بابا الفاتيكان الحبر الأعظم أعلى مرجعية دينية مسيحية في العالم البابا فرنسيس الأرجنتيني ذهب الى مخيم موريا للمهاجرين السوريين في جزيرة لسبوس اليونانية ليتعرف على معاناتهم عن قرب وليقف معهم في محنتهم وليوجه رسالة تضامن معهم لكل العالم وليتحدث إليهم لم يسبقه في خطوته هذه أية مرجعية دينية أخرى في العالم البابا في كلمته أمام المهاجرين دعا العالم كله ولاسيما أوربا للتعامل مع أزمة المهاجرين بطريقة تليق بكرامة الإنسانية المشتركة وأضاف إن المهاجرين قبل أن يكونوا أرقاماً فهم أشخاص لهم وجوه ولهم أسماء ولهم قصص وللأسف أن بعضهم وبينهم الكثير من الأطفال لم يتمكنوا من الوصول وفقدوا حياتهم في البحر وكانوا ضحية لرحلات غير إنسانية، وقال أيضاً جئت هنا حتى أكون معكم وأستمع الى قصصكم وأطالب العالم أن يولي هذه الأزمة الإنسانية الخطيرة اهتماماً وأتمنى إيجاد حل لها فليهب جميع أخواتنا وإخواننا في هذه القارة على غرار السامري الصالح للمساعدة بهذه الروح من الأخوة والتضامن والاحترام والكرامة البشرية التي طبعت تاريخها الطويل في إنقاذ مبطن لعزم السلطات الأوربية على إعادة هؤلاء المهاجرين الى تركيا.
وقد صافح البابا مئات المهاجرين على مدى أكثر من ساعة واستمع الى قصصهم واستلم رسوم الأطفال منهم , ووقع البابا مع رجال الدين إعلانا مشتركاً دعوا فيه العالم الى التحلي بالشجاعة لمواجهة هذه الأزمة الإنسانية الكبيرة واصطحب في ختام زيارته 12 لاجئاً سورياً من عائلات مسلمة الى الفاتيكان .
فهل فعل رجال الدين المسلمين من جميع لدول الإسلامية ما فعله البابا للمهجرين وجلهم من المسلمين وهل زار المعممون من رجال الدين العراقيين والسوريين وغيرهم إخوانهم المهاجرين وتضامنوا معهم في محنتهم أو على الأقل نظموا تجمعاً للتضامن معهم أو حملة لجمع التبرعات لهم بدلاً من التهافت على المناصب والمكاسب وزج أنفسهم في الكتل والأحزاب السياسية طمعا في المناصب والمنافع المالية تاركين واجبهم الديني والإنساني والأخلاقي تجاه المهاجرين والنازحين والفقراء والمحرومين وباقي شرائح شعوبهم ,وهل فعلت منظمة التضامن الإسلامي مثل ما فعله البابا ورجال الدين المسيحيين الذين رافقوه لنصرة قضية المهاجرين بدلاً من عقد اجتماعها في تركيا لمهاجمة هذا الطرف وإدانة ذلك من المسلمين وصرف ملايين الدولارات على هذا المؤتمر كان الأولى صرفها للمهاجرين والنازحين والفقراء في الدول الإسلامية وهل نظمت هذه المنظمة وغيرها من المنظمات والجمعيات الإسلامية التي تحمل اسم الإسلام فقط لا روحه ومنهجه مؤتمر يعالج قضية المهاجرين المسلمين الى بلاد المسحيين وهل دعت الدول الإسلامية وخصوصاً الغنية منها الى احتضان المهاجرين المسلمين وإنشاء مجمعات سكنية لائقة لهم تتوفر فيها مستلزمات الحياة الكريمة بدلاً من صرف مئات المليارات من الدولارات على الحروب وقتل الشعوب الإسلامية الآمنة في بلدانها والتي تسببت في هروب ملايين المسلمين الى بلاد المسيح .
وهل فكرت المنظمات والمرجعيات الإسلامية على اختلاف مذاهبها في مساعدة المهاجرين وتنظيم مؤتمرات وزيارات الى الدول الأوربية التي قصدها المهاجرين للتخفيف عن معاناتهم وتقديم العون لهم وتقديم المساعدات المالية والعينية للدول التي احتضنتهم وهل فكرت الحكومات الإسلامية في التنسيق مع الدول الأوربية التي استقبلت ملايين المهاجرين ومساعدتها للتخفيف عن معاناة المهاجرين وبذل الجهود لمحاولة إعادتهم الى أوطانهم أو الى دول إسلامية مجاورة لبلدانهم وتقديم العون لهم كل هذا لم تفعله الدول الإسلامية ولا المنظمات الإسلامية ولا الحكومات الإسلامية ولا رجال الدين المسلمين لكن فعله غير المسلمين حكومات وشعوب ومنظمات ورجال دين وجمعيات خيرية ورؤساء دول وحتى مواطنين عاديين يحملون مبادئ المسيح (ع) ومبادئ محمد (ص) وأخلاقهم وروحيتهم وإنسانيتهم .
فمتى يستنهض المسلمون روحية الإسلام ومبادئه وأخلاقه وتعاليمه كما استنهضها البابا وغيره وإذا لم يستنهضونها ولم يستذكروها ولم يفعلوا بها في هذه الأزمة الإنسانية الخطيرة والكبيرة والمأساوية التي هزت كل دول العالم وشعوبها إلا الدول والحكومات والمنظمات الإسلامية ورجال الدين المسلمين فمتى يستذكرون مبادئ دينهم .
مقالات اخرى للكاتب