مقدمة
ان استقرار تجارب العنف المسلح على المستوى العالمي التي خاضتها منظمات سياسية متنوعة النزاعات العقائدية والاتجاهات السياسية وتجارب العنف المسلح التي خاضته الحركة الإسلامية المعاصرة ضد الأنظمة الحاكمة , وضد الأحزاب المتنافسة ( علمانية وإسلامية ) وضد المجتمع الأهلي , يظهر بما لا يقبل الجدل ان العنف المسلح وسيلة فاشلة في العمل السياسي , سواء في ذلك باعتبارها وسيلة للتعبير للانتصار السياسي على الخصم . والأمثلة على ما ذكرنا في الحركة الإسلامية وغيرها كثيرة . واذا استعرضنا تجارب العنف المسلح التي خاضتها الحركة الإسلامية في العقود الأخيرة ضد الآخرين وضد بعضها البعض فسنرى ان العنف المسلح لم يؤد الى انتصار سياسي حقيقي . في كل هذه التجارب فشل العنف المسلح في تحقيق اي انتصار سياسي حقيقي كبير او صغير للإسلام وللمشروع الإسلامي الكلي على مستوى العالم الإسلامي والجزئي في بلد الحركة الإسلامية التي تمارس العنف المسلح بل لقد فشل هذا الأسلوب في تحقيق اي مكاسب دعائي او تعبوي ذي شان . ولم يقتصر الامر في عاقبة هذا الأسلوب على الفشل وعدم الجدوى بل تعداه الى أنزال أضرار فادحة بالمشروع الإسلامي الكلي والمشروع الجزئي نذكر بعضها .
تهمة الإرهاب
لقد الصق هذا الأسلوب بالسلام وبالحركة الإسلامية تهمة ( الإرهاب ) واحيا التهم القديمة عن انتشار الإسلام بالسيف , وعن عجز المسلمين وتخلفهم في بناء العلاقات وتكوين القناعات بــ( الحوار) في الوقت الذي ترسخ على مستوى عالمي فكرة التغيير بالحوار وبالتراضي وبالأساليب الديمقراطية . والإسلام بريء من التهمتين , فهو يحرم الإرهاب والغيله حتى في حالة الحرب , وهو يحمل أعظم وأوسع دعوى للحوار عرفها تاريخ البشرية . وقد مكن هذا الأسلوب خصوم المشروع الإسلامي من المسلمين والأجانب من تقديم تصور مسبق للراي العام العالمي عن ( النظام الإسلامي ) المفترض تطبيقه لو نجحت الحركة الإسلامية في تولي السلطة في هذا البلد الإسلامي او ذاك , فخلقوا حالة من العداء والرفض النفسي والعاطفي للحركة الإسلامية وللمشروع السياسي الإسلامي بل لقد عبر هذا العداء عن نفسه ازاء المسلمين في ظل الأنظمة القائمة .
إرهاق المجتمع الأهلي
نشأة من الوفاء لقد أرهق هذا الأسلوب المجتمع الأهلي وحملة أعباء ثقيلة للحركة الإسلامية التي يواليها , او على الأقل لا يعادلها ومن ضرورات الا من وحاجات الحياة اليومية التي يوفرها له النظام العام لحياة المجتمع الذي يتعرض للتصدع والاهتزاز او الانهيار نتيجة لاستخدام العنف المسلح ضد النظام الحاكم الذي لا يتمتع عند المجتمع الاهلي بالاحترام و القداسة . وهذا في حالة استخدام العنف ضد مؤسسات المجتمع الأهلي وضد الأحزاب المنافسة . فنعتقد ان الاضرار السياسية اكبر وأفدح . ومن البديهي ان المجتمع الأهلي هو ( الأمة ) الذي يعتبر تلاحمها مع ( التنظيم ) أساس القوى والنجاح والاستمرار , ولن يتمكن ( التنظيم ) من تحقيق اي نصر دون تلاحم ( الأمة ) معه . واذا حقق التنظيم النصر فان من الصعب الاحتفاظ مدينة فان لم يتمكن من ذلك الا بالقمع الذي يوقع الحركة الإسلامية في فخ الإرهاب .
عزلة المجتمع الأهلي
لقد كان هذا الأسلوب احد الأسباب التي حالت دون تمكن الحركة الإسلامية من الدخول في تحالفات سياسية جبهوية مع القوى السياسية الأخرى في مواجهة الأنظمة كما عمق الفجوة السياسية والإنسانية بين الإسلاميين وقاعدتهم الجماهيرية وبين القوى الأخرى وقواعدها , وخلق جوا من الحذر الشديد عند الجميع القوى السياسية الأخرى , نشا من الاعتقاد بان الإسلاميين لا يؤمنون بالتعاون مع غيرهم , ولا يؤمنون بشرعية التعددية الحزبية والسياسية , ولا يؤمنون بحق المخالفة والاختلاف , ولا يؤمنون بالمشاركة في الحكم مع غيرهم اذا تمكنوا من الانفراد به ولو بالقوة . وهذا جعل الحركة الإسلامية , في كثير من الحالات , معزولة عن المجرى السياسي العام في بلدها وتمثل تنوءا وشذوذا في الساحة السياسية على الرغم مما لها لا من قاعدة جماهيرية واسعة .
