أمثل ما تقوم به بمن يذهب للحلاق يريد قص بعض شعره ألطويل ،على أن يراعي ألحلاق بقاءه طويلا بعض ألشيء، لكونه يخفي تحته مرضا جلديا لايريد صاحب ألشأن أن يراه أحد فيقوم ألحلاق بما نسميه (أتكرطف) فيقص شعره من هنا وشعره من هناك .
أن ألإصلاح ألحقيقي هو كما قال ألسيد مهدي ألحافظ، وكما كتبنا بشأنه عدة مرات، وهو أن يعلق سبب ألبلاء وهو ألدستور، وتعلن حالة ألطوارئ، وتشكل حكومة تكنوقراط مصغره، ليتسنى لك أجراء إصلاحات فعليه ،وإلا فأن جميع إصلاحاتك ألحاليه لا تمتد لمعالجة ألحاله حلا جذريا، وبما تريده ألجماهير ألمنتفضة ، وإنما تتناول الترشيق هنا وهناك، وهذا ليس أصلاح، وبسبب الدستور تراجع رئيس ألجمهوريه عما أعلنه سابقا، من أنه سيعمل بتفويض ألشعب للعبادي، وصرح ألآن بأنه لايوافق على إعفاء نوابه ،بل سيرشق مكاتبهم إلى النصف، والرجل حقه في ذلك ،و لم يجانب الصواب في
قوله لكونه استند للدستور وعلى الجميع احترام الدستور بما فيهم العبادي طالما ظل متمسكا به.
أدرك يا أخي، بأن ألبعض من حني رأسه للتيار مؤقتا كي لا تقطفه ألريح العاتية، عاد إلى وقفته ألسابقه بعدما امتص الصدمة، وستتوحد جهود هؤلاء ضد ما تقوم به، وطبعا بأسس قانونيه ،لوجود منافذ كثيرة في الدستور تسعفهم في ذلك، وان بقيت متمسك بشرعية ألدستور ألذي كتب بظروف غير طبيعيه مر بها البلد، وتضحي بالشرعيه ألحاليه ،ألتي نضجت واستوعبت ألدروس والعبر، وطرحت مطالبها عبر تفويضها لك فوالله أنت لخسران ؟وليس هناك من خسارة للوطني الغيور أكثر من خسارته لشعبه، أما المنفلت ألذي لاتهمه سوى مصالحه فيقول مع نفسه ( طز للشعب ) ماهم إلا ثلة من الغوغاء
كما قالها الدكتاتور صدام حسين عن أللذين أنتفضوا ضده.
أدرك حالك يا أخي، ومن خلالك حال الشعب الذي وضع ثقته فيك، وقم أنت بقيادة الجماهير ،وعندها سيرتعب أصحاب الوجوه ألسوداء ،حينما يزلزل الشعب الأرض من تحت أقدامهم ،وإلا فأن مصيرك ومصير من وضع ثقته بك سيكون بيد من يتربصون بك، وسينفذون إليك بطرق كلها موافقة للقانون، ولايمكنك مواجهتهم طالما بقيت متمسك بشرعية الدستور وأهملت مطالب الشعب بتعليقه، كي يتسنى لك تنفيذ إصلاحات حقيقيه، واستغل غليان الشعب وغضبه ضد من ظلموه وسرقوا ثروته ومساندة ألمرجعيه ألرشيده ألتي لم يحصل عليها قبلك أي حاكم،وتوكل على الله، وأن بقيت على ما أنت عليه من
أفكار، فسوف لن تجد منفذا تسلكه لخلاص نفسك من مؤامرات ألفاسدين ،وها هو نشاطهم قد ابتدأ وبدأت تهديداتهم تصل إلى الكثير من محاربي الفساد وأولهم ألسيده ماجدة ألتميمي، وان لم تصل إليك بحكم وظيفتك فحتما انهم يكيدون لك كيدا عظيما
مقالات اخرى للكاتب