Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
كلاوات الامريكان للضحك على اهل البعران
الأربعاء, أيلول 25, 2013
نصير الدين الحسيني

 

 قال المتنبي : لايعرف الشوق إلا من يكابده     ولا الصبابة إلا من يقاسيها ، وبيت الشعر هذا يؤكد على اهمية الخبرة والتجربة والممارسة ، فلايمكن لميكانيكي أن يتعلم تصليح السيارات نظرياً من على السبورة ، ولا يمكن لطالب في الكلية الطبية أن يصبح طبيباً بدون أن يدرس درس التشريح ويمارسه .
مشكلتنا العراقية بعد عام 2003 ، هي وصول أناس مجهولي الهوية والتاريخ السياسي ( بالنسبة لمعظم الشعب العراقي) الى قمة السلطة السياسية وبالصدفة في اغلب الاحيان . جاءوا وهم بلا خبرة ولامعرفة بأمور الديمقراطية أو السياسة أو تنظيم الاحزاب أو ادارة شؤون الدولة ، ولكن قد تم تنصيبهم برعاية واختيار من المندوب السامي الامريكي ومن يقفون وراءه ، ليقودوا عملية التحول الديمقراطي في بلد اغلبية سكانه لم يسمعوا في حياتهم بشئ اسمه ديمقراطية ، ولايعلمون إن كانت الديمقراطية هي نوع من الكليجة أم الكبة ، ولايعرفون من الحرية سوى التسيب والفوضى وخرق الانظمة والقوانين . 
أما من جاء بهم الاحتلال الامريكي ليقودوا العملية السياسية ، فهم اصلاً لايعلمون لم جئ بهم ، ولا ماهية الميزات التي يمتازون بها عن غيرهم ليتم اختيارهم ، ومعظمهم قضى اكثر من عشرين سنة أو اكثر خارج العراق ، بحيث انقطعت صلتهم تماماً بالمجتمع العراقي فلم يعودوا يفهموا مايحدث داخله ، وياحبذا لو كشف لنا السفير الامريكي الأسبق بول بريمر الاسس التي تم اختيارهم على اساسها ليشكلوا مجلس الحكم الانتقالي . 
الامريكان لم يكونوا يريدون ارساء الديمقراطية أو تأسيس  مجلس نيابي في العراق ، بل تركوا العراق لعدة اشهر غارقاً في الفوضى (الخلاقة) ، وتركوا البنوك والمعسكرات عامدين بلا حماية ، لتتمول وتتسلح المليشيات والعشائر العراقية المتنافرة وتتقاتل فيما بينها فيما بعد ، لكنهم وبعد أن فشلوا في العثور على أية اسلحة دمار شامل (وهي الحجة التي استندوا اليها لغزو العراق) ، زعموا امام العالم إنهم جاءوا لأنقاذ الشعب العراقي من ديكتاتورية صدام حسين (أيبآآآآخ) ، وإنهم سينشأوون للعراقيين نظام حكم ديمقراطي حر .
مازال الامريكان ينظرون لشعوب العالم الثالث بعنصرية واستعلاء ، ولا يعتقدون بأنها  مؤهلة لحرية الرأي أو الديمقراطية بسبب الجهل والتخلف ، إلا إنهم كانوا يريدون تغيير القوانين العراقية وبضمنها قوانين استثمار الثروة النفطية ، وبما إن القانون الدولي يقضي على دولة الاحتلال عدم تغيير الانظمة والقوانين في البلد المحتل من قبلها مباشرة ، فلقد اضطر الامريكان بعد الضغط الدولي وخاصة من قبل فرنسا والمانيا اللتان اعترضتا على تغيير القوانين العراقية ، الى اجراء انتخابات عامة والمجئ بمجلس نيابي منتخب من الناس للقيام بتغيير قوانين الدولة العراقية . 
