منذ ( 13 ) ثلاثة عشر عاماً وأنا حريص على حضور " الملتقى الإعلامي العربي " الذي عُقِدَ في أكثر من دولة عربية ( مصر ، الأردن ، الكويت ) بصفتي الإعلامية ، وليس بصفتي السياسية .
يوم أمس الإثنين 2 مايس 2016 م حضرت حفل ختام فعالياته لهذا العام . جلس إلى جانبي سعادة السفير التونسي " أحمد بن الصغير " وصرنا نتجاذب أطراف الحديث عن بلدَيْنا ( العراق وتونس ) .
سألني عن أحوال العراق ، فأجبته بما لا يسر ، وبما يكدِّرُ الخاطر . وسألته عن تونس فأجاب بأنها ما تزال خضراء ! وتذاكرنا كيف أن تونس التي أشعلت الثورات العربية ضد الحكام الديكتاتوريين في البلدان العربية ، لكنها البلد الوحيد الذي نجا من الدمار والخراب الذي عمَّ الشعوب والأوطان .
تذكرنا زعيم حركة النهضة الإسلامية الشيخ الصديق " راشد الغنوشي " وكيف أنه تقاسم السلطة مع الرئيس السابق " منصف المرزوقي " بعد الإطاحة بالرئيس " زين العابدين بن علي " . وتطرقنا إلى الرئيس الحالي " الباجي قائد السبسي " وإنه قضّى شطرا طويلاً من حياته ( قبل نحو نصف قرن ) وزيراً لخارجية تونس ، أيام " الحبيب بورقيبة " .
اتفقنا على أن تونس حافظت على تراثها العلماني ، ولم نختلف على أن الشعب التونسي كان متمسكا بحقوقه التي حصل عليها جرّاء نضاله وصراعه من أجل انتزاع الحقوق ، لا سيّما حقوق المرأة والحريات المدنية .
غادرت القاعة وإذا بالصديق وزير الإعلام الليبي السابق بعد إطاحة معمّر القذافي " محمود شمّام " يقف بالممر متكئاً على عصا . سألته : مَنْ تنتظر ؟ أجاب : وزير خارجية المغرب السابق محمد بن عيسى . سألته عن وضعه بعد خروجه من الوزارة قبل فترة . أجاب : أدير مؤسسة إعلامية من مصر ، وأضاف : لقد اعتزلتُ العمل السياسي ولم أعتزل العمل الإعلامي .
قلتُ له : ولماذا اعتزلت العمل السياسي ؟ ردَّ : لأن هذا الزمان ليس زماننا نحن الليبراليين المدنيين .. هذا زمان أدعياء الدين ومنتسبي العشيرة . لقد كان الطاغوت يجلس على مدى أربعين عاماً على غطاء ( قبق ) بالوعة ، وحينما رحلَ رُفِعَ الغطاء فهبَّت الأرياح النتنة !
كان يُفترَض أن يستمر الجلوس على غطاء البالوعة ( قبق ) الطاغوت !
مقالات اخرى للكاتب