Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
جُنُون أُمّة
الثلاثاء, أيلول 8, 2015
خالد عمر بن ققه

 

قاومت لشهور خلت الكتابة عن فكرة طغت عليّ، وأقضت مضجعي، وأرقتني على المستويين العقلي والوجداني، وهي: أن ما نعيشه اليوم ـ عربيا ـ يصنف ضمن حالة من الجنون، ليس لأننا استعنا بأحادية الرؤية وبإملاءات الخارج، وبالهروب إلى فضاءات الآخرين بما تمثله من حماية وأمن، ظاهريا على الأقل، فزادتنا رهقا، ولكن لأن كل الأفعال والخطابات بما فيها تلك الصادرة عن المؤسسات تذهب بعيدا في التطرف، لدرجة تحول دون العودة أو حتى التفكير في العودة إلى المنطق واستعمال العقل.

 

ما ذكرته آنفاً، ليس حالة ليست جديدة من حيث وجودها وتراكمها السياسي، ولكنها جديدة من حيث تعميمها والترويج لها، واعتبارها مدخلا للتغيير، بل والإقرار بها، الأمر الذي جعل الراشدين منا أو العقلاء، على قلتهم، مرفوضين ليس لأن رؤاهم مخالفة لما هو سائد فقط، ولكن لأن المناخ العام يكرس عبث المجانين باعتباره حالة عقلية، واجبة الاتباع.

 

غير أن الوصف السابق يصطدم بمحاذير ثلاثة، أولّها: التعميم، إذ من غير المعقول أن توصف أمة تزيد عن 370 مليون نسمة (حسب احصائيات 2013) بالجنون، كون أن هناك حالة انكسار عامة، أو حروب أهلية وجوارية وقومية ودولية، أو اشعال لفتن هي أكبر من القتل وأشد، ذلك لأن التغيير الشامل يُصْحب في كل مراحل التاريخ لدى الأمم المختلفة بتكاليف بشرية ومادية، وأيضا لأن الصمت اعام بما يوحي بقبول لكل المواقف والقرارات، بما في ذلك قرار شنّ الحرب، أو التفاعل مع الأحداث بما يخدم قرارات الأنظمة أو سلطة النخب، لايني أن أمتنا مسنسلة بالكمل لمصيرها المأسوي الرّاهن.

 

لثنائيات المتضادة

 

ثانيها: الثنائيات المتضادة، فالقول بالجنون ـ جنون فرد أو جماعة أو شعب أو أمة ـ يفترض وجود نقيضه وهو العقل أو الرشد، وماداما متواجدين معّا، زماناً ومكاناً، فإن الحكم هنا يصبح أقرب إلى التنظير منه إلى الممارسة، أو لنقل وصفاً للأحداث أو تحليلاً لها، من طرف الذين لا يجدون في أفعال الآخرين ما يبرر المصير الذي ستنتهي إليه أمتنا العربية في المستقبل المنظور، بل إنها تدخله اليوم وهي على عجل من أمرها، مُبّررة ذلك بمتطلبات الوجود والبقاء حتى لو ضحّت بكثير من الناس، أو كانت طاقة البقاء مولدة من أرواح وأموال وأرض العرب.

والواقع أن ثنائية الجنون والعقلانية ـ إن جاز التعبير ـ هي مثل ثنائية الحب والكره، التفاؤل والتشاؤم،

الترح والفرح، حالات شعورية لها مُسبّباتها وخلفيّاتها ونتائجها، وهي قائمة على التعايش الإجباري، إذْ لا

يمكن لنا فهم أحدهما إلا بوجود الآخر، ما يعني أن القول بالجنون العام في أوطاننا العربية، وصفاً عاماً، إن وجد فإنه يشترك في ادراك أهل العقول لحاضرنا ومستقبلنا، وهذا يُفنّد تعميم حالة الجنون، ويجعلنا في مواجهة مع الواقع، وبدل البحث عن حلول لأزماته، نصرُّ على الاكتفاء بالتوصيف، وما يمثل نوعاً من اشباع للذات وارضاء للضمير، وما يتبع ذلك من تبرئة للنفس.

