في الثلاثاء الماضي عرفت تفاهة السياسة حين كنت موجودا في طوارئ مستشفى النعمان لمتابعة حالة اربعة من زملاء العمل تعرضوا لحادث سير خطر.كان الحادث مفاجأة صادمة لكل الموظفين لان سيارات نقل كوادر الدائرة كانت موجودة لكن الزملاء الاربعة فضلوا ان يعودوا بسيارة احد الاصدقاء. وبعد عشر دقائق تقريبا عرفنا انهم تعرضوا لحادث خطر جرح على اثره الزملاء جروحا بليغة.لكن القصة لا تكتمل عند هذا الحد لان السياسة لا بد ان تكشف عن وجهها السيء في نهاية الامر.وهناك في مستشفى النعمان كما قلت رايت وجه السياسة القبيح.في البداية فكرت ان الزملاء الاربعة سيكونون محاطين بالاهل واصدقاء المحلة مثلا.فوجئت ان العشرات من الموظفين كانوا حاضرين هناك وبالملابس التي داوموا بها لانهم لم يذهبوا الى بيوتهم لتغييرها على الرغم من الجهد والتعب بعد نهاية يوم وظيفي مرهق.نعم كان الجميع هناك يقومون بدفع اسرة الجرحى ونقلهم من صالة المرضى الى غرفة الاشعة او العمليات الصغرى.كنا هناك في الطوارئ بشر متساوين ونشعر بالالم من اجل زملائنا الذين اصيبوا بحادثة لم يتوقعها احد.الرائع في الامر ان الجرحى وزائريهم ما كان يخطر ببالهم انهم شيعة او سنة.
انا اسف لهذا التقسيم البارد لكني اريد ان ابين الحقيقة التي تريد السياسة قتلها وهي ان هناك تنافرا بين روح السني وروح الشيعي.لا يا اخواني.لقد شاهدت موقفا انسانيا عراقيا رائعا يوم الثلاثاء الماضي.وتعلمت ان السياسة كذبة دجال لا قيمة لها.فتحية للزملاء ليث وعامر وعصام ونبيل وزيد وبصائر وسيف وعمر وسنان لانهم جسدوا اخوة الانسان للانسان بكل معنى الكلمة.ولانهم داسوا بقوة الحب الطائفية والتفرق والتشتت
مقالات اخرى للكاتب