ان اي عملية مصلحة في العالم من الضروري ان تتضمن الكياسة السياسية وليس مجرد عنوان فقط للقضايا المطروحة لكي لا تحدث استجابات عكسية سيئة وتحدث نتائج عكس المطلوب . ان المأخذ العام الذي ارتبط في الذاكرة وظل عالقا فيها هو ما حصل في راوندا وهي خير مثال على فشل المصالحة فيها حيث ان الحكومة كانت تتبع حكم واحد لسنوات عديدة وهي مصممة عليه , ولكنه خالي من العدالة . وكانت كلمة المصالحة بعيدة كل البعد عن الشعب , بل كانت معزولة تماما عن الناس وخاصة بالنسبة بالفئات الذين تعرضوا للإساءة وعانوا كثيرا وبالمقابل لم يحصلوا على سند تامين او حتى ابسط أنواع التعويض . وكذلك تنطبق الحالة على قضية كوسوفو التي استمرت لأعوام والمكان الوحيد الذي طبقت فيه المصالحة وكان ناجحا في البداية في المجتمع الألباني فكان يسير بخطى جيدة ولكنه انحدر فيما بعد ليصبح كلام فقط .
ان مفهوم المصالحة ليس له مكان محدد ولكن له أجندة خاصة تترجم بعمق ومصداقية الى المجتمعات التي تكون بحاجة الى المصطلحات العادية المرتبطة بالسياسة كالحضارات والتاريخ ان الهدف من المصالحة هو دائما يتمحور حول المطالبة بسياسة تامين وذلك بنشر المفاوضات والمباحثات وتعمل على ذلك بالبدء بالقديم وصولا الى الجديد من الإحداث بدون التغاضي او إهمال اي حقبة زمنية ومثال على ذلك الجنود الذين حققوا انتصارات عسكرية وساهموا في صنع النصر فعم بحاجة الى النظر الى سجلهم ومناقشة الكثير من الأمور معهم وكذلك الأهالي في جنوب إفريقيا فهم أصحاب ثقافة وحضارة ولديهم حقوق يتوجب المسائلة الأساسية وعندما نعود بذاكرتنا الى الحرب العالمية الثانية نلاحظ ان هناك فكرة تعاون بين البلجيكيين والحزب النازي في بلجيكا . ونلاحظ كذلك وجود تعاون هو صدور منح عفو عام عن كل من اجرم او تسبب بأذى من قبل البلجيك كمبادرة لفتح صفحات جديدة بين الطرفين وكان ذلك في عام 1940 فان الفكرة من كل ذلك تتمركز حول نبذ الخلافات وتركها على جنب او تناسيها والتشجيع على السلامة والتساهل فذلك مطلوب من اجل التغاضي عن الماضي وأخطاء الماضي كما حدث في الحرب العالمية الثانية ان النتيجة لما ذكر تكمن في هدف المصالحة تهدف الى سياسة تامين تتطلب كياسة وترفق من كل الجوانب لكي لا تتعرض للأخطاء وتبوء نتائجها بالفشل وعلى خلاف هدفها تشيع الصراعات في المجتمعات وتعود أخطاء الماضي وتتخذ إشكال جديدة من التدهور السياسي . لذلك تجنب المغامرة بالإجمال بكل ما نملك ونصبح غير قادرين على وضع عنوان او سؤال جديد للمصالحة في ذلك الوقت ونكون بعيدين كل البعد عن النتائج المنطقية والمرجوة لا احد يستطيع ان يقرر ما يناسب الجميع ان السلطة لا تستطيع فرض الثقة واستمالة القلوب بان تصدر مرسوم او قرار فردي . الا اذا خلقت حالة من التشجيع لكل فرد في المجتمع بخطوات مناسبة تجاه المصالحة , ان هذا الكتاب يقدم صيغة مفاهيم هيكلية وعلى شكل منظم ومبرمج ويمكن تسميته الحقيقة على المحك ويصنف هذا النظام بأنه من اصعب النظم التي تطبق وذلك لانه يعتبر تحدي امام سياسة المصالحة وفوق كل ذلك هو بند مطلوب وضروري في كل وقت من اجل المصالحة ويمكن اعتباره منهاج بوجه الصراع الأزلي في السياسة وجذور الصراعات , وإضافة الى ما قيل هناك أداة واحدة ليست موجودة في اغلب المصالحات التي تحدث عبر الأزمان وتكون خلفية من الإهمال نتيجة تراكمات وتتضمن أدوات قياس خاصة بها وتصنع مزيج يدعو الى الابتكار والتجديد بإشكال متعددة لكل المجتمعات وبصيغ فريدة تنبثق نتيجة الحاجة اليها ونتيجة الصراع والعنف المستمر .
من يملك حق التصرف في العملية السياسية
ان قوانين السلطة العامة توضع وتخطط من قبل برنامج المصالحة وتكون حاسمة في نفس الوقت ولكنها تمر في وقت عسير نتيجة الآراء المختلفة التي تطرح ولكن بشكل سياسي محترم مأخوذ به وفيما يلي بنود مأخوذ بها ومطبقة في بعض الأماكن بطريقة فعلية في المجتمعات التي تكون بحاجة لها وكمفتاح يعتمد عليه في عملية المصالحة السياسية هو كتاب التباين الذي كتب بقلم هيكو فان دير ميرو وهو عالم عاش في جنوب افريقيا ونذكر مقطع من كتابه حيث يقول ان اسفل القمة الهرمية هي لشخصيات ذات ملاحظة وإدراك لديناميكية التغيير , وذلك بالتداخل مع تقاليد وعادات الأمم وبشكل حذر وتأخذ هذه المفاهيم بنظر الاعتبار ولا تتغاضى عنها بأي شكل من الإشكال بل تجعله حافز مخلوق في صلب العملية وهو من يسير الوضع بأكمله ان قضية جنوب أفريقيا أخذت هذه التجربة وطبقتها اي بنود أسفل القمة وكان هناك العديد من الملاحظات التي سجلت حول حياة تلك المجتمعات القديمة وكيفية قيادة إستراتيجيتها , لذلك قاموا بحذف بعض التفاصيل من البنود وتغاضوا عنها لكي لا تؤثر على عملية المصالحة وسمي هذا النوع من التجديد حركة (اي جي او ) وهي حركة تكونت نتيجة الاهمالات لجوانب عديدة في المجتمعات ولم تلاقي العناية والاهتمام الكافي من قبل منظمين المصالحة وخير مثال على واحد من هذه الأمور التي لم يتم التطرق اليها هي مسالة التعليم وكانت القضية تحتاج الى البت في أمرها لذلك تكونت قاعدة شعبية كبيرة دعو فيها التوسع والتطور وملاحقة الزمن , وقدموا كل الوثائق والمستمسكات التي من ضمنها خيارات يجب الالتفاف اليها والأخذ بمضامينها , لذلك من الوهم ان نصدق ان المصالحة تفرض من اعلى المستويات وتقوم بصنع قرار او مرسوم بشكل اوتماتيكي وبخطوات فردية ومن مقولة لرئيس نيلسون مانديلا حول قضايا المصالحة والمسامحة يذكر فيها اسماء الضحايا وذكر نقاط لا يمكن تحاشيها او التغاضي عنها وبين نقاط كادت ان تسبب فشل في المصالحة حول بعض الأمور التي تسببت بالظلم للمجتمع الأسود في جنوب افريقيا .