كانت المشكلة الاولى هي عدم وجود قانون للأحزاب ، وكون الاحزاب الدينية بكل اطيافها محظورة رسمياً  ، وتم تجاوز هذا الاشكال حين اصدرت سلطات الاحتلال قراراً يسمح بحرية الرأي والتعبير والتظاهر السلمي بعد حصول المتظاهرين على الآذن من وزارة الداخلية ، كما غضت النظر عن تشكيل الاحزاب رغم عدم وجود سند أو مسوغ قانوني يسمح بتشكيلها .
أما المشكلة الثانية فكانت قانون الجنسية والذي يمنع أي مواطن عراقي من حمل جنسية ثانية بجوار الجنسية العراقية  ، وفي حالة حصول المواطن العراقي (ولو بالصدفة) على الجنسية الهندية أو التايلاندية ، فتعتبر جنسيته العراقية ساقطة رسـمياً وبصورة اتوماتيكية ، ولا يتمكن المواطن العراقي من استعادة جنسيته إلا بعد تقديمه طلب رسمي للسفارة أو لوزارة الداخلية (إذا كان داخل العراق ) يعلن فيه تخليه عن جنسيته أو جواز سفره الاجنبي مقابل استعادته للجنسية العراقية . 
هناك قصة حقيقية تروى عن مدرسة عراقية كانت منتدبة للتدريس في الجزائر في منتصف الستينيات من القرن الماضي ، اثناء فترة الانتداب التقت بمدرس سوري وتزوجته ، ولأن قانون الجنسية السوري حينها كان يقضي بمنح الجنسية السورية لأي امرأة متزوجة من سوري ، فقد تم منحها الجنسية السورية الى جانب جنسيتها العراقية ، مباشرة قامت الحكومة العراقية بأسقاط جنسيتها العراقية وفصلها من وظيفتها لأنها صارت اجنبية بحكم القانون ، رغم إن حصولها على الجنسية السورية لم يكن بطلب منها . 
غضت سلطات الاحتلال النظر عن قانون الجنسية جملة وتفصيلاً ، مع العلم إن ثلثي مرشحي الانتخابات لم يتقدموا اصلاً بأي طلب لأستعادة الجنسية العراقية المسقطة عنهم قانوناً لكونهم يحملون جنسيات اجنبية ، وبالتالي فلم يكن لهم حق الترشيح أو التصويت قبل تعديل القانون ، والكثير من هؤلاء حصلوا على هذه الجنسيات بفعل الاقامة الطويلة والعمل في الولايات المتحدة وبريطانيا وليس بصفتهم لاجئين سياسيين مزعومين ، إذ لم يكن لنصفهم علاقة بالسياسة ولا حتى بالعراق قبل احتلاله ، ولكنهم اكتشفوا فجأة وبعد سقوط  تمثال ساحة الفردوس إنهم كانوا معارضين لنظام صدام منذ نعومة اظفارهم أو ربما منذ ايام الروضة والتمهيدي . 
مثل البائع المحتال الذي يبيع بضائع مغشوشة للغشمة وولد الخايبة ، فلقد باعتنا الولايات المتحدة وهم الديمقراطية وتعدد الاحزاب وبثمن باهض جداً ، ليس بسبب رواتب النواب ذات الارقام الفلكية ، وإنما لأن الديمقراطية المزعومة قد جاءتنا بالعبوات والمفخخات وكواتم الصوت ، حيث إن اكثر من طرف من اطراف العملية السياسية الحالية ، كانت له سوابق في الاغتيالات ومهاجمة أو تفجير مقرات خصومه الحزبية ، في حين كان العراق عام 2003 بحاجة الى حكومة مركزية قوية ، تفرض الآمن والاستقرار ، وتدرس مفاهيم حرية الرأي والديمقراطية في المدارس والجامعات ، وتنشر الوعي السياسي والثقافي بين العامة ، ثم تجري اول انتخابات محلية بعد ثلاث سنوات ، وعندما يترسخ مفهوم كون المجالس المحلية هي لتوفير الخدمات للناس ، وتترسخ مفاهيم الديمقراطية وحرية الرأي يتم اجراء الأنتخابات العامة ، لكن هذا كله لم يحدث .
