Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
مساءلة الفضاء الثقافي العربي
الثلاثاء, كانون الثاني 26, 2016
خالد عمر بن ققه

 

لكل مجتمع عربي خصوصيَّته، لكنها نابعة من ثقافية عربيّة جامعة، لم تجد معها المحاولات التي بذلت لأجل تكريس ثقافة فرعية أو محاولة إحياء ثقافة تجاوزها الزمن رغم بقاء بعض رموزها، أو التأثر برمزيتها، ولأن الإرهاب عشعش في كل الدول العربية، ولأن التخلف تمكَّن من افشال المشاريع الكبرى، مما أفقدنا الآمان، وأبعدنا عن التعارف، الذي كما يقول الكاتب الموريتاني” محمد أحمد محمد علي” التعارف يولد الثقة والاطمئنان، بينما يؤدي الجهل إلى سوء الفهم والخوف والعداوة”، وبذلك عمّنا الظلام والهدم، ولأن الثقافة العربية تقاوم اليوم رغم ضعف أهلها من أجل الأمة عبر الدولة القطرية باعتبارها جامعا حضاريا، فإن استحقاقات المستقبل بالنسبة للثقافة العربية تبدأ من المحلي.

الثقافة العربية رغم غرقها في المحلية والخصوصية هي نتاج حضارة كبرى، وتنتمي على مستوى النص ـ في علاقة السماء بالأرض ـ إلى كتب سماوية، وإليها تشدُّ الرحال من كل أصقاع الدنيا للتجاوب ، الروحي مع المقدسات الدينية الإسلامية والمسيحية، ومن هنا نرى ـ كما ذكرنا سابقا ـ أن التّحقّق المستقبلي للثقافة العربية يبدأ من المحلّي، الأمر الذي سيجعل الانتماء للأمة على المستويين الرسمي والشعبي حاجة ومطلبا.

الفضاء الأوسع

في هذه الحالة، لا يوجد خلاف حول أن تكون اللغة العربية وسيلة التعبير عن المنتج الثقافي لهذه الأمة، ومطالب الأقليات للإعتراف بلغاتها ولهجاتها ـ سواء التي تحققت منها أو تلك التي لم تتحقق بعد ـ لا تشكل عائقا أمام انتشار الثقافة العربية، إذا نظرنا إلى الأمر من زاوية التعايش الإثني والتعددي داخل المجتمعات العربية، بما في ذلك التعدد اللغوي، والمطالب الرسمية للأقليات لجهة تثبيت لغتها دستوريا، كشفت ـ كما هي في الحالة الجزائرية مثلا ـ على أن تجاوب الأنظمة معها من خلال تشريع القوانين واعتراف الجهات الرسمية ومحاولة التفاعل على مستوى المؤسسات، لا يغني عن الحق شيئا، وهو أن هناك رفضاً اجتماعيا لتعميم لغات الأقليات ولهجاتها، دون أن يكون المقصود من ذلك التقليل من أهميتها، وما تمثله من ثراء وإضافة لثقافة المجتمع المحلي، والعربي أيضا.

لذلك لا تزال اللغة العربية ـ الفصحى والعامية ـ تشكل الفضاء الأوسع للثقافة الدّال عن المجتمع العربي، وهي تمثل نوعاٌ من الإجماع إلى حد كبيرفي جميع المقاربات المعتلقة بنمط التفكير، وفي التعبير الشفاهي، وفي النص المكتوب أيضا.

فعلى مستوى التعبير الشفوي، نلاحظ مزاحمتها ومحاولة  الاستيلاء على مكانتها على مستوى اللسان من طرف اللغة الإنجليزية كما هو الأمر في بعض دول الخليج، وما ترَّتب على ذلك من تغير في علاقة العرب بالآخرين، وعلى مستوى الشفاهي والكتابي، والأكثر من هذا على مستوى العمل الإداري والقرار السياسي والشراكة الاقتصادية من طرف الفرنسية كما هي الحال في الدول المغاربية ـ خاصة الجزائر وتونس والمغرب وموريتانيا، وإن كانت بنسب متفاوتة، لدرجة أن العلاقات الثنائية بين أيّْ من الدول المغاربية سابقة الذكر وفرنسا أكبر وأهم وأوسع من أيّ علاقة ثنائية مع الدولة الشقيقة ـ الجارة، حتى غدا الإنسان العربي في الحالتين، وكأنه في زمن أبي الطيب المتنبي” غريب  الوجه واليد واللسان”.

