الكل يعرف موضوع مصادرة ألمملكه ألعربية ألسعوديه لإنبوب ألنفط ألعراقي المار عبر أراضيها والذي ينقل كميه من النفط الخام تقدر بمليون وستمائة وخمسين ألف برميل من النفط الخام يوميا من آبار نفط ألجنوب إلى موقع قريب من ميناء ينبع على البحر الأحمر.
لاشك أن هناك جدوى اقتصاديه كبيره للعراق من هذا الأنبوب فهو يمكنه من المناوره في التصدير وفقا لمعطيات الوضع السياسيه وألمناخيه وبذلك يكون بمقدور العراق تصدير نفط من منصاته الموجودة في البحر أو عبر خط جيهان التركي أو عبر هذا الأنبوب.
لقد صادرت السعودية الخط بكامله بما فيه من أنابيب وخزانات ومحطات ضخ ومنشئات سانده للتصدير في العام 1990 بعد توقفه عن الإنتاج في العام 1989 مدعيه بأن هناك أضرار ألحقها نظام صدام حسين بالبنية التحتية السعودية مما يتطلب التعويض وأن كلفة الأنبوب وملحقاته ستكون جزء من التعويضات.
لقد مضى حكم صدام حسين وإذا أردنا أن نقلب صفحات الماضي والحاضر فان ألسعوديه هي المدانة للعراق نتيجة تدخلها في شؤونه واراقة دماء أبناءه وأكثر ألقتله ألمنتمين للقاعدة وداعش ومعتنقي ألوهابيه ممن قتلوا شعبنا هم من السعودية وقد مضى العهد الذي يتخلى فيه العراق عن مستحقاته من التعويضات عن هذا التدخل السافر ولكن قلنا لنعمل من اجل طي صفحات الماضي ولنمد أيادينا من جديد إلى من قتلنا عسى أن تكون هناك صحوة ضمير ونقابل بالمثل.
إن أنبوب النفط العراقي يجب أن يعاد للعراق وان كانت هناك حقوق مترتبة للسعودية بذمة العراق فالنتفاوض من اجلها ولنعمل مقاصة بما لنا وما لهم لأن ألعراق بحاجه ماسه إلى أنبوبه وخاصية بعد جولات التراخيص التي التزمت بموجبها الشركات الأجنبية المستثمرة بزيادة الإنتاج وقت أوفت هذه ألشركات بإلتزاماتها ولكن يتعذر استيعابها للقصور في الطاقة التصديرية.
إن العلاقات السيئة والحسنه يجب أن تظل محصورة بين الحكومات ولا يتعدى أثرها الى المصالح ألاقتصاديه للدول ولكون هناك محاولات لتحسين العلاقات بين السعودية والعراق لذا يجب أن تستثمر وان يناقش موضوع النفط سواء من قبل وزير الخارجية عندما يزور السعوديه او من قبل السيد وزير النفط وحبذا لوشكل وفد رفيع ألمستوى من وزارة الخارجية والنفط والمالية وشركة النفط العراقية لإجراء مفاوضات مع الجانب السعودي لتمهيد الطريق إمام لجنه عالية المستوى تتكون من وزراء الخارجية والنفط والمالية لتوقيع اتفاقية إعادة ملكية خط الأنابيب للعراق لنتمكن من إصلاحه وضخ النفط عبره.
إن النوايا الصادقة التي تهدف إلى تحسين العلاقات بين السعودية والعراق يجب أن تجد لها صدى عبر احترام مصالح الدولتين وإذا كانت الحجة عند المصادره أن نظام صدام حسين قد أساء بعلاقاته مع السعودية بعد احتلال الكويت فالآن مضى ذلك النظام وصار من الماضي ومن يتطلع للأمام عليه أن لا يلتفت للوراء.
هل تخرج السعودية من قمقم المذهبية إلى سماء السياسة الرحب وتنظر للموضوع بنظره ايجابيه وموضوعيه وتكف عن التدخل في شؤون العراق وتمد يدها لبناء علاقات أخويه وان كانت بالحد الأدنى الذي يضمن مصالح الدولتين.
مقالات اخرى للكاتب