التحالفات مع الأنظمة
لقد دفع هذا الأسلوب بالحركة الإسلامية الى ارتباطات وتحالفات مع أنظمة ذات سياسات خاصة بها ناشئة من أوضاعها الدولية والإقليمية وهي تحمل السمات السياسية نفسها للأنظمة المراد محاربتها . وسبب ذلك ان العمل المسلح يحتاج الى اموال كثيرة وسلاح خدمات لنقل الأشخاص والسلاح . والمصادر الذاتية لاي تنظيم تعجز عن توفير الأموال اللازمة فيضطر هذا التنظيم او ذاك الى الاتصال بهذه الدولة او تلك لتقديم التمويل والتسلح والخدمات الأخرى . وأهداف الدولة الممولة مختلفة فقد تكون لها أهداف سياسية ضد النظام الحاكم .
تعريف الإرهاب
يعرف الإرهاب قاموسيا (fair child p.319 ) بانه تكنيك ( وسيلة ) تحاول عن طريقها الجماعات المعزولة اجتماعيا البحث عن قوتها والدفاع عن محاولتها للتسلط وتتحقق هذه الوسيلة , الارهاب (ferror ) عن طريق العنف ( violence ) او التهديد بالعنف ثم بالإكراه والسرية والاختطاف لسحق الخصوم الأقوياء وخنق معارضتهم في الوقت الذي يجري فيه تخويف (Intimidate ) اكبر عدد من الناس وهو وسيلة عالية في وسائل الضغط الاجتماعي . لذا فالإرهاب وسيلة (technique ) وبذلك تكون هناك غايات لابد من ان يسعى اليها , ويمكن ان تصبغ الغايات لتبدو مقبولة كما في الشعار الذي رفع لتبرير تسلط الدولة التي قرنت بين وجودها ووجود ( الأمة ) لقد توزع عسف وعنف وإرهاب الدولة في العالم القديم والأوسط والحديث والمعاصر في شرق العالم وغربه وبقيت الدولة سلطة وسلطان في الشرق تتصرف وفق اليه جمعت بين الترغيب الترهيب , فالترهيب هو الغاية والوسيلة وقد يقرن بالترغيب الذي لا يلعب اكثر من دور او وسيلة فقط . والإنسان التابع انما هو في مجال عسف جناحي فهو مرغب / مرهب في صباحه اي اثناء اليقظة التي قد يسترد فيها وعيه , فهناك عيون ترصده وأذان تسمعه . هذا الترهيب الممزوج بالترغيب يعيشه التابع / العدو / المعارض طول يومه خائفا متوقعا متوجسا وهذا قمة ما تفعله السلطة فهي تحاصره نهارا وتشل حركته ليلا بان يكون معارضا للدواة خوفا من ان يتكرر عليه حلفه فينقله الى عالم الواقع ويمكن ان يوضح إرهاب الدولة ضمن حدود المثلث السلوكي التالي خوف – جهل – تعصب فهناك خوف من ان يقترب التابع / الإنسان وأجهزتها ليتعرف على ما يدور في أوساطها لإبعاده من ان يكون معنيا بذلك رغم ان اكثر ما يحال في مثل هذه الأوساط موجه للحد من حركة وفاعلية هذا التابع / الإنسان ما يسهل إرهابه وبالتالي التسلط عليه ... وبذلك يلعب الجهل دور أساسي في تكريس الحالة الخائفة التي نشا عليها الإنسان التابع في اسرته مما ينزع عن الإنسان اهم أسلحته وهو العمل على تطوير واقعه والاحتجاج (protest ) وهو التعبير المفتاح لرد الوعي للإنسان ودفعه لاخذ موقعه في العمل والتغير . فاذا كان خوف الذي يعمل على تواري الإنسان وراء سلطته والجهل الذي يجعله لايعرف خلاصا الا عن هذه السلطة فان التعصب انما يكمل هذه الثلاثية المقيتة الضاغطة على الإنسان والنازعة منه إنسانيته والتعصب انما يفتح الباب الى ما يسمى بالوقت الحاضر بالدعاية والرعاة (propaganda ) ويزداد مثل هذا التجهيل على السنة رجال التنوير وعصر النهضة ( الشرقي ) اذ اقر معظم هؤلاء في مقدمتهم الطهطاوي ومحمد عبده بانهم وجدوا في بلاد