برتسنانية إسلامية

إذا سلّمنا بوضعية اللغة العربية على النحو الذي آتينا على ذكره، فإننا سنُصبح على مقربة من فهم الإرهاب الذي تعاني منه المجتمعات العربية، وزيادة مساحة التطرف لديها وتطويع النصوص الدينية بما في ذلك القرآن، وأيضا الفهم الخاطيء لأمهات المراجع التراثية، وتقويل أصحابها أقوالا إما منسوبة إليهم عن طريق الخطا أو بمعنى مخالف لفهم وقصد النّاقل، ناهيك عن إفراغ تلك الرؤى من محتواها الحقيقي، وتطويعها لرغبة جامحة للوصول إلى السلطة عبر سفك الدماء من طرف التنظيمات الإرهابية، وهذا أنتج لنا وعيا مزيفا نتيجة قراءات مشوهة تحمل من الأخطاء ما يفقد النصوص الأصلية تاريخيتها وسياقها الزمني وحيزها الجغرافي واستيعاب أهلها، كما جاء في الدراسة العلمية للباحث هاني نسيرة، والتي حملت عنوان” متاهة الحاكمية ـ أخطاء الجهاديين في فهم ابن تيمية”، وهي عبارة عن رسالة جامعية حصل بها على درجة الدكتوراه، وصدرت مؤخرا في كتابثقافتنا العربية في بعدها القومي لا تواجه تلك المخاطر الظاهرة فحسب، التي من أهمها: السطو على ميراثنا المشترك، وتوظيفه بما يخدم فكرة التدمير الشامل للمجتمعات، إنما تعاني من توجه ثقافي عام بدأ منذ ستينيات القرن الماضي، متجاوزة محنة التيار الإسلامي بعد إعدام سيد قطب، إلى ما تنبأ به مالك بن نبي في ذلك الوقت واعتبره” بروتسانية إسلامية”.

كان ذلك في إطار وصفه للحالة التي ستؤول إليها المجتمعات العربية في السنوات اللاحقة، على خلفية عدم تحقيق الدولة الوطنية للآمال العامة للشعوب ـ مع أنها كانت في بداية تشكلها، وحديثة عهد بالإستقلال ـ وهو ما نعيشه بالفعل اليوم، وأنتهى بنا الأمر إلى الانتماء ثقاقيا في شبه انحياز كامل إلى الوجه السيء من الثقافة العالمية الراهنة، مع أن هناك منجزا عالميا متنوعا يكشف عن صناعة الثقاقة للتاريخ الإنساني، وهو ما دفع بالكاتب إسماعيل سراج الدين إلى شرح الفرق بين الثقافات بقوله:” الفرق بين الثقافات المختلفة يتجسد في القوة التي تبقى من حصيلة المعارف والأداب والفنون والآثار، التي تمتلكها الأمم، ومن منجزاتها التاريخية في العلوم والاختراعات، لتمثل الطاقة المتجددة والمبدعة للإنسان، والقدرة على مواجهة التحديات الطبيعية والبشرية، والتفوق على ضروراتها”.

ثقافات متكلّسة

ونتيجة للفرق السابق يصبح في مقدورنا التمييز بين الثقافات كما فسر ذلك إسماعيل سراج الدين بقوله:” هناك ثقافات متجمدة، متكلّسة، أقرب إلى الموت منها إلى الحياة، وهناك ثقاقات وثَّابة، شابة، متولدة، خلاَّقة، مهما كان عمرها، فما هي دلائل هذه الحيوية؟ وما حظنا منها في الثقافة العربية؟”.

الإجابة هنا ستكون دليلا على حالنا، وطنيا وقوميا، وهي تتّضح في النظرة الأحاية لمعظم قضايانا، واعتماد سياسة الإقصاء ليس بين السياسيين فحسب، بل بين النخب العربية مرة على أساس الانتماء الأيدولوجي، ومرات كثيرة انطلاقا من التعصب الوطني ودفعه ليكون النقيض لما هو قومي، وذلك بما يخالف العصر حيث التكلات الكبرى، التي بلغت ذروتها في التَّشكل القاري جغرافيا، والعابر للقارات اقتصاديا، والكوني ـ لغويا وثقافيا ـ  في إطار العولمة، وهذا ما يدفعنا إلى طرح جملة من التساؤلات ، منها:

ــ هل إلى خروج من سبيل، بعد أن توضَّحت لدينا مناطق العلّة في الثقافة العربية الراهنة؟

ــ ما جدوى محاربة الإرهاب إذا لم تتمكَّن النخب العربية على مختلف مشاربها وتوجهاتها من التعايش والحوار؟

ـــ أنّى لنا الخروج من الأزمة الراهنة ـ إذا سملنا بذلك ـ ونحن نشارك الأنظمة الحاكمة في جعل الوطني مناقضا للقومي؟

ــ كيف لنا أن نتخلص من التبعية لصانع القرار، وعدم تأييده في الأباطيل، والمساهة في تضخيمه وتبرير أفعاله وقرارته الخاطئة؟

ـ متى نتخلّص، ونخلّص الثقاقة العربية من أن تضيع بين الأنظمة والمعارضة، على اعتبار أن أنشغالنا بالعمل الثقافي يجعلنا أقرب إلى مساءلة الآخرين؟

ــ تٌرى هل من سبيل لفض الصراع بين أجنحة الأمة؟

ـ كيف لنا اقناع الدمويين منّا بالانتماء للأوطان وللتاريخ وللثقافة؟

ـ ما موقع الأجيال الحالية، التي ستقود العمل الثقافي العربي في المستقبل المنظور؟

 لن تتحقق إجابات الأسئلة السابقة وغيرها، إلا بنقاش جاد، ومرفق بخطة عمل ذات طابع استراتيجي.

 

مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.44769
Total : 101