يتضمن مصطلحا (مبادرة الشرق الاوسط الكبير) و(مبادرة الشرق الاوسط الاوسع ) احالة لاتتسم بالدقة الى منطقة تستمر في اثارة حيرة متاع السياسية , الذين ما فتئوا في الغالب يجعلون العالم الواقعي , القائم هنا وهناك , في مقاولات تعميمية او في (صناديق ) كبيرة – الى ذلك , تقدم (ورقة عمل ) مبادرة الشرق الاوسط الكبير خطابا في القوة , فما لك النص الامريكي , والتبرير الذي يعطي للمبادرة امريكي , وكنا الاستراتيجيات. تظهر خرائط النص علاقة قوة , يبدو فيها الجانب العربي بمثابة التاريخ – الصامت . يتذكر النص , بدون مناسبة , تقارير التنمية البشرية العربية , وكأن هو يوثق لموافقة عربية مسبقة على المبادرة . هو اذا نص تفوح منه راحة التفرق ومن المفيد الاشارة الى مظهر علاقات القوة في السيطرة وخطاب السلطة الذي يلقي بالمشكلات الكونية على كاهل الوطن العربي . ويثير هنا الخطاب بالخط العريض الى جذور مسألة (التطرف , الارهاب , الجريمة الدولية والمجهزة غير الشرعية ) , كما تلحظ ورقة عمل مبادرة الشرق الاوسط الكبير التخلف السياسي القائم في الوطن العربي . ويحب فرضية تفرد الولايات المتحدة . فان مشكلات الوطن العربي مثل (التخلف , التطرف , الارهاب ) تهدد (الغرب) وادراك هنا التهديد هو الذي يبرر التدخل , الذي يتخذ اشكالات عدة في الوطن العربي .
ويبدو النمط الاستشرافي المزدوج في صنع المعرفة واضحاً في (ورقة عمل ) مبادرة الشرق الاوسط الكبير , فالمحتوى الاستشرافي للمبادرتين يبدو في ان معاً (درامياً) وخطيراً . والنسعة الى شرائح جاهزة تذكر بطريقة تنظيم العالم في حقبة ما قبل الاستعمار في قرن التاسع عشر وفق معايير (التمرين ) الغربية . اما المعايير الجديدة الان . فهي الاستقرار والديمقراطية والراسمالية وتمكين النساء والاعتدال . والاستقطابات , المعلنة وغير معلنة , هي بين الديمقراطية والاتوقراطية , بين الاستقرار والفوضى ,بين الاعتدال والتطرف . ما تفعله المبادرتان , الشرق الاوسط الكبير والشرق الاوسط الاوسع , ليس تشكل عالميئ اجماليين ببساطه , بل هما بالاحرى عالمان يحتويان ايضاً على مقاولات فرعية وعوالم فرعية , هذا جانب واحد فقط من مبادرتي الشرق الاوسط الكبير والشرق الاوسط الاوسع يهمله النقاد في الغالب .وهناك طريق واحد وباتجاه واحد , تتدفق منه المعلومات والعلم والمعرفه التقنيه والقيم .وترى غياب حلقتيني من حلقات مسلسلة التعليم والنصح هذه . ويغرو ذلك ,اولا , الى انه مبادرتي (الاوسط الكبير ) (الاوسط ) الاوسع قامتا على فرضيات قيادة الثمانية الكبار في صنع المعرفة وانتشارها , مع جهد قليل , او حتى بدون جهد , لاستكشاف المعرفة (المحلية ) في الوطن العربي وامكانية التبادل المعرفي مع العرب . ولاتقدم اية واحدة من المبادرتين اية تسهيلات لامكانية قيام طريق لتدفق والمعرفة يكون منه خطين – ابد وجود وجوة من القصور بخصوص الديمقراطية والمعرفة ومشكلات الاستقرار والارهاب جعل الولايات المتحدة وشركاءها الثمانية الكبار ينظرون الى المبادئ تلك ببعض الاستكبار . ان الهدف الصحيح المعلن في دفع الاصلاح قدما لايمكنه ايه يتحقق بمعارف ومهارات احادية الجانب ’ منفردة , وتستبطن تفكيراً استشرافياً حيال منطقة هي ذات اهمية حيوية لباقي العالم . هذا الشهديات تقليدياً للولايات المتحدة , فهي تملك اليوم منصة عرض في العراق يمكنة من خلالها ابد تتجاوز الدولة المركزية بهدف انتاج (نموذجها الديمقراطي ) الخاص , النموذج الذي تفترض الولايات المتحدة ان في وسعه فتح الطريق في الشرق الاوسط العربي . هذا على الاقل , على مستوى النظرية . ومبادرتا (الاوسط الكبير )( والاوسط الاوسع )
غير معنيتين بالعراق , فالاولى تذكر العراق مرة واحدة .. اما برامج المبادرة الثانية في الرعايا والنصح , فهي تذكر كل بلد في المنطقة ماعدا العراق . مما يثير الشك فعلاً هو ان المبادرتين تذهبان الى ابعد منه مجرد شرعنة الثمانية الكبار , والاهم من ذلك شرعتها لحراسة الولايات المتحدة المنفردة ووصايتها على العراق كأمة ودولة في طور اعادة النساء . ومع ذلك , فلا الديمقراطية ولا الأمن يبدو ان في متناول اليد في هذه اللحظة , و(الديمقراطية بوسائل غير ديمقراطية )... بالاكراه او الغزو – امرلا يجدي نفعاً.