Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
من وجهة نظر أخلاقية !
الأربعاء, آذار 26, 2014
هاني الحطاب

مما لا شك فيه أن البشرية قطعت شوط بعيد في مضمار الرقي والتطور ، يتجلى هذه بأوضح صورة في مجال التطور التقني والصناعي والعمراني وفي كل مناحي الحياة المادية الأخرى . فليس من شك أن أوربا ومعها أمريكا قطعت مسافة هائلة عما كانت عليه منذ عصر الحضارة الإغريقية على الأقل . ولم يعد أحد يجادل ضد هذا الادعاء . ولكن إذا يقر الكل عن طواعية في ذلك من هذا الناحية ، فأن الكثير يجادلون ، بأن البشر لم يصيبوا في سلوكها وتعاملهم مع بعضهم البعض تطور مماثل أو تبتعد كثيراً عما كانت عليه سابقاً في تعاملهم أزاء بعضهم . ولكن هذا لا يعني أبداً أنه لم يحصل تطور في طريقة التعامل في مجال الأخلاق والسلوك البشري ، فلا أحد يقدر أن يفصل بين التطور المادي في كل مظاهره وبين التطور الروحي . فقد كان القصد فقط ، أن ما نسميه التطور الروحي أو الأخلاقي ، هو فقط حينما نقارنه بطموح البشرية والإنسان وأحلامه بأن يصل إلى عالم تسوده العدالة والعقلانية ، على الأقل في شكلها المعتدل ، وليس المتطرف والجذري الذي طرح في الأيدلوجيات الشمولية . لأن البشرية حلمت لفترات طويلة بأن التطور التطور التقني ، يجب أن يجلب رقي في الأخلاق والسلوك معه ، وليس في تغير أسلوبه أو طريقته . وبالطبع ليس من مهمتنا هنا في هذه المقالة البحث عن السبب أو الأسباب لذلك الإخفاق ، فهناك نظرية عددية تناولة ذلك الاخفاق . وما نريد نوضح هنا هو فقط أنعكاس هذا الإخفاق على الدول المتخلفة ، والتي لم تصب تطور في مجال التقنية والصناعة ، والذي أدى بدوره على تعميق ذلك التخلف . فما يهم هنا في هذه الوقفة القصيرة أن نبين ذلك الشيوع إلى الاحتراب ولا عقل في الممارسات التي تجري في الساحة العربية على وجه الخصوص وفي أمكان اخرى من العالم هو في جانب منه يرجع إلى النقص في الموقف الأخلاقي لدى الغرب وأمريكا . فلو كان ثمة أتساق بين التطور التقني والاخلاق في الغرب ، لكان المفروض فيه أن يكون مناهض للعنف الذي يسود المنطقة العربية ، لا مشجع عليه ، ويقف بجانب القوى التي تعمل على أقامت السلام وتشجع التطور . فنحن نريد أن نعلل أن عدم الاتساق هو ما نظنه يفسر جزء كبير من العنف الذي يحدث في المنطقة . فالهبوط المزري في الناحية الأخلاقية والسلوكية لدى الحكومات الغربية وأمريكا هو الذي يدفع إلى مؤازت قوى الارهاب . وما نقصد هنا في الارهاب ، هو الارهاب السعودي القطري ، لأن من المستحيل تخيل إرهاب بهذا الزخم والحجم بدون الدعم كلتا هاتين الدولتين . وبات يعد نعت أي أرهاب في هذه المنطقة بغير الارهاب السعودي تواطئ مع الارهاب . فأنت مثلا ، لو حاولت أن تقيم سلوك الحكومات الغربية وأمريكا في تعاملها ، وتعاطيها مع الأحداث في تلك المنطقة لما وجدت فيه ما يدل على موقف أخلاقي يتسم بقيم أخلاقية تميزه عما يسود في تلك المنطقة من أنحطاط في القيم الخلقية . بالطبع نتيجة لظروف كثيرة تراكمت ، ترجع منها للعقائد تحط من قيمة الإنسان كفرد والنظم التي سادت طيلة فترة طويلة في تلك المنطقة . فأنت لو ألقيت نظرة عما حولك في منطقة الشرق لوجدت أنعدم القيم الخلقية