الفرنجة ( فرنسا ) مسلمين ولم يجدوا أسلاما , اما في ارض الكنانة ( مصر ) فقد وجدوا إسلاما ولم يجدوا مسلمين وهم يقرون بالحقيقة القائلة بعدم أمكانية الفصل بين الدين والتدين . لقد دخلت الإيديولوجيات على خط التعصب والى حد ما الى دائرة الجهل وحولته الى تجهيل . ان الأيديولوجيات ورغم انها محدودة في فعلها وتبريره وبتفاعلها لانها تعتمد الإقصاء والتهميش فانها الاخرى تحاول الدور ان على المثالية ( utopia ) اي انها تعتمد الصناعة الفكرية والاختراق المعرفي اكثر من تعاملها مع الثابت من الحقائق هذه الحقائق المتحركة ( الأيديولوجيات ) ورغم محاولة إنهائها الى حد اعتبارها منقضية ( end of ldolgu ) فان تأثيرها ما زال فاعلا . تؤكد مراكز البحوث هذه ومنها مركز الدراسات الدولية والإستراتيجية (CSIS) في واشنطن وضمن تقرير أصدره في ربيع سنة 2004 وان إخفاق حكومات / سلطات هذه الشعوب / المجتمعات في اتخاذ قرارات ترقى الى مستوى الفعل العالمي انما يعود الى عدم قدرة هذه المجتمعات على التحديث (modernization ) وذلك لغياب الديمقراطية (Demodernization ) في فعلها السياسي من ان يكون الحاكم مسئولا تجاه شعبه , وتراجعها في مجالات التعددية والشفافية وطغيان الفساد في أدارتها وغياب عامل التداول في تغيير نخبها الحاكمة . ولكي لا تتكرر أحداث 11 ايلول/ سبتمبر 2001 ويجري الحد من الإرهاب الذي يجتاح العالم مثله كمثل العولمة في فعلها , فان التحديث لابد من ان يتحقق في العالم غير المحدث بذاته او بالإكراه الخارجي .
ولكن كيف يتم هذا التحديث لكي يتم تحديد الحد من الإرهاب ؟ عندما تتحول دول / مجتمعات العالم الإسلامي نحو الشعور بالمسؤولية تجاه السلم العالمي والحفاظ عليه فتعمد الى اتخاذ قرارات مسئولة . هذا التحول نحو ادراك المسؤوليات واتخاذ القرارات المسئولة لدول / مجتمعات العالم الإسلامي يعني اعادة تشكيل حكوماتها وذلك بتطبيق الديمقراطية . لذا فان مراكز البحوث في الغرب وأمريكا عليها ان تكون اكثر عقلانية ومسؤولية في التعامل مع العالم الإسلامي , فهناك عقبات بالفعل ومثل هذه العقبات انما يشكو منها العالم بأسره إسلاميا وغير إسلامي تنفع معها الحلول (solutions) وليس المعالجة (remedies) اذا المعالجات توجه لمرض المجتمعات , لذا فان الندبة في التعامل يمكن ان يترتب عليها تكافؤ في التفاعل , ان شعوب / مجتمعات العالم يمكن ان تعمل وبشركة منصفة لخير العالم .
تعريف الإرهاب حسب مؤتمر مدريد
الإرهاب هو جريمة ضد الإنسانية يتعدى على حياة الأشخاص الأبرياء يخلق جوا من الكراهية والخوف ويساهم في تكوين الشقوق بين الديانات والمجموعات العرقية على مستوى عالمي , يشكل الإرهاب احدى اخطر الانتهاكات للسلام والقانون الدولي وقيم الكرامة الإنسانية , ان الإرهاب هو هجوم على الديمقراطية وعلى حقوق الإنسان . ليس هناك اي مبرر للهجوم على المدنيين وغير المحاربين باستعمال الرعب والاعتداءات المميتة . ترفض بشدة اي أيديولوجية توحي بالأعمال الإرهابية . ندين بدون تحفظ كل أساليبها . تتركز رؤيتنا على مجموعة مشتركة من القيم والمبادئ العالمية . حرية وكرامة الإنسان . حماية وتقوية المواطنين . بناء وترسيخ الديمقراطية في كل إبعادها ومستوياتها . تعزيز السلام والعدالة .
