انها دولة ارهابية تقوم على تخويف الناس و ارعابهم و ذلك بفرض العقوبات القاسية العلنية و التي تدخل الهلع الى قلوب الناس و تجعلهم ينصاعون و ينفذون الأوامر بداعي الخوف من العقوبة المبالغ في قسوتها , و مضار هذه الدولة و آثامها كثيرة جدآ و على العديد من شعوب المنطقة الا ان لها وللأنصاف بعض من ( الفوائد )
بالنسبة الى الحكم السوري فهو المستفيد الرئيسي من هذه ( الدولة ) فالغارات الجوية التي تشنها قوات التحالف الدولي قلل كثيرآ من الضغط الذي كان يمثله مقاتلي ( دولة الخلافة ) على قوات الحكومة السورية و بالتالي اتاح للجيش السوري الحكومي التوجه الى اماكن أخرى احتلتها المعارضة السورية المسلحة في محاولة لأسترجاعها و كذلك اثبت هذا الحكم انه اقل اجرامآ و همجية من ممارسات جنود ( الدولة الأسلامية ) و انه بوصفه نظامآ علمانيآ الأقدر على جمع كل مكونات الشعب السوري القومية و الدينية و المذهبية على العكس من التنظيمات الأسلامية التي هي العمود الفقري للثورة السورية المسلحة و التي تحوم حولها الكثير من الشكوك حين توليها الحكم في اضطهاد باقي ابناء الشعب السوري ممن يخالفهم في الدين او الطائفة و كما اثبتت ذلك ( الدولة الأسلامية ) التي طبقت احكام الشريعة الأسلامية المتزمتة في المناطق التي سيطرت عليها من فرضآ للجزية على اتباع الديانات الأخرى الى فرض تعاليم الدين الأسلامي و قوانينه بالقوة و الأكراه على السكان و امور أخرى كثيرة جعلت العالم يشمئز من تصرفات و ممارسات ( الدولة الأسلامية ) في قطع رؤوس عمال الأغاثة المتطوعين لنجدة الشعب السوري و مساعدة اللأجئين السوريين لمجرد انهم يحملون جنسية دول اوربية و لو صدقوا في تصرفهم الهمجي هذا لكان الأجدر بهم قتل العديد من جنودهم الذين يحملون نفس الجنسية الأوربية لهؤلاء عمال الأغاثة المتطوعين لنصرة الشعوب المنكوبة .
اما بالنسبة الى الأمريكان و حلفائهم فقد برهنت دولة ( الخلافة الأسلامية ) بتلك السياسة التي اتبعتها و تلك العقوبات القاسية و التي تقام لها الأحتفالات الصاخبة في الساحات العامة و امام جماهير الناس من جلد و رجم بالحجارة و قتل و بأكثر الأساليب بدائية و اكثرها وحشية و همجية اثبتت صحة الأدعاآت الغربية فيما يتعلق بالأسلام و التخويف من تعاليمه اذا ما طبقت .
كذلك كان للأتراك حصة من خدمات ( داعش ) التي هاجمت القرى الكردية سواء في سوريا او العراق مما اضطر حزب ( العمال الكردستاني ) العدو اللدود للدولة التركية و خصمها العنيد لسنوات طويلة الى التوقف عن مقاتلة قوات الأحتلال التركية و التوجه صوب المدن و القرى الكردية لحمايتها من هجوم المقاتلين التابعين لتنظيم ( داعش ) و هكذا وجدت الحكومة التركية في ( داعش ) ما يبعد عنها خطر و شبح حزب ( العمال الكردستاني ) الذي طالما أرق حكومات الدولة التركية المتعاقبة .
اما في العراق فهنا ( بيت القصيد ) كما يقال فأن اضرار و جرائم تنظيم ( الدولة الأسلامية ) لا تعد و لاتحسب فمن تهجير السكان من اماكنهم و سلبهم بيوتهم و املاكهم الى اجبار الآخرين على تغيير دينهم و معتقدهم الى فرض الجزية كضريبة مالية تؤخذ بالقوة من غير المسلمين الى سبي النساء و اخذهن جواري و محظيات كما هي سنن السلف ( الصالح ) الى اغراق الأراضي بفتح السدود و اجداب أخرى بغلق السدود كل هذه الأعمال و الأفعال السيئة و المشينة التي جلبت الخراب والدمار للبلاد , الا ان هناك مصلحة كبيرة يبدو انها لم تكن تدور في ذهن ( خليفة المسلمين ) و هي امكانية ان يتوحد اولئك الذين يحسبون على المذهب الشيعي مع ابناء جلدتهم ممن يصنفون على المذهب السني و يهب الجميع لمقاتلة جنود ( داعش ) و يلحقون الهزيمة المنكرة بهم و هم اي اتباع ( داعش ) كثيرآ ما راهنوا على المبرر الطائفي لحربهم في العراق لنصرة اهل السنة المضطهدين كما يدعون والتي انخرط المئات من المقاتلين ضمن صفوفهم تحت لافتة عريضة لنصرة ابناء السنة في العراق من الظلم و التهميش الذي الحق بهم .
ان فكر ( الدولة الأسلامية ) ان وجد مقبولية مؤقتة في بعض مناطق العراق فأنه و من المؤكد تمامآ لا يستطيع البقاء دائمآ حتى في تلك المناطق التي قبلت به آنيآ لاسباب عديدة و ان زوال هذه الدولة و تلاشيها المحتوم مرهون بأنتهاء خدماتها .