Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
أسرار وخفايا الغزو العراقي للكويت .. صدام لملك الأردن: إذا نددت الجامعة العربية فسأقول بأن الكويت جزء من العراق وسأضمها لبلادي
الثلاثاء, شباط 10, 2015
بيار سالينجر - أريك لوران

في الثامنة من صباح الثالث من أغسطس بالقاهرة جرى ابلاغ المشاركين في اجتماع الجامعة العربية المقرر في التاسعة صباحا أنه أجل إلى السادسة مساء. إذ لم يكن بالإمكان قول شيء أو اتخاذ قرار قبل معرفة ما يتمخض عنه اجتماع الملك حسين بالزعيم العراقي. وكانت العيون في العالم العربي كله شاخصة إلى بغداد. وأذيعت من الكويت المحتلة استغاثة يائسة جاء فيها: "ماذا حدث للاتفاقات المعقودة بين الدول العربية، والاتفاقات بين دول الخليج، والاتفاقات بين الدول الإسلامية؟ يا اخوة اللغة والدم والعروبة والإسلام ان الكويت تناشدكم المساعدة". وخرج الكويتيون الذين ابقتهم الحرب في القاهرة إلى الشوارع والدموع في اعينهم. وقال ضابط مصري لاحدهم: "ان هذا الوضع عار على العالم العربي. اننا نجلس هنا ونتفرج وكأنه لم يحدث شيء".ومن يقرأ الصحف من العرب لم يصدق ما يرى. إذ لم تقم صحيفة واحدة بادانة الغزو العراقي للكويت. فقد كان محررو الصحف قد تلقوا أوامر مشددة بالوقوف على الحياد. وكانت الصحف الوحيدة التي أيدت صدام حسين علنا هي صحف الأردن. في التاسعة والنصف صباحا وصل الملك حسين إلى بغداد واستقبله صدام على الفور في القصر الرئاسي. واستغرق الاجتماع عدة ساعات لكنه انتهى بالتوصل إلى اتفاق. وطرح الملك خلالها اسئلة محددة على الزعيم العراقي: "هل تعتزم حضور القمة المصغرة غدا؟" فهز صدام رأسه موافقا وقال: "سأكون هناك". وسأله: "هل ستخرج من الكويت؟" فأجاب "نعم إذا جرى حل خلافاتي مع تلك الامارة". وأضاف في أواخر المقابلة: "لا اريد ان يحضر القمة أحد من آل الصباح. أفضل التفاوض على اتفاق مع الملك فهد. فقد كانت لي دائما علاقات أفضل معه".
وترك صدام لدى زائره انطباعا بأنه زعيم طيب مستعد لتقديم تنازلات كبرى وكانت لحظة غضبه الوحيدة عندما ذكر الملك تهديدات الجامعة العربية بالتنديد بالغزو. قال: "ينبغي ان نزيل الغشاوة عن أعيننا. إذا سارت الامور في ذلك الاتجاه فسوف أقول بان الكويت جزء من العراق وسأضمها إلى بلادي". ثم مال على الملك وخفض صوته كما لو كان يريد الادلاء بسر وقال: "على أي حال فانني وقعت معاهدة عدم اعتداء مع السعودية". وقبل ان يفترق الزعيمان تعانقا بحرارة وخرج الملك متفائلا ومقتنعا بأنه استطاع معالجة الازمة. وبعد بضع ساعات أصدر صدام بيانا أعلن فيه أنه سيبدأ بسحب قواته من الكويت يوم الاحد الموافق في الخامس من أغسطس ولكن لا مجال لعودة الاسرة المالكة. وفيما كان الملك حسين يهم بالعودة إلى عمان، كان ياسر عرفات قد وصل إلى طرابلس الغرب قادما من تونس. وكان يعتزم زيارة مصر والعراق والسعودية في مهمة توسط مشابهة. إذ كان عدد الفلسطينيين المقيمين في الكويت كبيرا ويحتلون مناصب مهمة ويتبرعون بجزء كبير من ميزانية منظمة التحرير.
وفي طرابلس الغرب وجد عرفات القذافي في غاية التأثر بسبب الغزو. وقال باصرار: "أبو عمار، لا بد من التوصل إلى حل سلمي. ولدي حل يقوم على نقطتين". ثم سحب ورقة عن الطاولة التي كانت أمامه. واستمع إليه عرفات بتفهم وانتباه. وكانت العلاقات بين القذافي والفلسطينيين منذ سنوات كثيرة معقدة وأحيانا غامضة. وواصل القذافي كلامه فقال: "أولا على العراق ان ينسحب إلى المنطقة المتنازع عليها. ويعود بعد ذلك شخص من الاسرة الكويتية الحاكمة غير الامير إلى الكويت. ويمكن للشعب بعد ذلك انتخاب حاكمه". على ان النقطة الثانية لم تكن واقعية. لكن عرفات لم يعلق بشيء. في ذلك اليوم ـ وهو الثالث من أغسطس ـ أخذ زمام السيطرة على الازمة يفلت تدريجيا من ايدي العرب. في البيت الأبيض افتتح بوش في وقت متأخر من بعد الظهر اجتماعا لمجلس الامن القومي. وحضر الاجتماع ريتشارد تشيني وزير الدفاع، وبرنت سكوكروفت رئيس مجلس الامن القومي ونائبه ريتشارد هاس، ورئيس هيئة الاركان المشتركة كولن باول. وأكد الجنرال باول للرئيس ان جميع الخيارات العسكرية يجري درسها وانها ستقدم له في اليوم التالي حسب الخطة. وكان باول في الخامسة والثلاثين من عمره. وسبق له ان حارب في فيتنام وشارك في خمس ازمات بما فيها غزو بنما ونزول قوات