حقيقة سياسة الإرهاب ومكافحة الإرهاب
في سياق سلسلة العدوانيات والاحتلال الأمريكي يشهد عالم اليوم انتقالا من عولمة ( مركزية الذات الأوربية ) الى عولمة ( مركزية الذات الأمريكية ) وبقدر تعلق الامر بالمسوغ الإضافي في خطاب الهيمنة الأمريكي نحو الاخر والمتمثل بــ( الإرهاب ومكافحة الإرهاب فان القراءة اليقظة له تكشف لنا عن ان حيوية هذا المطلب تكمن في تناقضاته التي جمعت مابين سياستي ( الفوضى ) و ( البناء ) الأمريكية في العالم في سياسة أمريكية واحدة هي سياسة ( الفوضى البناة ) او ( الفوضى الخلاقة ) التي تعبر عن عدم جدية الإدارة الأمريكية في مكافحة الضار بالعراق النافع للإدارة الأمريكية فهذه السياسة الأمريكية الفوضوية الخلاقة تعمل بحدية على تجفيف منابع الإرهاب في العالم وفي الوقت ذاتية تسببت قصرا منبع جديد للإرهاب في العراق لتجعل من هذا البلد حاضنة لكل منابع الإرهاب وحلبة بديلة لكل حلباته في العالم . نأمل الا يظل الشرق هو الخاسر مرتين دائما في تعامله مع الغير والجديد الوافد منه على الشكل أفعال وأفكار وسياسات ومن بينها " سياسة مكافحة الإرهاب " او " عولمة مكافحة الإرهاب " فالخسارة الاولى تتمثل في قطعية الشرق المسلم مع الوافد الجديد بصيغة التجاهل . والخسارة الثانية كانت تتمثل بقبول ( الشرق المسلم ) المتأخر لهذا الوافد الجديد بصيغة الأضرار المتأخر ايضا للتكيف العصر ومستجداته . واذا كانت ( عولمة مكافحة الإرهاب ) هي السياسة الوافدة على الجميع في جميع انحاء العالم , فهي بصيغتها البريئة تقتضي ان نتعامل معها ونقبلها كحقيقة . فكيف نتعامل مع هذا الضيف الذي لم يستأذن ولم ينتظر الاذن بالدخول أينما ذهب ؟
هل نتعامل مع هذه السياسة وفق صيغة التجاهل ؟ او نتعامل معها بالموجهة وفق صيغة الشتم ؟ ام نتعامل معها بلاختراق وفق صيغة المشاركة فيها ؟ ان دروس الماضي لابد ان تدفعنا الى انتاج حكمة تسقط بها خيارات التجاهل والقطيعة والمواجهة بالشتم التي تعودتاها في التعامل مع الوافد الجديد ... حكمة مفادها الاختراق بالمشاركة وطرح البدائل ضمن أطار آليات معقولة سواء بالمنافسة بل وحتى لو اقتضى الامر بالصراع . وهذا على المسلمين ان يسجلوا حضورا من خلال بذل لصياغة منظور وتفسير يعني العالم ويخدمه لسياسة مكافحة الإرهاب , بدلا من الانشغال غير المجدي بعدم الانشغال غير المجدي ايضا بشتمها فقط لانها تقوم على مفهوم أمريكي غير برئ وفعل أمريكي او إسرائيلي سيء وشرير . وعلى أساس ما تقدم سيمثل هذا المنظور وهذا التعامل الإسلامي مع عولمة مكافحة الإرهاب منظور وتفسير او تعاملا حكيما معها بصيغة المشاركة وطرح البدائل النافعة للإنسان والإنسانية .
مكافحة الإرهاب
ان القيم والمبادئ الديمقراطية هي أدوات أساسية لمكافحة الإرهاب اي إستراتيجية فعالة لمكافحة الإرهاب تتطلب عزل الإرهابيين . ولذلك فمن الأفضل معالجة الإرهاب كجريمة معينة تتم ملاحظتها بواسطة الأنظمة الموجودة لتطبيق القانون مع الاحترام الكامل لحقوق الإنسان ودولة القانون .
توصي بالتالي ::
اعتماد سياسات فعالة لمعاقبة مرتكبي الأعمال الإرهابية وكذلك معاقبة كل من أساء استعمال حقوق الإنسان في مكافحة الإرهاب .
إضافة قانون حول حقوق الإنسان في كل برامج مكافحة الإرهاب وفي سياسات الحكومات الوطنية والهيئات الدولية .
تنمية الاقتراح الداعي لإيجاد شخصية مقرر خاص مهتمة إعلام لجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة حول توافق الإجراءات المتخذة ضد الإرهاب مع قانون حقوق الإنسان , وقد دعم الأمين العام للأمم المتحدة هذا الاقتراح في الخطاب الذي ألقاه في مدريد .
استيعاب ودمج الأقليات والجماعات المشتتة في كل مجتمعاتنا .
تشجيع أنشاء مؤسسات سياسة ديمقراطية في كل أنحاء العالم تعكس هذه المبادئ في مكافحة الإرهاب يجب اعتبار اي لتسهيل تبادل معلومات الاستخبارات بين الدول نقترح ما يلي :
إعادة تقييم القواعد المطلقة بالمعلومات السرية كي تسمح بتبادل هذه المعلومات بسرعة .
تحديد الشروط التي تسمح بمشاركة المعلومات بين الدول انطلاقا من معيار الجاهزية .
استعمال احدث التكنولوجيات لإنشاء قاعدة بيانات لمكافحة الإرهاب على النطاقين الإقليمي والعالمي.
يطبق مبدا التضامن والتعاون الدولي على التدابير الدفاعية أيضا .
لذلك نوصي بما يلي :
الإدارة الفعالة والتوفيق بين الأجهزة الوطنية والدولية في مكافحة الإرهاب
أنشاء مبادئ واضحة حول القوات المسلحة بالمقارنة مع أجهزة الشرطة الأخرى ذات النطاق الوطني .
تصميم خطط وطنية لتنسيق المسؤوليات في مكافحة الإرهاب والسماح للوكالات والمنظمات المختصة بالمشاركة التامة في المجهود العالمي .
