لا يختلف اثنان ان الفلوجة كانت ولازالت المعقل الاول للقاعدة سابقا والان المعقل الاول والاخير لداعش وبالتالي فهذا المعقل المهم الذي يضاهي في أهميته مدينة قندهار بالنسبة لطالبان ومعقل حلب وأدلب بالنسبة لداعش في سوريا ولأهمية هذه المدينة الصغيرة في مساحتها الكبيرة في أهميتها لداعش صارت محط الانظار ليس لقوات داعش وقبلة المقاتلين لهذا التنظيم بل اصبحت المحرك الرئيسي للأحداث حتى السياسية منها قبل العسكرية وهذا واضح من اهتمام بعض الدول الداعمة أو المتعاطفة لداعش وافكاره المنحرفة فنرى بين الاونة والأخرى تتباكى دول مثل السعودية وتركيا وقطر وحتى الدول التي تتأثر دون مفهومية بالإعلام الموجه والمضخم للأحداث لتلك المدينة ,,برزت قبل اكثر من ثلاث اشهر صراعات بوجهات النظر حول تحرير الفلوجة من قبضة داعش اولا أم مدينة الموصل اولا علما أن مدينة الفلوجة تعتبر من مدن حزام بغداد وهي لاتبعد الا بضع عشرات عن العاصمة وبالتالي هذا الصراع أجج عدة جبهات كل يتحدث حول اعتقاده ويدافع ويستميت من أجله البعض يضن ان الانتهاء من الفلوجة أولا من الضروري بمكان لحماية بغداد من الهجمات الداعشية البعض يضن أن تحرير الفلوجة يعني انهيار داعش في العراق وانتهاء آخر صفحاته والبعض ينظر الى الحالة الانسانية في مدينة الموصل أكثر الحاحا لما تضم المدينة من عدد سكان يعتبرون اسرى لداعش ربما يصل العدد الى أكثر من المليونان وهذا العدد الكبير من النساء والاطفال وكبار السن بحاجة لمن ينقذهم وبالتالي هذه الخيارات المتعددة بين المقارنة والمقاربة بين المدينتين ادت بالنتيجة الى الذهاب الى الموصل قبل الفلوجة ويبدو ان الرؤية العسكرية والسياسية الامريكية هي التي تتفوق على الجميع حتى لو كان الامر يعتبر مطلبا جماهيريا وهكذا ذهبت بعض القطعات الى الموصل المدينة الكبيرة التي تحتاج الى خطط ورؤى عسكرية وحتى سياسية وربما اجتماعية خاصة اذا ما عرفنا ان المدينة ايضا عليها أهتمام اقليمي يجب الاخذ به بالحسابات العسكرية والسياسية وخاصة من قبل الجارة تركيا وايضا من قبل الاقليم الكردي المتمرد الذي يود أن تبقى الاحداث على الارض كما هي دون أن تتغير لتكتمل تطلعاته وتبنى اساسات دول كردستان على حساب الجيران وكذالك من قبل الجارة سوريا العائدة بجيشها القوي الى الحاضرة العسكرية والموصل ستكون لها حدود كبيرة مع هذه الدول هذه التداعيات جعلت الحكومة العراقية تنظر بعينين أحداهما مصابة ببعد النظر واخرى بقصر النظر وهذه تعطي صورة مشوشة غير مكتملة تجعل من اصحاب الاجندات الخارجية يفرضون ما يريدونه لضعف التواجد والقرار المحلي العراقي وكل تلك يعطي أمتدادات لعصابات داعش اكثر حرية مستغلة كل الاوضاع في العراق شاردها وواردها ومستغلة اي حدث مهما كان صغيرا اوكبيرا وشاهدنا اخر ماشهدناه الحديث عن ولاية الجنوب لدولة العراق والشام (داعش ) ووصلت تلك الايادي الاثمة الى مدينة السماوة المدينة الصحراوية في خطوة يعتبرها البعض من المتابعين السياسيين تخبط الجهد العسكري الحكومي بكل اشكاله من قوات عسكرية ومخابرات واستخبارات وسهولة الاختراق وحرية التحرك وتنفيذ المرادات ..