمة المالكي في الانتخابات المقبلة ، إذا ما استمر زعيمها في زيادة ايام العطل ! بعد الحديث عن العطل المملة الثقيله ، بدأ المتقاعدون يدلون برأيهم بانتخابات مجالس المحافظات الاخيرة . فقال احدهم : سمعت ان هناك اكثر من (300) خرق ! فرد عليه زميله قائلاً : وقد تدنت نسبة المصوتين الى 46 بالمئة ، وكانت نسبتهم في بغداد اكثر من 33 بالمئة ! فضحك زميل ثالث وعقب بقوله : حتى وان كانت نسبة المقترعين دون العشرين فان نفس الوجوه ستعود ، ويعود معهم الفساد وهو توأم روحهم !! ويرى الكثير من المتقاعدين بان انتخابات السبت الماضي كانت بائسة ، والسبب ، كما قال احدهم هو ان الناس قد اصيبت باليأس جراء اداء مجالس المحافظات السابقة ، باستثناء ميسان .. وعلق متقاعد اخر بقوله : لا تنسوا ان الارهاب وتفجيراته السابقة ليوم الانتخابات قد تسبب في عدم الاقبال عليها ، ثم اضاف : هناك قناعة لدى معظم الناخبين بان جميع الكتل ، إن كانت مشاركة في الحكومة او المعارضة لها ، ليس لديها ما تقدمه من رجال غير الذين قدمتهم قبل اربع سنوات .. فما الفائدة والحال هذه من اعادة نفس الوجوه ؟ وذكر احد المتقاعدين بان الثقة معدومة بالفائزين الجدد ! فهم ، ومن خلال متابعة ( صرفياتهم ) فراتب عضو المجلس خلال السنوات الاربع لا يزيد على المئة وثمانين مليون دينار .. وقد انفق(المستقلون) من المرشحين ضعف هذا المبلغ ، بل واكثر من الضعف ؟ فما الذي دفعهم الى هذه الخسارة .. او حبهم لمواطنين وحرصهم على خدمتهم ؟ لا اصدق ذلك !! فحسب معرفتي بالعديد من هولاء المستقلين ، لم اعرف عنهم حبهم لغير مصلحتهم ! وقال متقاعد ، ظل ساكتاً ، طوال هذه الجلسة ! لا تنسوا ان هناك شرفاء بين الفائزين ، فالأمل بهولاء كبير . فرد عليه متقاعد عرفت عنه السلبية والتوتر قائلاً : صدقني بان الشريف سيحارب ، واذا لم يخضع لراي الفاسدين ، فسوف يحال الى القضاء على وفق مادة ( 44 شرف ) والتي عقوبتها الاعدام يتبعه طحن العظام ! .. واكمل المتقاعد حديثه قائلا : وقبل ان يعدم يعرض على قضائية ( العراقية ) واخواتها ، ليعترف بذنوبه التي لم تعرف عنه ! كأن يقول انه مهرب للمخدرات وانه كان يرتشي ويسرق اموال الدولة .. وكان بعثياً بعد ( التحرير ) وقد تغدى مع ( الزرقاوي ) قبل إلقاء القبض عليه .. وهكذا ، يذهب الى قبره وهو موصوم بالعار !!
مقالات اخرى للكاتب