العراق تايمز: د. فوزي العلي
لا زال الوضع الامني هشا ومتهالكا في البصرة فعمليات الاغتيال والخطف للمواطنين والشخصيات السياسية والعشائرية تحدث كل يوم تقريبا وعلى مرأى ومسمع الحكومة المركزية والمحلية في البصرة
شهدت البصرة في الاشهر الماضية عمليات اغتيال باستخدام السلاح الكاتم واسلحة اخرى طالت العديد من المواطنين والناشطين المدنيين وشيوخ عشائر ورجال دين من امثال عبد الاله كاظم والشيخ رائد ياسين و تحسين السعدون والشيخ ناطق يس عبد الخضر و العشرات غيرهم. وقد تلقى اغلب جوامع ابناء السنة رسائل تهديد بالقتل وتدعوهم لمغادرة البصرة.
الحكومة المحلية في البصرة لم تحرك ساكنا تجاه هذا الامر لعلمها بالجهات التي تقف وراء هذه الاحداث ، واعترفت بعض قيادات الاجهزة الامنية بوقوف اجهزة حكومية خاصة ومليشيات مرتبطة بقيادات حزب الدعوة الحاكم والتي يقودها ويشرف عليها في البصرة ابوعلي البصري الذي يقود خلية الاستخبارات التابعة لرئيس الوزراء المالكي.
وفي سياق الارتباك المنظم التي تخلقه اجندات الحزب الحاكم في بغداد، وابرزها فرض قائد الشرطة الذي اقاله مجلس المحافظة، مما دفع محافظ البصرة ماجد النصراوي امهال الحكومة اسبوعا واحد معتبرا انه اذا لم يُتخذ أجراء بحق قائد الشرطة خلال اسبوع فأنه سيظهر امام وسائل الاعلام لكشف كافة الملفات الخاصة بقائد الشرطة المقال".
وفي وقت سابق قال الشيخ مزاحم الكنعان التميمي رئيس قبيلة بني تميم، إن اغتيالات تستهدف أهل السنة في البصرة، وتتم بدفع من جماعات معروفة لدى مسؤولي أجهزة السلطة والأحزاب السياسية الحاكمة الذين يغضّون الطرف عنها، ولم تبدر منهم أية بادرة لوقف هذا الإجرام لأسباب سياسية أو بدافع الخوف من تلك الجماعات
ومن جهته أكد الشيخ عبد الكريم الخزرجي رئيس الوقف السني في المنطقة الجنوبية ومقره البصرة، أن الاغتيالات تصاعدت وراح ضحيتها 12 من أهل السنّة خلال أربعة أيام فقط بينهم مشرف تربوي وإمام خطيب. وقال إن هذه الاغتيالات التي تمت في أبي الخصيب والزبير ومنطقة البصرة تهدف إلى تهجير السنّة حيث يتلقى الأهالي رسائل ومكالمات هاتفية من مجهولين تهددهم بالقتل إذا لم يغادروا المنطقة
ولم تتوقف هذه العمليات طيلة هذه الاشهر وكان اخرها وليس اخيرها اختطاف الشيخ العام لعشيرة الغانم في البصرة الشيخ عدنان مجبد الغانم هو واحد مرافقيه وسط البصرة مساء اليوم السبت ،حيث اكد شاهد عيان ان المسلحين الذين كانوا يرتدون الزي العسكري ويستقلون سيارة عسكرية حكومية، اعترضوا السيارة التي كان يستقلها الشيخ (الغانم) لدى مرورها عصر اليوم في تقاطع منطقة (الطويسة) وسط مدينة البصرة، واجبروه تحت تهديد السلاح على الترجل منها هو وأحد مرافقيه واقتادوهما الى جهة مجهولة، دون معرفة اسباب ودوافع هذه الجريمة .
وكان الغانم قد تعرض لمحاولة اغتيال بعبوة ناسفه في منتصف تموز الماضي مما ادى الى اصابته بجروح طفيفة.
وبحسب مراقبين للشان العراقي ان هذه الجرائم تجري باوامر واشراف مباشر من قبل قيادات حزب الدعوة الحاكم وذلك لغرض اشعال الفتنة واحداث اقتتال طائفي لتغطية الحكومة على فشلها الذريع على كافة المستويات السياسية والاجتماعية والثقافية والخدمية
ويرى مراقبون اخرون ان الحكومة والمليشيات التابعة لها من امثال جيش المختار (الذي اعترف زعيمه واثق البطاط من ان هناك تنسيق عالي المستوى بينه وبين المالكي لادارة عملياته العسكرية الاجرامية) وعصائب اهل الحق بقيادة قيس الخزعلي ، تقوم بهذه الجرائم لتصعيد الشحن الطائفي قبيل الانتخابات لتكسب اصوات جديدة بعد ان فقدت شعبيتها وقواعدها بسبب فشلها الذريع في تقديم الخدمات وانشغالها بملئ جيوبها من المال العام.
ومع اقتراب الانتخابات سوف تتصاعد هذه العمليات لغرض القضاء على المنافسين السياسيين واسكات جميع الاصوات الوطنية المناهضة لسياسات حزب الدعوة المتخبطة والتي ستقود البلاد نحو الهاوية.