المكينة النابعة من الشخص الحر في ذاته وتفكيره ، فما ما يسود هو الشك والريبة والكذب والنفاق والجريمة والغدر ، هي السمات التي تطبع في طابعها سلوك خلق كثيرون في تلك المنطقة . أما في الغرب ، فأن الأخلاق لم تقطع مسافة بعيد كالتي قطعتها في التطور الصناعي ، وأنما هناك فقط سيطرة محكمة من قبل الدولة على كل مرافق الحياة ، والانضباط الذي يخضع أبناء تلك المجتمعات له ، هو ليس أنظباط داخلي ومتأتي من قناعة داخلية من الخضوع للمؤسسة السلطة . فالدولة في الغرب هي التي تفرض أرادتها وهيمنتها ، على مواطنيها ، وكأنها الأخ الكبير في رواية جورج أوريل ، الذي صور فيها المجتمع السوفيتي في عهد ستالين ، حيث الكل يطيع القائد الضرورة والأخ الكبير . ولذا الدولة والقوانين وسيطرة الدولة بجهاز الحكومة المخيف ، هناك ، ليس تعبير عن أرادة الأمة أو الشعب ، وأنما هم كما ما صورهما لويس التوسير وميشيل فوكو تعبير عن قوة الدولة ، أو قوة الدولة كسلطة طبقية وليس سلطة تعبر عن أرادة كل الناس والأمة . فالفرق بين الأخلاق في الغرب والشرق ليس خلاف نوعي وإنما هو كمي . فقد كشفت الأزمات المتكررة في المنطقة العربية عن هشاشة القيم الاخلاقية في الدول الغربية ، وأمريكا ، وأن هذه الدول يمكن تأجيرها وشراءها لخدمة مصالحها في أبخس الأثمان . فقد رأينا كيف أن السعودية تقيم حكومات وتسقطها بتأجير قوى الغرب وأمريكا ، وكيف تضفي على الارهاب السعودي شرعية ، وتصمت تلك الدول صمت القبور عن جرائمه . أي أنها تصمت ليس عن سلوك السعودية في تجنيد الارهاب وتمويله وحده ، وأنما عن خرق هذه الدولة لكل حقوق الإنسان في هذه البلد نفسه . فهي لم تتصرف في تعاملها مع تلك الظواهر من منطلق أخلاقي أو من باب أحترام الذات ، أو تدل على تفوق في السلوك يناظر ما لديها من تطور في كل نواحي الحياة ومن تقدم صناعي . هذا الشرخ بين كلا من الجانبين الخلقي والتقني عندما يجاب عليه ، عند تعليله ، وعندما يفسر من قبل كثير من المفكرين الغربين تقدم عنه أجابات متعددة ، بعضها أقتصادي ، وأخر نفسي ، وديني ، وغيرها من التفسيرات . ولعل أشهر ذلك يركز على البعد الاقتصادي أو المعيشي ، فيقول بأن كل ما جرى عبر التاريخ هو التركيز على الربح وتكديس الثروة ، سوى في أستغلال الداخل أو الخارج عن طريق الحروب والاستعمار . ولم يجعل الهدف من التقدم هو بناء الإنسان أو تحسين سلوكه وتفكيره ، وإنما عمل على ترسيخ غرائزه البدائية في حب التملك والاستحواذ . فكانت النتيجة الكائن الذي نرى أمامنا . الكائن المداهن ، الذي يغش ويكذب مثلما يتنفس ولا يتوانى عن تهديم العالم أمام أي تلويح بفتات مصلحة . حتى بات يبدو عسيراً ، على الإنسان الحالي أن يحلم بعالم خالي من الجريمة والاظهاد والظلم ، ذلك الحلم الذي لازم الصفوة المفكرة من البشرية من فترة مديدة وأصبح مدار تفكير القرن الثامن والتاسع عشر والقرن العشرين في الفترة القريبة . فعصرنا لا يظهر نهاية التاريخ والأيدلوجيا بل نهاية كل كل قيمة أخلاقية . فحينما يفسد الملح لن يبقى شيء نملح به ، كما يقول المسيح . ولو سألنا لماذا يحدث ذلك ولم يحدث العكس ، أي لماذا يخفق الحلم ، هل تحقيق العدالة والحرية والمساواة بين الشعوب ورفع أي تميز ، أهو ضد قانون الحياة ؟ ( إذا وجد بالطبع مثل هذا القانون ) . لقد بشر فلاسفة ما سمى في عصر الأنوار بمثل هذا المثال ، وجاء الفيلسوف الألماني كانط بعد هذا ليقول أن الإنسان بلغ سن النضج وآن للعقل إن يكون المرشد للإنسان في سلوك واختيار طريقه بعيداً عن وصاية الدين أو أي سلطة اخرى . ومن ثم جاء هيجل ليقول أن العقل بلغ كماله في الدولة البروسية ، أي نظام الحكم في زمانه . وكذب ماركس هذا الادعاء ، ولكنه قال أن البشرية وصلت منعطف خطير ، فهي أما تبني الجنة على الأرض في الإلغاء الرأسمالية أو ترتد إلى البربرية . بيد أن الشيوعية التي طبقت في الاتحاد السوفيتي مثلت كابوس لكثير من أهل تلك البلدان ، فهل أخطاء التطبيق كما يتذرع من لا زالوا يكنون الحب لهذا المثال ؟ أم أن البشرية صحت فعلاً من غمرة الحلم وهوس الحلم في علم حر يحكمه العقل . وأن نهاية التاريخ هي القبول بما يتلائم مع طبيعة الإنسان وعرائزه وليس مع تهويمات العقل وشطحاته ، وأنه ليس هو الذي يوجه مسيرة الحياة . هذه ما يمكن أن نقدمه عن قصة الغرب والحضارة الغربية في صراعها من أجل بناء عالم أفضل . فقد حاولت هذه الحضارة أن تقدم وجهة نظر أو رؤية مخالفة للدين المسيحي الذي يقول أن الحياة محكوم عليها بالخطيئة وأنه لا يمكنه أن يتخلص من تلك اللعنة وقامت نظام بشري على أنقاض النظام الذي أختار الله للبشر ، والذي قوامه الكدح والعذب حتى البلوغ العالم الآخر ، ولعل الكوميديا الإلهية لدانتي هي خير من يجسد هذه الرؤية الدينية المسيحية عن خلاص الإنسان . ففي هذا الكوميديا نجد عالمنا وليس عالم ما بعد الحياة ، حيث العذاب فيه ، لا يطهر من أي ذنب أو يقود إلى فردوس . وهكذا أنتهى الغرب برفض سيد العقل وقامت حكمه العقل ، لأن الغرب رأى بعد تجربه مريرة مع حكم العقل ، أو بتعبير أكثر دقة العقل البرجوازي أو العقل الشمولي ، إذا طلقت يده ولم يحده شيء أقام حكم الطغيان كم حدث مثلاً في فترة حكم اليعاقبة ، في عهد الثورة الفرنسية ، والذين لم يقبلوا بالمواطنةً لأي فرد ما لم يكن فاضلاً . وكذلك كانت الشيوعية امتداد لفلسفة التنوير طالبة هي الآخرى في دكتاتورية البروليتاريا . لذلك أنتهى الغرب بعقلنة الغرائزة عن حد معين بدل حكم العقل ولذا جعل من النظام الرأسمالي نهاية التاريخ ، أو ما يسمى الحكم اليبريالي . والالبيريالية في أحد معانيها هي الحرية والتحرر من أي حكم أخلاقي ، أي جعل مصالح الفرد فوق كل أعتبار ، والمجتمع الذي يدين للحكم الالبيريالي يجعل من منفعة المجتمع فوق كل أعتبار ، وليس لأي قيمة خلقية أو مبادئ أخلاقي . ومن هنا نرى أن معظم الحكومات الغربية لا يحكمها أي أعتبار أخلاقي في تعاملها مع الآخرين . ذلك ما تأدت أليه الحضارة العربية بعد مخاضات عسيرة . وقد سمى أريك فروم المجتمع الامريكي أو النظام الراسمالي عموماً بالمجتمع المريض ، لأنه نظام يضع مصلحة الفرد العمياء فوق كل أعتبار . هذا هي الصورة التي يمكن أن نقدمها من الجانب الغربي في علاقة الأخلاق في السياسة ، ولكي تكتمل الصور علينا أن نقدم الجانب الآخر منها ، والذي نعي به في الناحية الإسلامية أو العربية في أنطلاقته الأولى على الأقل .