كان " نور صبري " كابتن منتخبنا الوطني يشعر بألم كبير من تصريحات بعض المدربين والصحفيين العراقيين الذي جزموا في تصريحاتهم على أن المنتخب العراقي سيتعرض الى خسارة ثقيلة و مخزية أمام نظيره الاسترالي في آخر مباريات تصفيات آسيا المؤهلة الى نهائيات كاس العالم ، وقد بنوا فكرتهم على المستوى المتواضع الذي ظهر به المنتخب خلال المباراتين السابقتين أمام عمان واليابان، وأيضا على الخسارة الثقيلة التي مني بها المنتخب الأردني أمام المنتخب الاسترالي الاسبوع الماضي في ملبورن.
قلت له : وهل تعتقد أن منتخبنا سيكون في حال يختلف عن هذه التوقعات، لاسيما في ظل عدم أهمية نتيجة هذه المباراة بالنسبة للمنتخب العراقي ، أعني أنها لن تؤثر على ترتيب المنتخب في المجموعة بعد أن أصبح عدم تأهله الى نهائيات كاس العالم في حكم المؤكد؟.
رد نور على تساؤلي بثقة عالية : لن نخسر هذه المباراة ، لدينا العديد من الدوافع التي تحفزنا على الفوز فيها ، سنكون ندا قويا للمنتخب الاسترالي . جميع اللاعبين من الشباب وهذه فرصة كبيرة لاثبات أنفسهم، لذا سيبذلون جهدا كبيرا في هذه المباراة.
بدأت المباراة وقد شاهدت نور يثبت ما قاله فقد أنقذ عرينه من هدف محقق في الدقائق الأولى من المباراة . أما خط الدفاع المؤلف من أربعة لاعبين شباب هم : علي عدنان وأحمد ابراهيم وعلي بهجت ووليد سالم فقد شاهدتهم يقاتلون ببسالة وتمكنوا من ايقاف الزخم الهجمومي للمنتخب الاسترالي الذي كان قد دفع بجميع أوراقه لتحقيق الهدف قبل فوات الأوان.
تحقيق الهدف كان يعني تأهل استراليا مباشرة الى نهائيات كاس العالم ، لكن نور ورفاقه من اللاعبين الشباب كانوا بالمرصاد لجميع المحاولات الاسترالية لينتهي الشوط الأول من دون أهداف.
بدأ الشوط الثاني وصيحات الجمهور الاسترالي الذي اكتضت به مدرجات الملعب تتعالى تشجيعا لمنتخبها ومن الجانب البعيد من الملعب كان هناك صوت الجمهور العراقي يصدح بأهازيجهم وكأنهم في ملعب الشعب الدولي .. وتمضي الدقائق وفيها يثبت علي وأحمد ووليد وهمام وسيف وسعد جدارتهم في الدفاع عن سمعة العراق ، أما نور فكأنه كان يؤكد ما قاله لي في صالة الفندق . كان يقول لن نخسر هذه المباراة ، لكن الضغط الاسترالي يستمر بقوة، لاسيما بعد التبديلات التي أجراها مدرب المنتخب الاسترالي.
وصلنا الى الدقيقة الثمانين ، إذن لم يتبق الا عشرة دقائق .. العشرة دقائق المتبقية والنتيجة على حالها أكدت لي معنى الثقة التي كان يتحدث نور بها، فالدقائق المتبقية لن تكفي المنتخب الاسترالي لنخسر أمامه خسارة قاسية مثلما توقع الخبراء هناك.
كان من الممكن أن تنتهي المباراة بالتعادل اكراما للجهد الكبير الذي بذله أعضاء المنتخب العراقي في هذه المباراة، لكن البديل جوش كيندي وفي الدقيقة 83 تمكن من القفز عاليا في ظل غياب الرقابة في هذه اللحظة ليعلن عن تأهل استراليا الى نهائيات كاس العالم بعد أن أعلن عن تسجيل هدف المباراة الوحيد.
كان نور صبري محقا في غضبه من تصريحات بعض المدربين والصحفيين العراقيين وقد أثبت هو ورفاقه من أعضاء المنتخب خطأ اعتقادهم من خلال قتالهم وبسالتهم في هذه المباراة.
آخر الكلام
تحدثنا كثيرا عن سوء ادارة الاتحاد لملف هذه التصفيات منذ بدايتها والتي تمثلت في نقاط عديدة أهمها تغيير المدربين الذي أشرفوا على تدريب المنتخب خلال المدة القليلة الماضية ، لكن لمسنا ومن خلال العديد من اعضاء الوفد أن الخطأ الأكبر تمثل في ضعف اعداد المنتخب للمباريات الثلاث الأخيرة الحاسمة ، إذ لاحظنا تصاعد المستوى الفني للمنتخب العراقي بشكل واضح خلال المباريات فهناك فرق واضح بين مستواه أمام عمان ومستواه أمام اليابان وأخيرا أمام استراليا.
لقد تصاعد المستوى الفني خلال هذه المباريات وهنا نؤكد على الخطأ الكبير الذي ارتكبه الاتحاد في ادارة ملف هذه التصفيات، لاسيما في مرحلتها الأخيرة، إذ لو كان قد وفر بعض المباريات التجريبية قبل دخول المنتخب في معترك المباريات الرسمية لشاهدنا تصاعد المستوى الفني واستقراره قبل المباريات الرسيمة.
انتهى مشوار تصفيات كاس العالم، لكن الكرة العراقية ربحت جيلا جديدا نتمنى أن ينتبه الجميع اليه كي يتمكن من تحقيق الحلم في السنوات القادمة.
