ظاهرة ارتداء السياسيين والمسؤولين قيافة الميدان العسكرية خلال مؤتمراتهم الصحفية أو خلا ل دوامهم في وزاراتهم ومؤسساتهم والتي أصبحت (موده ) وظاهرة ملفته للنظر, فماذا يراد من لبس هذه القيافة المشرفة في غير ميادين القتال وما أكثر هذه الميادين التي يتصدى فيها أبطال قواتنا المسلحة والحشد الشعبي لعصابات داعش الإجرامية ؟ هل يعني أن هؤلاء السياسيين والمسؤولين يشاركون في المعارك التي تخوضها قواتنا المسلحة وقوات الحشد الشعبي ضد داعش ؟ أم أنها (للكشخة ) أمام وسائل الإعلام؟ أم لإيهام الشعب بأنهم مقاتلون ولبوا نداء المرجعية ليس في سوح القتال لكن أمام وسائل الإعلام فقط ؟ أم للتغطية على فشلهم ؟ وشعبنا يعرف أمثال هؤلاء جيداٌ كونهم مقاتلين أشداء متفانين لكن ليس في سوح الوغى بل في سوح النهب و السرقات والفساد المالي والإداري والمحسوبية والمنسوبية , فالمعارك أيها الساسة والمسؤولين تجري في سوح القتال في الرمادي وصلاح الدين والموصل وأطراف كركوك وليست في الوزارات والمؤسسات ولا أمام وسائل الإعلام ومراسلي الفضائيات وفي المؤتمرات وفي مجالس العزاء والأفراح وفي الاحتفالات فلماذا هذا الرياء والتلون والتزلف هل لكسب ود ورضا أولياء نعمتكم من رؤساء أحزابكم وكتلكم من الأفندية والمعممين أم أنكم مللتم لبس البدلات الفرنسية والايطالية الباهظة الثمن ؟ . أيها السياسيون والمسؤولون و أعضاء الكتل والأحزاب السياسية و حتى صغار الموظفين إن البدلة التي ترتدونها في مؤسساتكم ودوائركم وأمام وسائل الإعلام تسمى بدلة الميدان حسب التوصيف العسكري والاسم الدارج لها عندنا هو قيافة القتال أو الحرب أي أن هذه القيافة يتم ارتدائها فقط في المعارك والحروب أو في ميادين التدريب فمن أراد التشرف بهذه البدلة لا أن تتشرف هي به كما يعتقد عليه أن لا يلبسها في مؤسسته ودائرته ومسجده وديوانه وبيته أو عند ذهابه لمجالس العزاء والأفراح أو في المناسبات الاجتماعية والسياسية والدينية أو في المؤتمرات ليستعرض بها انجازاته أمام وسائل الإعلام أو ليحاور بها الآخرون في اللقاءات و البرامج السياسية للفضائيات , من أراد التشرف بهذه البدلة عليه الذهاب الى ميادين القتال الحقيقية ليوجه بها أعداء العراق من الإرهابيين والتكفيريين لا أن يستعرض بها أمام عدسات المصورين ولا في الفضائيات ولا أن يذهب خلف خطوط القتال والمناطق الخلفية والإدارية للتشكيلات ليلتقط هناك بعض الصور والفديوات وكأنه في ساحة المعركة ولساعات محدودة ثم يعود الى مؤسسته ودائرته على اعتبار أنه شارك في معارك الشرف . إن قيافة الميدان العسكرية أيها السياسيون والمسؤولون والمعممون لها رجالها وصناديدها وهي شرف من يرتديها ليقاتل بها دفاعاُ عن تراب وطنه وكرامة شعبه وهي عار لمن يرتديها من غير المقاتلين الحقيقيين في المؤسسات والدوائر وأمام وسائل الإعلام أو في المؤتمرات والمناسبات أو في المناطق الخلفية لجبهات القتال .\
مقالات اخرى للكاتب