فبادئ ذي بدء كل الأديان والعقائد ليس لديها نظرة أخلاقية أصلية ، فالاخلاق الأصلية هي أخلاق الأفراد الأحرار ، الذين يتصرفون من وحي ذواتهم وقرارتهم الشخصية وليس ما يمليه عليه دينه أو عقيدته ، فلم يكن للعقل الكوني الدور الرئيسي في سن القوانين والتشريع . ولهذا نجد في الأديان أخلاق الجماعة والمؤمنين وليس أخلاق الناس الأحرار الذين يتصرفون بوحي ضميرهم وقناعاتهم . وأنما حسب ما يتلائم مع معتقدهم الذين يولدون عليه . فأناس الأديان لم يبلغوا بعد مرحلة الحرية والشخص الواعي بذاته ومسؤوليته . فالاخلاق العالمية أو الكسموبولولية ، هي نتاج في عصر الحداثة والتنوير لم تعرف تفتحها الحقيقي ولم تمارس إلا في عصرنا .ومن هنا نرى الاستجابة الأخلاقية في الدول الإسلامية أو لدى العرب يتم بناءاً على طائفة أو مذهبه الديني وليس على أفكاره الشخصية وميوله الذاتية . فالأشعرية ،مثلاً ، كانت تقول ، الواجبات كلها سمعية ، والعقل لا يوجب شيئاً ، ولا يقضي تحسيناً ، ولا تقبيحاً . وجهة نظر الأشعري هي تقريباً تمثل وجه نظر الاسلام الرسمي . فلا أخلاق أو موقف أخلاقي يمكن أن يتخذ وفق مبادرة فردية .أما المعتزلة ، الذين أقروا في حرية الإنسان ومسؤوليته ، فقد مثلوا فقط وجهة نظر أفراد لم يقيض لها النمو والتطور لتكوين نظرة أخلاقية مضادة لوجهة نظر الدين الجماعية . لذا لا يتوقع من العرب موقف أخلاقي جديد وخارج ما هو محدد في عقيدتهم الدينية . ولا أحد يطالبهم بذلك ما دام وضعهم المزري ما زال يتحكم في سلوكهم . بينما تجدنا نطالب الغرب وأمريكا في تخاذ موقف أخلاقي أو موقف أنساني ، من القضايا والأحداث التي تحدث في العالم بغض النظر عن دين أو هوية الآخر ، لأنهم قاموا بفصل الدين عن الدولة ، وعترفوا في حقوق الإنسان بغض النظر عن دينه وعرقه ، الموقف الذي يحتم تجاوز كل العقبات والحدود التي تفصل الناس عن بعضها . ولذا فأن العالم يتطلع إلى الغرب وأمريكا في أن لا تنحط ، إلى مستوى تلك التي ما تزال تقيم الآخرين بناءاً على الدين والهوية والعرق وغيرها من الروابط . فهي بحسب هذه النظرة عليها أن تكون منسجمة مع ما قطعته من رقي وتطور في التطور التقني وكذلك الاجتماعي والاقتصادي . ولذا يصعب على المرء أن يفهم سر التداعي في تدني الموقف الغربي مما يحدث في الشرق من أحداث ، والذي يصعب في الوقت ذاته أن يفسر بالمصلحة وحدها . فكثير من مواقف أمريكا كانت يمكن أن تكون غير ما كانت عليه بدون أن تخسر شيء . فمثلا ما الذي ربحته أمريكا والغرب من الخراب الذي أنزلته السعودية في المنطقة العربية في ربيعها المشؤوم ؟ فهذا الربيع ما كان يمكن أن يحدث لو أمريكا والغرب لم تدعمه أو تؤيده . لذلك يبدو موقفهم خيانة لكل عصور التنوير والمبادئ التي ناضل لغرب من أجلها للفترات طويلة ، وأصبحت جزء من تراثه وبنية تفكيره . وبالطبع سيرفض الغربي تحليلنا بأنه ليس لديه أخلاق ، فكل ما في الأمر ، ربما ، من وجهة نظره ، هي أن المسألة قضية المكان الذي نظر منه إلى الأشياء ، فأهل المركز تختلف نظرتهم عن من يعيش في الأطراف والهوامش ، فقد يضحي المركز بالهوامش حتى يستمر في الحياة وفي دفع عجلة التقدم التي لا تسير بدون هذه التضحية .


مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.46576
Total : 101