ولمكافحة شبكات تمويل الإرهاب نوصي ما يلي :
تقوية وتنسيق إجراءات الشرطة والحملات السياسية وحملات التربية المدنية التي تخفض الاتجار غير المشروع بالمخدرات الذي تذهب أرباحه لتمويل الإرهاب . كذلك إنشاء مركز دولي للتمويل ضد الإرهاب يشجع البحوث وتكوين العناصر الأمنية ويعمل كمصدر تعاون ومساعدة متبادلة . وتطوير الأدوات التي تقوي عامل الشفافية في عملية جمع التبرعات في القطاع الخاص او في المؤسسات الخيرية بواسطة تبادل أفضل الممارسات توسيع " وحدات الاستخبارات المالية " التي تسهل التعاون الفعال بين الوكالات الحكومة والمؤسسات المالية .
المعطيات الاقتصادية لمعالجة الإرهاب
يعتبر الإرهاب من اخطر الظواهر التي تعاني منها المجتمعات الإنسانية في الوقت الحاضر لما تعكسه من اثار في سبيل تقدم الأمم وازدهارها بسبب السلوك القاسي والهمجي الذي غالبا ما يتسم بالعشوائية حتى أصبحت المنظمات الإرهابية وكأنها قوة سياسية لها أيديولوجية خاصة بها , على الرغم من انها حسب اعتقادنا لا تمثل الا توجه مزاجي لا يخضع لمعطيات او محددات تحكم سلوكها الامر الذي يجعل من الصعوبة بمكان القضاء عليها او احتوائها , هذا اذا ما علمنا بان نشاطها يزداد ويتفاقم ولا سيما ما بين الشباب مما يربك عمليات التطور الاقتصادي والاجتماعي فاذا ما تناولنا مشكلة الإرهاب من الجوانب الاقتصادية بات من الممكن حصرها فيما يلي :
الكوارث الطبيعية والتحضر والحروب ( والتي هي مزيج من عوامل اقتصادية واخرى منها سياسية واجتماعية ) .
سوء التخطيط والاستثمار .
عدم توفر فرص العمل وتوزيع الثروة بشكل غير اعتيادي .
ومما يذكر بهذا الخصوص ان هذا الظلم قد انحصر على وجه التحديد في دول الشرق الأوسط وخاصة الدول الإسلامية والعربية منها حيث يزداد عدد المحرومين من حقوقهم السياسية والاقتصادية , وكما تشير اليه البيانات المنشورة بهذا الخصوص وخاصة بالنسبة للدول العربية حيث يعيش ثلث ابناء الشرق الأوسط الكبير على اقل من دولارين في اليوم ولتحسين مستوى المعيشة هذا لابد وان يزداد معدل النمو الاقتصادي الى اكثر من ضعف مستواه الحالي والبالغ اقل من 3% . كل ذلك يعمل على زيادة التطرف والإرهاب والجريمة الدولية والهجرة غير المشروعة , حيث أصبح العرب والإسلام مرادف للإرهاب ولأسلحة الدمار الشامل , وهدف للقضاء على الإرهاب و هكذا يتضح بان المنطقة تقف عند مفترق طرق , حيث يزداد في كل عام عدد الشباب المفترقين الى مستويات لائقة من العمل والتعليم . وبالتالي سيمثل ذلك تهديدا مباشر لاستقرار المنطقة والعالم . ومن هنا يمكن القول الى ان السبب الجذري للعنف ذو طبيعة اقتصادية سببت الظلم وعدم العدالة في توزيع الدخل .
الحرب على الإرهاب وتأثيرها على التخطيط الاستراتيجي
ترتبط فلسفة المؤسسة العسكرية ارتباطا وثيقا بالفلسفة السياسية للدولة وتظهر ديناميكية وحركية المؤسسة العسكرية في قدرتها على تطوير وتغيير مركباتها الأساسية تسليمها وتدريبها وتنظيمها وتوزيعها بما يتلاءم مع تطور مخاطر التي تهدد امن ومصالح الدولة بصفتها عامل مهم من عوامل القوى ان كل ما تقدم قد بني على المفهوم امريكي يرى ضرورة تامين وجود عسكري متقدم على المستوى الإقليمي والعالمي نظرتها بان التهديدات الجديدة تتطلب قوة منتشرة بالخارج وتكون ذات استعداد على تنفيذ المهام في اي مكان في العالم ويقف خلف ذلك فلسفة يرى فيها ان امريكا لن تقاتل في المواقع المتمركزة فيها فقط , وهذا يتطلب سرعة حركة القوات انه مطلب ( القدرة على القوة بسرعة ) ومن هنا فان توزيع القوات في الداخل والخارج يجب ان يحسن من قدرتها على ( الرد السريع ) في مواقع الطوارئ , في الحقيقة انما ساعد على ذلك هو ما توفر لدى الولايات المتحدة من أسباب القوى العسكرية بما أتاحته لها ( ثورة الشؤون العسكرية ) وعصر معلومات التقدم التكنولوجي الهائل اضافة الى ما تمتعت به من ( عوامل مضاعفة القوى ) كتامين الماديات البعيدة جدا , والدقة في اصابة الهدف والقوة التدميرية الهائلة ووسائل المعرفة المبكرة وأوصلها الى استنتاج مهم وان حجم القوات الكبير ليس الوسيلة الوحيدة للهيمنة على ساحة المعركة . الحقيقة ان الدوافع الرئيسية التي يمكن قراءتها من خلال التحرك الأمريكي في إعادة انتشار وهيكلة ما هو الا مركز مشروع الهيمنة وبناء الإمبراطورية الأمريكية للقرن الواحد والعشرين بتوظيف قوتها العسكرية لهذا الغرض كما انها تسعى في ان تبقى صاحبة القوى العسكرية الأقوى وصاحبة النفوذ الأكبر على معظم مناطق العالم . ويمكننا ان نصل ما وحدنا بين الاتجاهات الهيكلية والانتشار مقرونا بما يجري في الواقع وعلى الارض بان ذلك حمل في طياته ملامح تواجد عسكري جديد ومكثف في منطقة الشرق الاوسط ووسط اسيا حيث يتركز وكما يبدو صراع المصالح ومتطلبات الأمن .
