اعتبرت داعش الإعلام كرديف للبندقية، ووظفته في ساحة المعركة التوظيف الذي ينم عن معرفة أكيده بمردوداته في الحرب النفسية، وما يفعله لدى الجمهور من متابعي الأحداث، فهو يصور المعارك ويمنتجها وفقا لما يريد، وقد يضيف اليها لقطات من معارك أخرى كي يضخم إنجازاته و يزرع الرعب في قلوب من يشاهدها عبر منافذه التي يسوق منها دعاياته هذه.
أما نحن فلا نحسن ذلك ، وبين ألحين وألآخر نسمع أن قواتنا قد قتلت من الدواعش في ساحات المعارك المتعددة أكثر من مئتي داعشي، ولكننا لانرى صور للقتلى ، فكيف تتعزز قناعة المواطن بنصر قواته ان لم يرى نتائج قتالها، لان المواطن بات لا يعرف الغث من السمين، وقد ضاع وسط أخبار بالنصر تزفها قواتنا، وفي اليوم التالي تسمع تصريح أن داعش موجودة في المكان الذي ادعينا تحريره، ومثاله، إننا حررنا بيجي، ثم نسمع ومن نفس المصادر ألعسكريه أن داعش اندحر في المعركة، وانه ينقل جرحاه إلى مستشفى بيجي، فكيف حررت بيجي وداعش يحتل مستشفاها ،ونسمع أننا قتلنا عدد من القناصة وبعضهم يحمل البندقية الإسرائيلية ذات المدى البالغ 7 كم دون أن تعرض على الشعب عبر وسائل الإعلام بندقية واحده.
بالأمس رغم إننا أكملنا تحرير قواطع مهمة من محافظة ديالى وفتحنا الطرق المؤدية الى سامراء، وخاصة طريق بلد سامراء، وقواتنا محتشدة على مشارف تكريت، نسمع ان القتال دائر على طريق بلد سمراء وتم دحر العدو وتحرير الطريق ،و نفاجىء في ألوقت نفسه بداعش تدخل الى وسط كركوك وتحاصرها من ثلاثة محاور،وكما يقال أن العذر أتعس من الفعل، إذ صرح ألمسؤول عن حماية ألمدينه، أن داعش استغل سوء الأحوال الجوية وتسلل الى ألمدينه، ولو كانت لدى هذا المسؤول ألخبره ألعسكريه ألقليله، سوى بالدفاع عن المدينه، او بإعلام الحرب لما ذكر ذلك، لأن المعروف أن العدو يستغل مثل هذه ألظروف، ويباغت خصمه ،وكان الواجب أخذ الحيطة والحذر، وألسؤال هنا ،كيف استطاع داعش تحشيد كل هذه القوه ألكبيره ومحاصرة كركوك والقوات المدافعه عنها لم تلاحظ ذلك ؟لأن ألموضوع ليس تسلل عدد قليل من ألأفراد ، وكيف لايمكن ألدفاع عن أبار ألنفط وهي شريان حياة ألعراقيين اليوم وغدا، ولكنهم كما يبدوا كانوا يغطون في نوم عميق حتى فوجئوا بداعش وسط ألمدينه وتحتل احد فنادقها، وكل الذي سوق إلينا إعلاميا هو مخيب للآمال .
أحيانا قول الحقيقة للمواطن أكثر نفعا من القول بأمور مغايره لها سرعان ما تكتشف من تناقض التصريحات نفسها .
هذا جانب، والآخر أن ألقنوات ألتلفزيونيه ألداخليه وألخارجيه، وحتى الملتزمة منها وأقصد به ألتي لا تدوف السم بالعسل، تذيع أخبار المعارك ألجاريه، إلا أنها تعرض صور قديمه لاعلاقه لها بهذه المعارك يوم اذاعة الخبر وانما صور لمعارك جرت قبل شهر او شهرين وكررعرضها لعشرات المرات وينطبق ذلك على صور القصف الجوي الممله من قدمها، والسبب هو عدم تزويد هذه القنوات بصور حديثه للمعارك ألجاريه، واللوم هنا ليس على هذه القنوات، فقد لا يكون هناك مراسل حربي لها، ولكن اللوم يقع على ألأعلام العسكري، إذعليه تزويد القنوات بصور من المعارك ألتي تجري كي لا تزعزع ثقة المواطن بالخبر نفسه ،هذا المواطن المتلهف لرؤيا صور جثث داعش وهي مرمية في ارض المعارك لكي يشفي غليله باعدائه وأعداء الانسانيه كلها، ونتمنى ان يخرج الناطق العسكري يوميا ليوجز ما يجرى في ساحات المعارك ،وعرض صور انتصارات قواتنا والحشد الشعبي البطل، لتكون هذه الصور المعروضة خير معبر عما جرى وتعتمدها وسائل الإعلام ألداخليه والخارجية.
قد يقال ان نشر صور قتلى المعارك مخالف لمعايي الإعلام الملتزم ،ولكن ذلك لايعني شيئا طالما الخصم يحاربنا بهذا السلاح، كما إننا نعرض أحيانا صور لقتيلين او ثلاثة، فما المانع من أن نعرض صور الجميع طالما نحن قد حققنا النصر في المعركة.
إننا يجب ان نحارب عدونا بنفس أسلحته او أحسن منها، لذا نرجو ممن يدير ماكنة إعلام الحرب ،أن يدرك ان تقريره وصوره التي تعرض عن النصر في المعارك لا تقل أهميه عن أي سلاح متطور، لأنها ترفع معنويات المقاتلين في الجبهات ألأخرى وتزرع ألفرحه وألثقه في نفوس شعبنا.
فهل نشاهد يوميا عبر شاشات التلفزيون الناطق ألإعلامي باسم الجهات ألعسكريه ألمقاتله والحشد الشعبي يوجز لنا انتصاراتنا معززه بالصور أم نظل هكذا لاندرك حقيقة ما يجري؟
مقالات اخرى للكاتب