هنا لا يهمنا كثيرآ ان نبحث في اعادة بناء الوطن المهدم و حماية الحدود و تحصينها و منع الأغراب من دخوله واستباحة المقدسات و هدم اماكن الصلاة و العبادة و تدمير الشواهد التأريخية , و كذلك لا يهمنا ان تنهب ثروات البلد على يد ( ابناء البلد ) من قادة الدولة , و ليس جديرآ بالذكر ان تصبح اراضينا مسرحآ و ساحة لتصفية حسابات الدول و نزاعاتها و ان تكون تلك الصراعات و اخطارها بعيدة عن الدول المتنازعة و لتكن هنا فكأن هذه الأرض لا مالك لها .
ليس الأمر بتلك الأهمية ان تتشكل الوزارة الحكومية التي سوف تقود الدولة تأتي بأرادة دول خارجية سوف تكون من مصلحتها ان يتولى هذا الحزب دفة الحكم اما الدول الأخرى فترى في الحزب الآخر هو من ينفذ اجندتها , و ليس من الأهمية بمكان ان تكون هناك ميليشيات مسلحة ترتدي ملابس الجيش و الشرطة و تعتقل الناس و تهينهم و تصدح حناجرها المبحوحة النشاز بهتافات تثير حفيظة القسم الآخر من الشعب الذي نسكن معه , و ليس مهمآ جدآ ان تذكر اعداد القتلى و الجرحى الذين يسقطون يوميآ في التفجيرات و الأنفجارات لأن الأرقام لا قيمة لها فالأعداد يصعب حصرها .
ليس المهم ان تحارب الفساد الذي نخر كالسوس جذع المجتمع و دخل كالغول متسلحآ بالرشاوى و شراء الذمم و الضمائر , لا نهتم كثيرآ ان ذهب رئيس وزرائنا في زيارة الى دولة شقيقة بكامل طاقمه الحكومي و بالطائرة الرسمية للدولة العراقية و ان يكون في استقبالهم هناك ( وزير الطيران ) في تلك الدولة العربية الأفريقية , ليس مهمآ ان احد مواطنينا و على الرغم من المال الكافي الذي يملكه الا انه يقابل بأزدراء و استهانة في مطارات دول الشحاذين العربية و ينظر له شرطي المطار ذاك بكل استعلاء , ليس من الأهمية في شيئ ان يسقط نصف الوطن بيد عصابة في هجوم مباغت او غير مباغت لم يدم اكثر ساعات قليلة و لو كان لدى هذه العصابة طائرات حربية لكان الجميع الآن يعيشون في كنف الأمارة الأسلامية و يستفيئون ظل الخليفة الراشد السابع ( يقال ان الخليفة الأموي عمر بن عبد العزيز هو الخليفة الراشد الخامس اما عبد الله المؤمن فكان الخليفة السادس ) .
كل هذه الويلات و المصائب و النكبات و الكوارث ليس بالأمر المهم انما الذي من الأهمية بمكان هو من هم اغلبية الشعب و من هم اقليته ؟ الشيعة اكثر ام السنة ؟ العرب هم الأكثرية و باقي القوميات هي الأقلية ؟ .
يبدو ان الفرق الجوالة للاحصاء السكاني في تعدادها القادم سوف تضع جدولآ جديدآ اضافة الى حقول الأنتماء الديني و القومي و كذلك الأنتماء المذهبي اذا لم تكن هناك جداول اخرى للقبيلة و العشيرة و عندها سوف نعرف من هي الأكثرية التي يجب ان تحكم و ان كانت غير مؤهلة للحكم او حتى رافضة له و من تلك التي هي الأقلية التي يجب ان تكون هي الرعية و ان كان بها الكثير من الكوادر الخبيرة في ادارة الدولة و شؤون المواطنين فأنها بحكم صفتها اقلية وجب عليها فقط السمع و الطاعة و هذا ما اتفق عليه ولاة الأمر في بغداد و الموصل .