دور دول الجوار في العمليات الإرهابية في العراق
قسمت دول الجوار الأمريكي في موقفها من العمليات الإرهابية الجارية في العراق مثلما قسمت لتأييد الاحتلال او رفضه اذ تسترت بعضها برفض الاحتلال ولكنها ساندته فضل على موافقة المتباينة منذ احتلال العراق ولحد الان هذا التباين يعود بدرجة كبيرة الى طبيعة المصالح المتحققة من كلا الموضوعين ويعني موضوعة استمرار الاحتلال وموضوعة الإرهاب لكي لأنسهم في تشضيات هذا الموضوع , ولابد ان نناقش موقف هذه الدول ومن خلال مسالتين أساسيتين :
الأولى : هل ان الاستقرار في العراق يخدم مصالح اي منهما , ام ان الاضطراب وسوء الأوضاع الأمنية يحقق ذلك ؟
الثانية : ما هو دور الذي تلعبه كل منهما في مسالة استمرار العمليات تعريف الإرهاب حسب مؤتمر مدريد .
الإرهاب هو جريمة ضد الإنسانية . يتعدى على حياة الأشخاص الأبرياء يخلق جوا من الكراهية والخوف ويساهم في تكوين الشقوق بين الديانات والمجموعات العرقية على مستوى عالمي . يشكل الإرهاب احدى اخطر الانتهاكات للسلام والقانون الدولي قيم الكرامة الإنسانية .
ان الإرهاب هو هجوم على الديمقراطية وعلى حقوق الإنسان . ليس هناك اي مبرر للهجوم على المدنيين وغير المحاربين باستعمال الرعب والاعتداءات المميتة ترفض بشدة اي أيديولوجية توحي بالأعمال الإرهابية . ندين بدون تحفظ كل أساليبها ترتكز رؤيتنا على مجموعة مشتركة من القيم والمبادئ العالمية . حرية وكرامة الإنسان . حماية وتقوية المواطنين . بناء وترسيخ الديمقراطية في كل أبعادها ومستوياتها ... تعزيز السلام والعدالة .
توصيات لمعالجة الإرهاب
من اجل الضحايا يجب علينا ان نسعى كي يقع ثقل العدالة على الإرهابيين . من الضروري أعطاء أجهزة الشرطة كل القدرات اللازمة محترمين دائما كل المبادئ التي أوكلت حمايتها الى أجهزة . ان الإجراءات المتخذة لمكافحة الإرهاب يجب ان تحترم كليا المبادئ الدولية حول حقوق الإنسان ودولة القانون . ليس هنالك من حلول بسيطة ان استعمال إجراءات القوة هي ضرورية في مكافحة الإرهاب . الأعمال العسكرية ان كانت ضرورية يجب تنسيقها مع الشرطة والأجهزة القضائية ومع الردود السياسية والدبلوماسية والاقتصادية والاجتماعية . تدعوا كل الدول لممارسة حقها والقيام بواجبها في حماية المواطنين . يجب على الحكومات على المستوى الفردي او الجماعي , اتخاذ إجراءات وقائية ومكافحة كل الأعمال الإرهابية ويجب ايضا على المؤسسات الدولية والحكومات والمجتمع المدني مجابهة العوامل النحتية التي تؤمن للإرهابيين الدعم والعناصر .
