يعتبر العراق وفي ظل ما يمر به من متغيرات وأحداث من الدول التي أصبحت فيه مهنة الصحافة والإعلام مهنة رائجة وتضم طاقات متميزة من الاختصاصيين والإعلاميين اللذين أعدوا على يد اساتذة وكليات معروفة في تاريخها المهني وسمعتها الجيدة على المستوى الخارجي وتخرج من تلك الكليات وعلى يد هؤلاء الاساتذة اشخاص أغنوا الساحة العراقية الاعلامية بالجيد ووقفوا على الاحداث وقدموها للمواطن العراقي يوميا رغم الصعوبات التي مر بها الاعلام العراقي على يد الحكام المستبدين والطغاة والذين قربوا لهم الغث والمنافق والمرائي وابعدوا النزيه والشريف عن العراق وغير متملق فعافوا تلك المهنة الشريفة مهنة المتاعب والبحث عن الحقيقة بيد الدخلاء على تلك ألمهنة وهاجر البعض منهم الى خارج العراق ليصبح صوت مدوي بيد المؤسسات الاعلامية ألعالمية والكثير من الاعلاميين العراقيين من خرجي الجامعات العراقية اصبح لهم باع طويل وذات سمعة راقية بين الاوساط العالمية الاعلامية وأسست مؤسسات باسمهم ... أن تاريخ الاعلام في العراق تاريخ مشرف وطويل وليس وليد لحظة عابرة ليجد نفسه يسبح مع ألسابحين بل ولد منذ اكثر من (200)عاما عندما اصدرت اول صحيفة عراقية في فترة الاحتلال العثماني جورنال عراق وليصبح العراق في طليعة الدول العربية في هذا المضمار وقد سبق صدور تلك الصحيفة صحيفة الوقائع المصرية بأثنا عشر عاما ورفد المؤسسات الاعلامية العربية بأشخاص ذاع صيتهم في تلك المؤسسات العربية ناهيك وكما اسلفنا ما تركوه من بصمات على الاعلام العالمي ..
اليوم وفي ضل هذه التحولات التي تجري في العراق ومن أحداث اصبح الاعلامي العراقي هو الفارس في هذا المضمار وخاصة بعد ان شن الارهابيين وداروا ووجهوا اسلحتهم الى صدور هؤلاء الشباب اللذين ارادوا ان يشقوا طريقهم وسط الطرق المتشابكة ومفترقاتها ووعورتها ، وبما أن العراق في وضع استثنائي وشبه محتل والمتغيرات المتسارعة والاحداث الشرسة التي يعيشها العراق لابد من وجود لأصحاب تلك المهنة ليثبتوا للعالم وليطلع العالم على ما يجري في العراق ، وفعلا قدم الاعلاميون الى العالم كل ما يحدث ومن قلب الاحداث وهم فقط من قدم تلك الاخبار هم فقط لأن كل الاعلاميين اللذين دخلوا العراق عند الغزو الأنجلو أمريكي غادروا العراق بسبب تعرض البعض منهم الى الخطف والاغتيال فأصبحت الساحة خالية الا من العراقيين الذين قرروا ان يخوضوا هذه الحرب بالمايك والكاميرا والقلم والمسجل لينقلوا للعالم الحدث ساعة وقوعه وفي لحظته ولو أن تلك الحرب لم تكن متكافئة ولا يمكن مقارنة الاسلحة بين الطرفيين فشتان مابين الكاميرا والقناصة والقلم والقاذفة والمايك والكاتيوشو والمسجل والكلاشنوف وشتان والبون واسع بين شهاب التميمي وبين أبو بكر البغدادي ا، فالتميمي يقاتل بكلمته الشريفة وذاك يقاتل بكل اسلحة الدمار ويدفن الناس أحياء, هذه الحرب سقط فيها من الاعلاميين العراقيين الشرفاء ومنذ سقوط الطاغية أكثر من (200) اعلامي ومات من الذين يمتهنون هذه المهنة اكثر من (65) شخصا في ظروف غامضة وغير معروفة .. اليوم وفي ظل الحرية والتعبير الحر يوجد في العراق أكثر من (150) صحيفة تصدر في العراق وكذالك عدد من الفضائيات العراقية التي لم يكن في العراق مثل هذه الاعداد من الصحف والفضائيات بسبب سياسة تكميم الافواه التي أنتهجها حكام العراق ضد هؤلاء الاعلاميين ومنعوا وبكل الطرق المتاحة من منع السلطة الرابعة وايقاف عملها حتى لا تفضح ما ستر من افعالهم وهذه الحالة أنعكست اليوم على ورثة الطغاة التي تغيضهم تلك السلطة حتى لا تفضح افعالهم الارهابية وفسادهم وسرقاتهم لممتلكات المواطن والدولة فأرادوها حرب لا تتوقف ضد الاعلاميين العراقيين وقبل الاعلامي تلك المنازلة لأنه على يقين ان الكلمة أشد مضاءا من البندقية ولابد ان يأتي يوم الانتصار انتصار أرادة الحق على الباطل وفضح هؤلاء امام الملأ وتعريتهم من أثوابهم التي هيهات ان تغطي عوراتهم ... ان البقية الباقية من اعلاميي العراق ورغم كل المصاعب وعدم وجود الكفالة الضامنة لحياتهم ومعيشتهم الضنكى اسوة بموظفي الدولة العراقية أو اسوة بأعلاميي الدول المجاورة وما يتقاضون من رواتب تعينهم على العيش وعوائلهم العيش الرغيد ألا ان الاعلامي العراقي لا يتقاضى ما يتقاضاه الاعلامي العربي وليس له قانون يحميه وعوائلهم من بطش الارهابيين وضمان حقوقهم عند تعرضهم الى مكروه ابى الاعلاميون الا ان يستمروا في تلك المهنة مهنة المتاعب والقتل والتشريد والرعب ... ومن هنا لابد أن نذكر الجهات المسئولة من ان تسن قانونا يحمي هذه الشريحة من المجتمع التي هي بعملها تعيين الحكومة على كشف التلاعب والفساد وفضح الارهاب وهي خير عون للدولة كونها عون نزيه لا يهمها الا الحق ولا تأخذها بالحق لومة لائم ولا طلقة مجرم من احد سطوح مدن العراق المحتلة وبيده قناصة ليغتال ذالك الصوت الذي يدوي وسط احتدام المعارك وهو يخط على صدره كلمة صحافة ...
اين الحكومة العراقية من كل الذي يجري لأصحاب تلك ألمهنة ؟
وكيف تحافظ على ارواح هؤلاء من عبث الارهابيين ؟
ومن لأهلهم بعد ان استشهدوا من اجل العراق؟
اوليس هم عراقيون يريدون العيش مع ابناء العراق على تلك الارض ويلتحفون سماء العراق الزرقاء؟
أليس الاهتمام بهم واجب وطني ملح ؟
مقالات اخرى للكاتب