التطور الملحوظ الذي حصل في أداء قوات الجيش العراقي في المعارك الأخيرة خصوصاً في معارك تحريرالرمادي والفلوجة مرده الى التغيير الذي حصل في عدد من قياداته العليا والميدانية والعودة الى سياقات الجيش وتقاليده الصحيحة ومع ذلك هنالك العديد من الملاحظات والمآخذ على عمل بعض القادة والآمرين في مختلف صنوف الجيش وتشكيلاته ومن هذه الملاحظات عدم التزام بعض منتسبي الجيش بارتداء قيافة المعركة خلال المعارك وخصوصاً بعض القادة والآمرين الذين يجب أن يكونوا قدوة لمقاتليهم في كل شيء ومنها الالتزام بارتداء قيافة المعركة حتى من كان منهم بعيداً عن خطوط التماس, والمعروف إن قيافة الجيش يحددها العمل والواجب المناط بالجيش فقيافة التدريب الفردي المصطلح عليها بقيافة العرضات تختلف عن قيافة التدريب التعبوي وهاتان القيافتان تختلفان عن قيافة المعركة وهناك قيافة للمناسبات والاحتفالات وقيافة للرياضة وأخرى للفروسية وهكذا تتنوع القيافة حسب الوضع العام للجيش و المهام والواجبات , والقيافة ركن مهم من أركان التقاليد والسياقات العسكرية التي يجب المحافظة عليها في كل الظروف,فالقيافة العسكرية تعكس شخصية القائد والآمر والضابط وحتى المقاتل بل هي جزء من شخصيته , فمن غير المقبول أن يرتدي قائد كبيرأو قائد فرقة أو آمر لواء أو آمر وحدة فانيلة ( تيشيرت )وهو في ساحة المعركة أو عندما يصرح لوسائل الإعلام المحلية والعربية وحتى الأجنبية التي تنقل صورته وتصريحاته الى العديد من دول العالم ,أو أن يضع بعض القادة والآمرين والضباط على رأسهم طاقية بدل الخوذة هذه الطاقية التي لم تكن من قيافة الجيش ولا من قيافة المعركة ثم يقلده بقية مقاتليه ومن غير المنطقي أن يرتدي بعض الضباط والمقاتلين قيافة الرياضة (التراكسوت) في ساحة المعركة وغيرها من القيافات حتى بدأنا نشاهد قيافات وتجهيزات في سوح القتال (ما أنزل الجيش بها من سلطان) منها الكوفية واللفاف والمنشفة والقبعة الأمريكية لرعاة البقر مع النظارة الشمسية السوداء والملونة وغيرها من الظواهر التي تعكس حالات قلة الضبط وقلة الالتزام وخروج عن التقاليد والسياقات العسكرية الصحيحة والمشكلة إن القادة والآمرين والضباط هم من يرتدون هذه التجهيزات فكيف يحاسبون معيتهم عند ارتدائهم مثل هذه التجهيزات ,ولا أقصد هنا أي قائد أو آمر بعينه فالجميع أبلى بلاء حسناً في معركة الفلوجة وغيرها وهذا واجبهم لكني اشخص خللاً قد يؤثر مستقبلاً على تقاليد جيشنا وسيقاته وربما يغيرها ولا أريد أن يسن بعض القادة والآمرين سنناً سيئة وسياقات دخيلة على سياقات جيشنا وحتى سياقات الجيوش المعروفة في القتال ويتحملون وزرها. ان القيافة الخاصة بالمعركة ولكل الجيوش لم تحدد اعتباطاً وإنما أٌقرت بعد تجارب عديدة لتحقيق بعض الحماية النسبية للمقاتلين من الشظايا والاطلاقات خلال المعارك وهذه تؤمنها الخوذة والدرع الواقي كما تؤمن للمقاتل بعض احتياجاته من الماء (الزمزمية) والعتاد والأجزاء الاحتياطية للسلاح والأرزاق الجافة وضماد الميدان للإسعافات الأولية وحتى بعض التجهيزات الاحتياطية وهذه المواد تحمل في الحقيبة أو في الجعب , وهذه القيافة منها ما يخص المقاتلين وأخرى باختلافات بسيطة تخص الضباط ,لذا نهيب بقادة جيشنا وأمري تشكيلاته ووحداته وكافة ضباطه المحافظة على تقاليد الجيش وسياقاته سواء في المعارك أو في السلم لأنها من أهم مسؤولياتهم وواجباتهم وأن يكونوا قدوة لمقاتليهم في كل شيء وخصوصاً القيافة والضبط والنظام والالتزام والمحافظة على السياقات والتقاليد العسكرية الأصيلة لأنها جزء من تاريخ جيشنا الباسل وجيش بلا أوامر ثابتة تنظم عمله وقت السلم ولا سياقات عمل ثابتة تنظم عمله في القتال والحروب ولا يحترم التقاليد والأوامر ولا يراعي الضبط والنظام وبلا تاريخ عريق وتجارب كبيرة لا يعتبر جيش مهما كان تعداده ومهما كانت قدراته وإمكانياته وأسلحته .
مقالات اخرى للكاتب