بعد ايام من نشر ذلك المربع البائس بخطوطه وتفاصيله القليلة المربع الذي يشبه رسما في كتاب ابي معشر الفلكي لصنع تعويذة جالبة للحظ..اقول منذ ايام وطبقات كثيرة من هذا الشعب المسكين بدات تشعر بانها مهددة في القليل الذي تحصل عليه.فذلك الجدول الذي نشرته جريدة “الصباح”وتم تداوله سريعا اثار موجة غضب وانزعاج كبيرة هزت ثقة الناس بخطوات العبادي الاصلاحية التي انقلبت ضدهم وضد لقمة عيشهم. انا في الواقع اتابع العبادي شخصيا كما اتابع نزالا للملاكمة بكل معنى الكلمة.لماذا..؟لان الوضع في العراق يعطيني هذا الشعور.فنحن حقا في اجواء نزال لا يقل قوة من نزال علي كلاي وفريزر.عراك خفي وجدالات ومناقشات طويلة تدور في اماكن بعيدة عنا نحن طبقة الموظفين الغارقين بالروتين وبقلة الراتب..هناك في مكان لا نعرفه وانما نسمع عنه يخوض العبادي نزاله ضد اشخاص ذوي امتيازات عالية..يكافح ويناضل كي يسحب من ايديهم فضلة من مال لا يتنازلون عنها بسهولة.قال العبادي ان كثيرا من الوزراء ينزعجون”ويزعلون” لان هذا التخفيض في رواتبهم ومخصصاتهم لا يسمح لهم بالعيش في مستوى تعودوا عليه. هذا الكلام قاله العبادي علنا امام الفضائيات.ان تلك الطبقة المتورمة التي شبعت ترفا تغضب لان اي تخفيض في مخصصاتهم سيعرضهم للذهول وفقدان التوازن ويسبب لهم دوارا وقلقا يعيش فيه فقراء العراق من الموظفين.نعم يا دولة رئيس الوزراء الموظفون فقراء يعيشون على حافة هاوية الجوع وينظرون في اعماقها طيلة الوقت ثم جاء جدولكم الموقر المخطط بطريقة غامضة ليزيد عذاب الناس عذابا. وفي الحقيقة لا احد يصدق هذا الامر لان الطبقات التي تعيش وهي تخسر في الحقيقة لانها لا تجمع مالا للسفر والمتعة وانما تجمع المال للحفاظ على استقرار الاسرة الظاهري ليس الا. فالناس تشتري الكهرباء من مصدرين وتشتري الماء والدواء وتدفع الالاف من الدنانير ثمنا لاخطاء الاطباء وتتحمل كل تكاليف القدر كي تعيش امنة.وفي النهاية تقوم الحكومة بنشر جدول غامض بائس لم يفهمه الناس.ومع كل ما قلت اتمنى ان يكون رعب هذا السلم الجديد لا يمس حياة فقراء الموظفين كما اكد اكثر من مسؤول.
مقالات اخرى للكاتب