لسنا نتباهى حينما نذكـّر بمواقفنا التي حذرت من الارهاب وعواقبه، بل ننطلق في ذلك من تأكيد حرصنا الدائم على الوقوف مع شعبنا في معركته ضد كل قوى الشر والعدوان، التي لا تريد للعراق السلام والاستقرار.
فلم يكتف الحزب الشيوعي العراقي بالتحذير تكرارا من مغبة تجاهل نشاط الارهابيين ومخططاتهم، بل وشدد دائما على وجوب الاستعداد لمواجهة تلك المخططات التي قد تعرض البلد الى تداعيات تدفع به الى المجهول.
لم يكتف بالوقوف في صف الوطن في مواقفه السياسية المعلنة، حينما استباحت الدولة الاسلامية (داعش) مناطق واسعة منه وسقطت بيدها مدن عديدة، رغم انه يصوغ بياناته بمسؤولية كبيرة، انما حث رفاقه وأنصاره وأصدقاءه على التطوع في الحشد الشعبي وحمل السلاح في اطار مؤسسات القوات المسلحة العراقية، ومع قوات البيشمركة، ووجه نداء خاصا الى منظماته الحزبية في مناطق المواجهة مع داعش، لحمل السلاح والمقاومة، وقد لبى الشيوعيون نداء حزبهم بقناعة واندفاع، ويمكن الاشارة هنا الى مأثرة رفاقنا في ألقوش التي لم يبرحوها، وجهدوا لحمايتها، وحافظوا على ممتلكات النازحين منها، كما امنوا حماية الممتلكات العامة والخاصة الى ان عادت قوات الاحزاب الاخرى الى المنطقة.
وفي اطار الحشد الشعبي الذي انخرط رفاقنا فيه، لم يكن الرفيق الشهيد رحيم جبر عبد الله الوحيد الذي تضرج بدمائه شهيدا، فهناك عديد غيره من الشيوعيين الذين ضحوا بالدم الغالي في المعارك مع داعش في اكثر من موقع.
وفي هذه الايام، إذ تحققت انتصارات مفرحة في سنجار، يطيب لنا ان نحيي كل من شارك في هذا الانجاز الذي كسر شوكة داعش، وان نقف باحترام كبير أمام الضحايا الذين سقطوا من اجل احراز النصر. كذلك نحيي رفاقنا وأصدقاءنا على مساهماتهم المتعددة والمتنوعة في تحقيق هذا الانجاز النوعي.
ونحن اذ نشير الى مساهمة الشيوعيين في صفحة القتال ضد داعش، ننوه كذلك بمبادرات منظمات حزبنا في اغاثة النازحين، وبدور طبيب الشعب وفريقه الطبي في تجوالهم بين مخيمات النازحين واسعافهم وتقديم العلاجات لمرضاهم.
ان مشاركة الشيوعيين في معارك شعبهم لتحقيق السلام والاستقرار لا حدود لها، وان نشاطهم الذي يرفع الروح المعنوية و يعزز ارادة الصمود والمقاومة، كان ولا يزال ضمن الأولويات في المتابعة والاهتمام.
نعم، لم يكن الشيوعيون ولن يكونوا الا ضمن المتفانين في الدفاع عن العراق وشعبه، واذا كنا لا نتحدث كثيرا عن نشاطاتنا في هذه المعارك الفاصلة، فلأننا نعد ذلك واجبا وطنيا اعتياديا، ليس إلا.
مقالات اخرى للكاتب