تأثير التعاون الدولي في معالجة الإرهاب
يعتبر الإرهاب اليوم تهديدا عالميا . لم نراه فقط مدريد ونيويورك وواشنطن . وانما رأينا أيضا في دار السلام ونيروبي وتل أبيب وبالي واسطنبول والرياض والدار البيضاء وبغداد وبومباي وبسلام . ولذلك يجب ان يكون الرد عالميا يجب على الحكومات والمجتمع المدني ان تعيد أحياء جهودها بهدف دفع الالتزام والتعاون والحوار على الساحة الدولية . ان الشرعية الدولية هي أمر إلزامي أخلاقي وعملي من الجوهري ان نركز على تعددية الأطراف . يجب تقوية المؤسسات الدولية , وبالأخص الأمم المتحدة يجب علينا تجديد جهودنا لنجعلها أكثر شفافية وديمقراطية وفعالة . ان رؤية وطنية ضيقة يمكن ان تؤدي الى عكس النتيجة المطلوبة . يجب على المؤسسات القانونية وأجهزة الشرطة والاستخبارات ان تتعاون فيما بينها وان تتبادل المعلومات الى ابعد من حدودها الوطنية .
المواطنون والديمقراطية
الحرية والديمقراطية فقط هما اللذان يستطيعان أخيرا التغلب على الإرهاب . ليس باستطاعة اي نظام او حكومة ان تتطلب بشرعية اكبر وليس هناك اي نظام ذو قوة رد اكبر أمام المتطلبات السياسية يدافع المواطنون عن الديمقراطية ويشجعونها يجب علينا دعم تكاثر الحركات .
الديمقراطية في كل الأمم والتأكيد على التزام مع التضامن والشمولية واحترام التعددية الثقافية . ان المواطنين هم الممثلون وليسوا المشاهدون . انهم يشخصون مبادئ وقيم الديمقراطية . يلعب المجتمع المدني الديناميكي دورا استراتيجيا في حماية الجاليات المحلية ومقاومة الأيديولوجيات المتطرفة ومجابهة العنف .
دعوة الى العمل
ان اعتداء على امة هو اعتداء على كل الأمم . الضرر الذي يلحق بإنسان هو ضرر يلحق بكل الإنسانية .لا مجال لعدم الاكتراث . ننادي الجميع فردا فردا : الى كل الدول والى كل المنظمات الوطنية والدولية الى كل المواطنين . انطلاقا من المناقشات بين السياسيين والخبراء والمواطنين , استطعنا تحديد المجالات والتوصيات التالية التي تعتبر انه يجب توسيعها وتنفيذها كجزء من عملية ديناميكية مستمرة .
توصيات مؤتمر مدريد
لا يمكن للمتفاوتات السياسية والفلسفية حول طبيعة الإرهاب ان تكون عذرا للخمول . ندعم الإستراتيجية العالمية لمكافحة الإرهاب التي أعلنها الأمين العام للأمم المتحدة في قمة مدريد في 10 آذار / مارس نوجه نداء عاجلا من اجل :
اعتماد تعريف الإرهاب الذي اقترحه الفريق الرفيع المستوى المعني بالتهديدات والتحديات والتغير في كانون الأول / ديسمبر 2004 .
مصادقة وتنفيذ الاتفاقيات الدولية ضد الإرهاب من قبل الدول التي لم تفعل ذلك حتى الان .
انها العمل على وضع الاتفاقية العالمية حول الإرهاب الدولي بأسرع وقت ممكن . ونعتبر ان تلبية احتياجات ضحايا الإرهاب ليس ألزاما أخلاقيا فحسب وإنما إجراء ضروريا أيضا ولذلك نوصي بما يلي :
دراسة أمكانية أنشاء مفوضيات على المستوين الوطني والدولي للمدافعة على حقوق الضحايا ومعرفة الحقيقة وللمشاركة في تطبيق العدالة وفي وصاية قضائية مناسبة وفي التعويضات الكاملة .
العوامل التحتية او عوامل الخطر
يستمد الإرهاب قواه من الرعب والخوف والكراهية . وبما ان السلطات هي المسئولة عن تامين الحرية , ومن ضمنهم الزعماء الدينيين , مسؤولية عدم استغلال هذه الحرية لتشجيع او تبرير الكراهية او التعصب او الحروب ذات الدوافع الدينية . نقترح :
التشجيع الدائم للحوار الثقافي والديني بواسطة الحوار المحلي وإنشاء برامج تبادل دولية .
يجب على السلطات وعلى وسائل الإعلام مراجعة تعابيرها بشكل دائم لضمانة عدم التقوية الغير مقصودة للأهداف الخاصة بالإرهابيين كالخوف والرعب والكراهية .
أنشاء برامج وطنية ودولية لتقييم المظاهر العنصرية والمجابهات العرقية والتطرف الديني وتأثيرها على وسائل الإعلام ومراجعة الكتب المدرسية في نظرتها الثقافية وفي التسامح الديني .
بالرغم من ان الفقر ليس سببا مباشر للإرهاب , بإمكان السياسات الاجتماعية والاقتصادية المساهمة بالتخفيف من الحرمان ومن تأثير التغييرات الاجتماعية والاقتصادية السريعة التي تولد الحقد هذا العنصر الذي طالما استغله الإرهابيون .