 

ثالثها: التقييم، من حيث هو وجهة نظر غير متفق عنها، خاصة وأنها تصدر في حق أمة بأكملها، هذا من جهة أولى، ومن جهة ثانية يتم الخلط بين التقييم وبين التقويم، انطلاقا من صواب الأفكار والأحكام، وهنا يظهر الجانب القيْمي للمواقف، بما في ذلك المتعلقة باللانتفاضات والحروب والاقصاء السياسي، كما أن التقييم ـ كونه من المحاذير ـ ينتهي بنا في موضوعنا هذا إلى التفكير بجدية في الجوانب الأخلاقية، ولِقوْلنا أن أمتنا اليوم في حالة من الجنون، مٌتجاوزة غيرها من الكائنات الأخرى، وهي مخلوقات غير عاقلة، وذلك على غرار ما رأينا السنوات الماضية في جنون البقر.

هجرة شعوب.. وقادة

 

لاشك أن المحاذير الثلاثة ـ التعميم، والثنائيات المتضادة، والتقييم ـ مهمة من حيث شرح حال الأمة، وأيضا من حيث اصطدامها بالآطروحات الفكرية سواء أجاءت بصيغة أحكام قيمية، أو كانت وصفاً لتدعيات الأزمة في بعدها المحلي أو القومي او حتى الدولي، لكن هذا لن يحول دون تفسيرالمنشغلين بالسياسة والاقتصاد والثقافة والإعلام للأحداث الجارية، وعلى فرض أن التفسير جاء سلبيا كما هو في مقالنا هذا، فإن التناول السّابق سيبقى ظاهرةً صحيّةً، حتّى لو كان مجرّد تهويل وتخويف من الآني والمستقبلي، وبناء عليه فإن التحليل هنا يعتبر نوعاُ من المشاركة ـ على مستوى الكتابة ـ في قضايا الأمة، وهي بلا ريب في حاجة لمثل هذا، ولِكثير غيره.

 

وفي هذا النّوع من المشاركة علينا الانتباه لمسألة في غاية الخطورة، وهي أن بعضاً ممن يصنعون القرارات المصيرية للأمة العربية أو على الأقل يشاركون في بعض منها، سيجدون في الفكرة السابقة، مخرجا من محاسبتهم، ذلك لأن القول بجنون أمة يعني رفع القلم عنها، فهي مثل النائم أو الطفل الذي لم يبلغ الحلم، كما أنه يعني الاعتراف بأنها محتاجة لقيادات إما أن تكون نابعة منها ومتساوية معها، فتكون سائرة على جنونها، أو تكون أعلى منها قيمة، وأبلغ علماً، وأقوى ادراكاً، فتسمو بها نحو ما تراه صوابا باعتباره راشدة وواعية، غير أن هذا تكذبه جماعات الفساد وجماعات الإرهاب وجماعات الحكم التي هي خارج الزمن العالمي.

مرة أخرى أن القول بجنون أمة ـ حتى لو كان مجرد عنوان لمقال ـ لا يعني غياب العقلانية والتفكير المنطقي من ناحية التصورات، ولكن يفسّر الواقع الراهن لجهة القدرة على تحقيق أهداف تلك التصورات من عدمها، كما أنه يكشف عن عجز ظاهر لتحقيق الأهداف، وهذا يتنهي بنا إلى القول: أن التاريخ قد ينظر لفعلنا بنوع من التعاطف باعتبار أن أغلبيتنا مجانين، وهذا أفضل من أن ينظر لنا من زواية السفاهة والشطط، وهو يسجل هجرتنا الجماعية في ظل حروب طاحنة، جعلت الشعوب تهرب منها بالموت غرقا في البحور وعلى الشوطئ، في حين فضّل قادتنا اجراء بروفة أولية لهجرة نحو البيت الأبيض والكرملين في تحضير مسبق لهجرة باتت وشيكة للحاق بالشعوب، بعد أن ضاقت أوطاننا عليها وعلينا بما رحبت من خيرات.. أَبّعْدّ هذا كلّه هناك شك في جنون أمتنا؟ّ!

 

مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.37659
Total : 101