منذ البداية خططت الولايات المتحدة لتخريب العملية الديمقراطية من اساسها ، وذلك لجعل بقية شعوب المنطقة تتيقن بأن الديمقراطية ستؤدي حتماً الى خراب وتدمير البلاد ، فتجربة العراق ادت الى التفجيرات والاغتيالات وارغام بعض الناس بالقوة على ترك منازلهم ، وادت كذلك للفساد الاداري واختلاس اموال الدولة وانتشار عصابات اللصوص وقطاع الطرق ، وهذا مما سيجعل بقية شعوب المنطقة تتمسك بحكامها الفاسدين المستبدين وترفض الفكر الديمقراطي من اساسه . 
قررت سلطات الاحتلال الامريكي الحاكمة في العراق المجئ بأناس مطيعين ومخلصين لها ، لايمثلون احداً من سكان العراق ولا يعبرون عن أراء العراقيين أو افكارهم ، وهي من اعطتهم وفرضت لهم رواتب ومخصصات فلكية الارقام بعد احتساب قيمة رواتبهم بالدولار ، وذلك ليتحولوا الى طبقة ارستقراطية مترفة لاعلاقة لها بالعراق واهله ، والديمقراطية المزعومة والبرلمان والدستور كان لخدمة الاحتلال الامريكي وليس من اجل سواد عيون الشعب العراقي ، فلقد كانت اميركا تبحث عن سبب ما تبرر به غزوها للعراق امام الرأي العام الدولي ، بعد أن دخلت بجيوشها بدون موافقة من مجلس الأمن الدولي .
لقد تم اعداد قانون الأنتخابات على عجل وبطريقة عبثية عشوائية وغير منصفة لاصحاب الكفاءات والمثقفين ، وتعمد معدوه أن يأتي فارغاً من المحتوى والمضمون الديمقراطي ، ومفصلاً على مقاس السادة الاجانب الذين كان اجدادهم قبل خمسين عام يحملون الجنسية العراقية ، أو لأبناء العشائر الذين يعتبرون حكومة بغداد المركزية هي حكومة لدولة اجنبية محتلة لاراضي عشائرهم ، وإن الامريكان سيساعدونهم على طلب  استقلال عشيرتهم عن العراق أو تحويلهم الى اقليم فيدرالي يتفضل متكرماً بالاتحاد مع حكومة بغداد المركزية ، والطرفان يتعاملان مع خزينة الدولة كبقرة حلوب ، فالعراق ليس موطنهم الاصلي ، وبالتالي فهما غير مهتمان بما يحصل لشعبه من مآسي أو نكبات .
لو اجرينا مقارنة بين فوائد واضرار البرلمان طوال السنوات العشر الماضية ، لوجدنا إن مساوئ النواب اكبر بكثير جداً من الخدمات التي يزعمون إنهم قدموها للشعب ، وعندما يطالبوننا اليوم برواتب تقاعدية ، يذكرونني بأجهزة امن النظام السابق التي كانت تستوفي ثمن الطلقات من عوائل المعدومين ، والمفروض أن لايقدم لهم الشعب العراقي أي راتب ، بل الجهات التي جاءت بهم وفرضتهم على الشعب العراقي بالخديعة والقوة العسكرية المسلحة .
واخيراً فحسب نظرية الدكتور ادلر في علم النفس ، إن كل إنسان يتهرب من عقدة النقص الكامنة في داخله فيتصرف بطريقة معاكسة لعقدته النفسية محاولاً ايهام نفسه والآخرين بتغلبه عليها ، فأصحاب النفس القصير يصبحون سباحيين وعدائي مسافات طويلة ، وقصار النظر يميلون لرسم الاجزاء الدقيقة والمنمنمات ، أو للحياكة بالسنارة بالنسبة للبنات ، وحسب هذه النظرية يصبح من اختار نشيد موطني كسلام جمهوري للعراق ، هو إنسان لا وطن له ، أو ربما ليس له وفاء أو ولاء أو إنتماء لوطن ما .


مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.44882
Total : 101