عملية استهداف وزير الدفاع الدكتور خالد العبيدي وإقالته من منصبه عملية مدروسة ومخطط لها بعناية منذ فترة ليست بالقصيرة شاركت فيها أحزاب وكتل سياسية لها صلات بإحدى دول الجوار التي لا تريد للعراق أن يكون له جيش مهني وقوي وبقدرات العسكرية عالية تمكنه من الحفاظ على أمن وسيادة العراق وحماية حدوده وأراضيه وتحقيق الأمان لشعبه فالاستهداف ليس لان الوزير وقف بوجه الفاسدين وكشف فسادهم ومحاولاتهم لمساومته والاستحواذ على عقود الوزارة وأخطرها وأعلاها ثمناً هو عقد أرزاق مقاتلي جيشنا الباسل بالإضافة الى عقود التسليح وبناء المنشآت العسكرية وغيرها ودليل بسيط يؤكد ذلك وهو أن وزير الدفاع هو الوزير الوحيد الذي يتم استجوابه مرتين في مجلس النواب في حين لم يتم استجواب العديد من الوزراء الذين أفسدوا وفسدوا وسرقوا المال العام جهاراً نهاراً كسلفه في وزارة الدفاع والثقافة ووزراء الكهرباء والتجارة والصناعة والداخلية والتربية وغيرها من الوزارات التي وصل الفساد فيها أعلى درجاته وكذلك لم يتم استجواب السياسيين والمسؤولين الحكوميين الذين تسببوا في تسليم أكثر من ثلث مساحة العراق لداعش وما نتــــج من هذه العملية من تداعيات خطيرة على الأمن الوطني وما سببته من خسائر بشرية كبيرة جداً لأبناء شعبنا مدنيين وعسكريين وخسائر مادية كبيرة أيضاً ساهمت في تفاقم الأزمة المالية والاقتصادية للبلد.
والسؤال الذي يُطرح هنا لماذا استهدف ووزير الدفاع دون كل الفاسدين والخونة وسراق المال العام والجواب واضح وبسيط وهو أن السيد العبيدي استلم وزارة الدفاع وعدة محافظات ومدن عراقية محتلة من قبل داعش والعديد من فرق الجيش العراقي شبه مهيكلة والفساد فيها في أعلى مراحله ومعنويات الجيش العراقي منهارة والعديد من القادة والآمرين وهيئات الركن العليا في وزارة الدفاع ورئاسة أركان الجيش ومكتب القائد العام للقوات المسلحة غارقين في الفساد فبدأ الرجل العمل بهدوء وبحزم لإعادة بناء الجيش العراقي ورفع معنوياته من خلال العديد من الإجراءات أهمها تغيير العديد من القادة والآمرين الفاسدين والفاشلين وتعيين قادة شباب مهنيين ونزيهين محلهم ثم وضع الخطط العملية لتدريب تشكيلات ووحدات الجيش وفق مناهج تدريب عملية وسريعة تم التأكيد فيها على التدريب التعبوي والقتالات الخاصة وبالذات حرب المدن وتم إبرام العديد من العقود لتسليح الجيش بأسلحة متطورة وشمل ذلك القوات البرية والجوية وطيران الجيش وبدأ حملة للقضاء على ما سمي بظاهرة الفضائيين ومحاسبة من يقف وراء هذه الظاهرة بشدة كما بدا بحملات تأهيل وتصليح أسلحة وآليات ومعدات الجيش العاطلة والخارجة من الخدمة وتم أعادة أعداد كبيرة منها للخدمة موفراً الكثير من النفقات للدولة فيما لو تم شراء آليات ومعدات جديدة مكانها وبعد هذه الإجراءات العملية والفاعلة والمؤثرة بدأ الجيش عمليات تحرير مدننا من عصابات داعش وكان الفاشلون والفاسدون والخونة وعملاء الأجنبي يمنون