دور مؤسسات المجتمع المدني في معالجة الإرهاب
ان عملية بناء الديمقراطية كترياق لمجابهة الإرهاب والعنف تتطلب دعم من المجتمعات الدولية ومواطنيها لذلك لابد من أنشاء شبكة عالمية للمواطنين تربط بين زعماء المجتمع المدني الذين يحثوا على المكافحة من اجل الديمقراطية في مل أنحاء العالم , ويكثفوا استعمال التكنولوجيات المرتكزة على شبكة الانترنيت وعلى أنظمة الاتصالات الجديدة الأخرى ان نظام " إنذار مبكر " كجزء من هذه الشبكة لمنع تكاثر النزاعات المحلية , وبنفس الوقت لتامين طرق الدعم الأخلاقي والمادي لمجموعات المجتمع المدني إزاء حالات القمع العراق والإرهاب .
الإرهاب عراقيا فانه نموذج جمع مابين ما يمارس من تخويف وترهيب في الداخل الذي يمكن ان يطلق عليه الاستبداد والذي استشرى بفعل تسلط الدولة سابقا التي لم ترق الى اكثر من سلطة الحكومة التي تهمش وتستعلي وتتعسف , ولاستبعاد الذي تمارسه الدول القوية والتي جعلت من نفسها الوصية على امن العام الذي انسحب على امن دول الجنوب .
لقد جعلت دور القرار العالمي من الوصية وسيلة لشرعية تدخلها في مصائر دول الجنوب ومنها العراق لذا فقد تم تطوير الشخصية الإرهابية وذلك وفق مثلث جرى الإعداد له في مركز ( متخصصة ) جمع بين المعطيات التالية – اليأس – الغضب .
هذا المثلث والذي يسمى بمثلث اللعنة الذي يجمع في رؤوسه بين الاستبداد عن طريق السلطة وياس المواطن في ان تتحسن ظروفه فعلا بدا بالأساسيات منها .
لذا فان اليأس انما يتصاعد كلما تصاعد الاستبداد , والعاملان الاستبداد السلطوي مقرونا بيأس المواطن العادي من القبول بحدود معقولة من التسلط والاستبداد وذلك لإحكام سيطرة الدولة على دولاب الحياة في المجتمع وفسخ المجال للمؤسسات التنفيذية والتشريعية والقضائية بان تأخذ مكانتها وترسيم حدود فعاليتها وبالتالي تمارس سلطتها دستوريا وتشريعيا وقانونيا يضمن توفر حدود مقبولة من المواطنة تضمن للإنسان حقوقه المتعارف عليها إنسانيا وعالميا . ان تزايد الاستبداد فعلا وفاعلية دون ان يقابله ارتفاع في مستوى الانجاز وعلى صعيد مفردات الحياة اليومية التي يحكمها عاملا الأمن و الرفاه انما يحول اليأس الى إحباط (frustration) عندما يتقاطع الاستبداد واليأس وتتحول هذه المقاطعة الى محرك لإطلاق الرأس الثالثة لمثلث اللعنة المتمثل بالغضب (rage) الذي لا يلبث ان يتحول الى عنف (violence) الذي لا يلبث ان يفجر بشكل إرهاب (terror) كيف يعمل هذا المتصل ( غضب , عنف , اغتراب ) إرهاب على ارض الواقع ؟
ان هذا المتصل الذي تحرك بفعل الاستبداد ثم تحول الى غضب تصاعد الى عنف يحركه الاغتراب (Alienation) وانفجر بشكل إرهاب نجده ممثلا بإحدى شخصيات الثقافة الشعبية العراقية علي بابا (Ali-Baba) الذي صنع وفق مقاسات نفسية واجتماعية بل وحتى تاريخية الى حد الاستفادة بأبعاد الشخصية العراقية لكي تتفق ومواصفات هذه الشخصية .
الإرهاب والقانون الدولي
مما لاشك فيه ان العنف والإرهاب أصبحا ظاهرتين وسمتين من سمات المجتمعات المعاصرة وأصبح الإرهاب أداة تحقيق مأرب وطموحات يعجز البعض عن تحقيقها بالوسائل العادية لقد أصبحت الاغتيالات السياسية والمؤامرات التي تحاك من خلف الجدران شائعة وأضحت الشغل الشاغل لكل من يرغب الوصول الى السلطة او يريد إلحاق الضرر بخصمه في المعترك السياسي لذا فقد تفننت الدول ذات النفوذ القوي في الوسائل الإرهابية كما نشأت أجهزة سرية خاصة مهمتها القضاء على الأصوات التي تقف حجر عثرة في وجه سياستها وخططها الرامية الى الهيمنة وبسط نفوذها على العالم وثرواته خاصة النفطية منها بعد ان أصبحت هذه السلعة المصدر الرئيسي للطاقة الذي لا غنى عنه لإدارة عجلة الصناعة في العالم وقد تنامت موجة الإرهاب العالي وزادت حدة وانتشار بشكل خاص عقب ظهور عظيمتين متناقضتين عقائديا وان كانت لكل منهما طموحات لا تختلف عن الطموحات الأخرى .