السيد حيدر العبادي يقوم باداء دوره ضمن الحدود الدنيا لامكانيات الدولة وتقديرات الوضع والمخاطر الحالية ... الرجل حتى الان لم يتراجع عن طريق الاصلاح الذي وعد به واتخذ سلسلة قرارات في هذا الطريق رغم تعقيدات الوضع وتركة الخراب التي خلفتها الحكومة السابقة ....
على من يريد تحميل العبادي مسؤولية الخراب ان يراجع نفسه وضميره .. ويتذكر ان مانعيشه اليوم هو انعكاسات وتداعيات وهزات ارتدادية لكم هائل من الاخطاء والجرائم والتقديرات الخاطئة ارتكبت منذ العام 2003 وحتى اليوم سواء على مستوى الادارة الاميركية او على مستوى الادارتين الحكوميتين السابقتين اللتين حفلتا بكل مايمكن تصوره من الاخطاء الكارثية.
ليست حكومة العبادي مثالية .. وليس العبادي افضل مايستحقه العراق وكذلك معصوم والجبوري وكل الوزراء .. لكن هم افضل ما يمكن ان تتيحه هذه المرحلة المعقدة .. وقد التزموا بالروح التعاونية في عملهم حتى الان ، كما ان هناك رغبة متصاعدة بالاعتراف باخطاء السنوات الماضية ومحاولة اصلاحها ....
الدفاع عن الوطن اليوم يتطلب عدم ترك العبادي يخوض معركته لوحده مع الساعين الى اعادتنا الى مرحلة السوء والفشل السابقة .. لايجب ان نسمح للاصوات التي تريد استثمار الدم والخراب الذي انتجته سياساتهم وسرقاتهم وفسادهم وطائفيتهم ... بعرقلة محاولات الاصلاح الحالية ، او تسقيط من يسعى الى ان يقوم بها.
وبالنسبة لمن يلعن الجميع ، ويتمنى حرق الجميع ، اقول : العراق يحترق بالفعل والحكمة والانصاف تتطلب ان نتماسك لتجاوز هذه المرحلة بكل طريقة وباقل الخسائر ..
نعم .. نتوقع نكسات جديدة ولا ننتظر ان تحل الازمات سريعا ... لكن لايمكن ان نساهم مع من يحاول تفخيخ كل امل متبقي .. سواء بقصد التخريب وخلط الاوراق والطمطمة على استحقاق محاكمة من يستحق المحاكمة من الذين قادوا بنا الى الهاوية ، ام اؤلئك الذين يستمتعون باللعن والغضب ولايترددون حتى باحراق انفسهم حين يحاولون احراق سواهم ...
ننتظر الصبر ، والتروي ، والمراقبة ، والنقد وكشف الانحرافات والاخطاء ، لكن ليس الاجهاز على آخر الامال.