أنفسهم بفشل الجيش العراقي في معارك التحريرواعادة مدننا ومحافظاتنا من قبضة داعش وإعادة سكانها النازحين الى محافظاتهم ومدنهم فبدأ بعمليات محدودة أول الأمر شملت مناطق جرف الصخر وآمرلي والعظيم ومناطق في كركوك و سامراء والدجيل وتكللت هذه العمليات بالنجاح ثم جاءت العمليات الكبرى لتحرير محافظاتنا وأقضيتها المهمة هذه العمليات التي أغاضت بعض السياسيين الفاسدين كما أغاضت بعض دول الجوار فكانت عملية تحرير تكريت ومناطق محافظة صلاح الدين ثم قضاء بيجي ومناطق تلال حمرين هذه العمليات التي أرهبت عصابات داعش بعد الخسائر الكبيرة التي تكبدوها كما أرهبت الدواعش من السياسيين الفاسدين والخونة ثم جاءت عمليات تحرير الرمادي ومدنها ثم عملية تحرير الفلوجة معقل الدواعش وحصنهم المنيع الذي انهار أمام ضربات أبناء قواتنا المسلحة والحشد الشعبي ثم باشر الجيش بالتهيؤ لمعركة الموصل الفاصلة ممهداً لها بعمليات محدودة استعاد فيها عدة قرى قريبة من القيارة كما استعاد قاعدة القيارة الجوية.
وأخيراً وليس آخراً كانت عملية تحرير ناحية القيارة الخاطفة والمهمة و مفتاح عملية تحرير الموصل الفاصلة والنهائية لاجتثاث داعش من كل شبر من أراضي العراق كل هذه العمليات والانتصارات الباهرة لجيشنا الباسل والقوات الساندة له كانت بجهود وزير الدفاع وإشرافه المباشر على سير العمليات وجهود الضباط القادة في قيادة العمليات المشتركة ورئاسة أركان الجيش وقيادة القوات البرية وجهاز مكافحة الإرهاب والحشد الشعبي .
إن هذه الانتصارات الباهرة والعمليات النوعية لجيشنا الباسل أزعجت بعض السياسيين الفاسدين وعملاء الأجنبي كما أزعجت كثيراً بعض دول الجوار التي لا تريد للعراق النهوض من كبوته والتقدم والتطور وإعادة بناء الدولة العراقية المدنية ولا تريد أعادة بناء الجيش العراقي ليكون قوياً وقادراً على تحرير أراضي الوطن وإعادة الأمن والأمان لشعبه وحماية حدوده وأراضيه التي أصبحت نهباً لدول الجوار التي عملت مع الاحتلال وعملائه على حل الجيش العراقي واغتالت العديد من قياداته الكبيرة وضباطه المهنيين ومن مختلف الصنوف خصوصاً القوة الجوية والبرية , لهذه الأسباب كانت عملية استهداف السيد وزير الدفاع وسحب الثقة منه في جلسة جاءت بعد زيارة رئيس البرلمان الى إيران بعد أن أخفق هو ومن معه في إسقاط العبيدي في الجلسة التي سبقتها بأيام بسبب خروج النواب من قاعة المجلس للإخلال بالنصاب فلماذا لم يخرج النواب في جلسة يوم الخميس ويتسببوا في إحداث خلل في النصاب وإفشال مساعي الفاسدين للنيل من السيد العبيدي والسبب في ذلك واضح فقد كانت الضغوط الخارجية قوية وكانت هي السبب الرئيسي في حجب الثقة عن وزير الدفاع في مؤامرة واضحة ومفضوحة قادها السياسيون الفاسدون وعملاء الأجنبي للنيل ليس من وزير الدفاع بل من الجيش العراقي الذي استعاد عافيته ومن كل مقاتلي جبشتا الباسل ضباطاً ومراتب وفي هذا الظرف الحرج.
مقالات اخرى للكاتب