في الايام 27و28 و29 من نيسان الماضي تحركت الوية و قوات جدا كبيرة من الوية الحشد الشعبي الى محيط مدينة الفلوجة بالاضافة لتلك الموجودة حول المدينة التي تحكم الطوق عليها من كل الجهات واصبحت المدينة محاصرة بشكل لم يسبق له مثيل قبل أن تتدخل المنظمات الاهلية والدولية بالطلب لفك الخناق على المدينة وأنقاذ أهلها وفعلا وصلت امدادات ومساعدات جدا كبيرة اممية ودولية وعراقية لداخل المدينة على الرغم من وجود بعض الشبهات حول اهداف تلك المساعدات في بعض من تلك التدخلات والإمدادات ..يزداد الحصار اليوم شدة على المدينة بعد ان جاءت لها بعض القطعات العسكرية من وسط وجنوب العراق حتى أن البعض يخال ان معركة تحرير الفلوجة تحتاج كل هذا العدد والعدة من قطعات الحشد والجيش لتستطيع تلك القوة الهائلة تركيع المدينة وأنهاء اسطورة الفلوجة المعقل الكبير لقوات داعش الذي نصبت فيه السرادق ومنها خرج شعار جئناك يابغداد ,,يحيط بالمدينة من جهة الشمال قوات بدر وسرايا الخرساني وسرايا الغضب ومن الجنوب يحيط بالمدينة كتائب حزب الله ولواء ناصر زينب بمعية فرقة التدخل السريع الاولى مع أنصار المرجعية التي هي الاقرب الى المدينة منها الى غيرها من القوات بالاضافة الى قوات بغداد ولواء علي الاكبر المجهز بالدبابات الحديثة والفرقة 14 مع قوات العصائب من جهة ابو غريب وهي قوات الصد الرئيسية لمدينة بغداد مدعومة بأسلحة جدا متطورة من صواريخ الكورليت والاجهزة الليلية الحرارية والدبابات برامز اما من الجنوب الغربي فتتجحفل قوات الفرقة الثامنة بثلثي قواتها وهي مدربة تدريبا على حرب الشوارع ,, هذه القوات لم تكن موجودة جميعها طبعا قبل الاحداث الاخيرة في اقتحام البرلمان وقبل الانهيار الكبير في المنظومة السياسية العراقية لكنها جاءت الى هذه المناطق ابتداء من الكرمة والصقلاوية وانتهاءا بالفلوجة تعتبر حزاما ومحيطا لبغداد ومجيء هذه القوات الى تلك المناطق لم تكن الغاية الاولى منها لتحرير الفلوجة المنهارة والمخنوقة بقوات كبيرة لدرجة أنها تحتاج الى رغيف الخبز حتى أن القوات التي بداخلها اصبحت واهنة وشبه منهارة ولا تستطيع صد اي هجوم ابدا ولو انها تعمل كالمعتاد على تفخيخ الشوارع والمداخل والمماشي من أجل عرقلة القوات المهاجمة عليها التي هي الاخرى متأهبة لتحرك بسرعة من أجل الدخول الى بغداد وحمايتها من اي طارئ او من اي انقلاب داعشي او ربما من اي نهوض لخلايا نائمة تود ان ترفع اعلام داعش في بعض المناطق بمساعدة حواضن في بعض مدن بغداد التي عجزت عمليات قوات حماية بغداد واستخباراتها من القضاء عليها او تحجيمها , يبدوا ان قادة قوات الحشد متفقين جمعيا ان هدف تحرير الفلوجة ات وبسرعة البرق وبعملية لعلها لا تستغرق 24 أكثر ساعة قد تحسم بدك المدينة بالمدفعية والطائرات ومساعدة الاهالي اللذين سئموا البقاء على حالهم هذا اسرى بيد داعش من جهة وهم يشعرون أن داعش تتمترس بأطفالهم وعوائلهم وبقوات الحكومة لتي تحاصر المدينة منذ اشهر لكن الهدف من كل هذا التواجد هو وئد اي تحرك او التفكير بتحرك لأسقاط بغداد كما مخطط له من قبل بعض دول الجوار الاقليمي العراقي وبمساعدة بعض االسفارات المشبوهة المفروضة على الحكومة العراقية الراضخة والضعيفة لاوامر السياسة الامريكية والسعودية التي تتحدث باسم مكون فقد سياسيه كل ما يملكون من قواعدهم ومدنهم واصبحوا لايجيدون الا الزعيق والصياح والتقاطع مع بعضهم البعض وهم اليوم متهمين من قبل ابناء جلدتهم بأنهم السبب بوصول مدنهم الى هذا الحال المزري الذي لا يسر العدو فضلا عن الصديق
مقالات اخرى للكاتب