هذا ما جاء في توقعات الانواء الجوية عن طقس الايام الاربعة القادمة.لاحظوا جيدا التناقضات المضحكة حتى في مناخ المكان الذي نعيش فيه.فوضى في السياسة يقابلها فوضى في الطبيعة.ولا اعرف ايهما يقلد الاخر.هل الطبيعة تقلد السياسة ام السياسة تقلد الطبيعة اولا باول.ولعل هناك منافسة قوية بين الاثنين لاظهار اغرب ما في جعبة كل منهما.تنطلق السياسة بخيول المحاصصة القوية النشيطة..تنطلق بقوة مرعبة الى مجهول لا نعرف عنه شيئا.السياسون هم من يقودون هذه الرحلة الغامضة.في المقابل تتصرف الطبيعة بعناد غير مفهوم حين تمطر وتعصف وترعد وتترب.اننا امام محاكاة نادرة جدا,وامام عدم انضباط عجيب.ويبدو ان الرعونة السياسية تثير الرعونة في قوى الطبيعة بشكل كامل.والا ما معنى هذا التخبط والضياع السياسي والطبيعي في وقت واحد.
ان فقدان الملامح هو اهم صفة لعراق هذه الايام.فكل شيء ينتهي الى حالة ساكنة من عدم الرضا والفهم.فهناك اشياء تقع على المستوى السياسي نسميها بالامور المستغربة ثم نلعن المحاصصة لانها انتجتها.وفي لحظة بلهاء لها نفس طعم السياسة تتحامق قوى الطبيعة لتجمع النقائض,وتعمي ابصارنا بغبار ناعم جاء من عباءة صحراء مترامية تحيط ببلد فقد حزامه الاخضر شيئا فشيئا.وكما لا حدود محروسة بالجنود المتاهبون فكذلك لا حزاما يصد عبث الطبيعة المستهتر.قبل ايام ارسلت لي اختي صورة من فلندا للمدينة التي يعيشون فيها.كانت الصورة خضراء بالكامل,وجدول صغير تعوم على مياهه الزرقاء الساكنة مجموعات من البط الابيض الذي يحلم بطريقته الخاصة.ومنذ الثانية الاولى والفيديو يدور شعرت بالانسجام الذي كان يحلم به بوذا.اخضرار وصمت بليغ جدا لا يشبع منه الانسان ابدا.هذه هي الحياة حين تصفو وتعلو الى مرتبة السكون المتالف الحميم.
مقالات اخرى للكاتب