المسؤولية أمر عظيم … ومن يكون على رأسها أو طرفا فيها فإنه يتحمل كل ما تمليه عليه من واجبات ومهام جاء من أجلها أو أختير لها أو تطوع لأداءها ، ويكون مستعداً لتحمل ما تتطلبه من مشقة وجهد وتضحية تصل الى حد الجود بالنفس وهي الصفة التي عُرف بها رموز الأمة الذين ضربوا أمثلة خالدة على مدى الدهر في النزاهة والتعفف والايثار والتواضع وسمو الأخلاق والشجاعة ومقارعة الظلم والحرص على مصالح الأمة وحقن دماء الناس والحفاظ على كرامتهم والاصطفاف الى جانب الفقراء والمساكين والمظلومين والدفاع عن حقوقهم ، وإن كنتم مسلمين حقاً فإن لكم في رسول الله (ص) وفي علي وعمر (رضوان الله عليهما) أسوة حسنة تقتدون بخطى أقدامهم وأنتم دونها ، وتدّعون الاسلام والدين وأكثركم ينتمون الى كتل وأحزاب دينية دستورها القرآن المجيد، يخاطب فيه الله سبحانه المسؤولين بالقول الكريم (وَقِفوهُم إنّهُم مَسؤولون – الصافات 24) فأي أمانة يتحملها المسؤول أمام الله سبحانه ، وأمام أبناء شعبه الذين سيلهجون بالدعاء إليه أو عليه ، ويجد أمامه يوم الحساب سجلاًّ لا تخفى فيه خافية يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون … وهل راجع أحد من سياسيي السنوات العشر الماضية نفسه في ساعة تجلّي قبل أن يهمّ بتناول طعامه على المائدة العامرة التي اُعدت له ، أن يستذكر النبي الكريم وأولياء الله والصالحين الذين أمضوا حياتهم بالزهد ولم تشبع بطونهم حتى من رغيف الشعير ، ويستذكر الناس الذين وضعوا ثقتهم فيه حينما ذهبوا ليضعوا اسمه في قائمة الانتخاب ، وهم يعانون من ضنك العيش والحرمان والفاقة وتعامل الأجهزة الحكومية البيروقراطية والظلم الذي أصاب شرائح عديدة من المواطنين الذي يظهرون بأسوأ حال أمام وسائل الاعلام عندما يبكي الرجال وتعفّر النساء رؤوسهن بالتراب شاكين لله سبحانه عما أصابهن من ظلم وقسوة وحرمان وضياع أبناءهن وأولياء أمورهن بسبب سوء إدارة البلد ، وان الله سبحانه يستجيب لدعوة المظلوم عاجلاً أم آجلاً ، فحذار من غضب الله ( سبحانه ) .
مقالات اخرى للكاتب