المارينز في ليبيريا لاجلاء الاميركيين منها. واعتاد ان يقول "ليس هناك استخدام شرعي للقوة". وكانت هذه وجهة نظر لم يجد بوش بدا من الموافقة عليها. وكان لدى اعضاء هذه الهيئة التنفيذية عدد من القطع التي تحل أحجية الخليج بما فيها دعم هيئة الأمم المتحدة وحلف شمال الاطلسي. وما كانوا بحاجة إليه هو عدد من الخيارات العسكرية ودعم العالم العربي. وعندما سأل بوش باول عن المخاطر التي ستتعرض لها طلائع القوات الأميركية التي ترسل إلى الميدان أجاب باول بلا تردد: "ان المخاطر كبيرة جدا. فسوف تتعرض قواتنا لهجمات العراقيين. فإذا قررت أخيرا يا سيدي الرئيس ان تزج بالقوات الأميركية في المعركة فانه ينبغي علينا ان نرسل اكبر عدد ممكن منها وبأسرع ما يمكن. اختر الهدف ركز عليه وحاول أن تسحقه". فهز بوش رأسه ولم يعلق بشيء. وانتهى الاجتماع بعد ساعتين. وفي حين ان المجتمعين تفرقوا لاخذ قسط من الراحة اتصل بوش مرة أخرى بالملك فهد وحاول ان يقنعه بان المعلومات المتوافرة لديه تدل على ان الزعيم العراقي سوف يزحف على السعودية. فقال الملك فهد معترضا بأنه لا يزال واثقا من نجاح الجهود التي يبذلها الملك حسين للتوصل إلى تسوية عن طريق المفاوضات ولاقناع الرئيس العراقي بالانسحاب. وذكر بوش بأن القمة العربية المصغرة ستعقد في اليوم التالي أي الرابع من أغسطس. فقال بوش: "لكن إذا ساء الوضع يا صاحب الجلالة فهل تقبل مساعدات أميركية؟". فلم يجب الملك. وطال الصمت إلى حد أن بوش اعتقد بأن الملك لم يسمع السؤال بسبب عطل طرأ بخط التلفون فكرر السؤال. وأخيرا أجاب الملك على نحو يدل على الاستسلام: "أجل سنقبلها. وهناك عامل آخر في أزمة الخليج أثار غضب بوش وهو أنه اتبع أسلوبا مضللا. إذ كان منذ زمن طويل يعول على اهمية العلاقات الشخصية بين الزعماء. ووصفه واحد من أقرب زملائه إليه بقوله انه "يتبع نوعا من الدبلوماسية الشخصية"، وخصوصا الإكثار من المكالمات التلفونية غير الرسمية مع رؤساء الدول. ويقول صديق له: "يحب جورج ان يُعرف بـ"جورج العزيز" وان يحبه الجميع بسبب دفء مشاعره". لكن بالرغم من أنه بالنسبة إلى الكويت تلقى تقارير محددة تنذر بالخطر الشديد من وكالات المخابرات فإنه ظل حتى آخر ساعة يعتقد أن العراق لن يقوم بالغزو لسبب بسيط وهو ان اثنين من الزعماء الذين كان يثق بهم وهما الملك حسين والرئيس المصري حسني مبارك كانا يؤكدان له ذلك باستمرار. وكان يعتمد عليهما كمصدر للمعلومات أكثر مما يعتمد على التقارير السرية وصور الاقمار الصناعية التي كانت تصل إلى مكتبه كل ساعة. والواقع ان ادارة بوش اقترفت الخطأ في الحكم الذي وقع فيه الاسرائيليون قبل نشوب حرب أكتوبر 1973. ففي كلا الحالين كانت جميع المعلومات الضرورية لتوضيح الموقف. لكن الذي شوه المعلومات الافتراض الخاطئ بأن العراق، كمصر عام 1973، لن يقوم بالهجوم. كان هناك شخص في ناحية أخرى من واشنطن سيلعب دورا هاما في تصلب الموقف الاميركي وهو جون كيلي. ففي الثامنة من ذلك الصباح كان في مكتبه. وبدا عليه الانزعاج لانه كان يحاول عبثا الاتصال بالسفير المصري في واشنطن. فلم يكن احد يعرف مكانه واخيرا وبعد نصف ساعة اكتشف انه هو والقائم بالأعمال في القاهرة. فبعث على الفور برسالة تلفونية إلى وزير الخارجية المصري. وكانت عنيفة اللهجة إلى حد لا يحتمل معه أن يكون قد أرسلها بدون ضوء أخضر من رؤسائه. قال في رسالته: "لقد قام الغرب بواجبه؛ لكن الدول العربية لا تفعل شيئا. لقد باعت الولايات المتحدة أسلحة كثيرة للأقطار العربية وخصوصا لمصر. وإذا لم تتحرك وتتخذ موقفا حازما من قضية الكويت عليها أن تتأكد من أنها لن تستطيع الاعتماد من الآن فصاعدا على الولايات المتحدة".
وتنفي وزارة الخارجية الأميركية ان هذه المكالمة جرت في ذلك اليوم. لكن مصدرا مصريا رفيع المستوى وموثوقا به يصر على أنه اطلع على تلك الرسالة. والأمر الغامض هو ما إذا كانت وزارة الخارجية الاميركية قد احيطت علما بتفاصيل الحديث بين الرئيس بوش والملك حسين عندما وافق بوش على عدم الاتصال بالدول العربية خلال الثماني والأربعين ساعة التالية. فإن لم تكن على علم بذلك فانه من المنطق ان يكون بوش قد أمر برنت سكوكروفت في الساعة الخامسة من صباح الثاني من أغسطس أن يطلب منها أن تضغط على الدول العربية لكي تدين غزو صدام للكويت. واستولت الدهشة على المسؤولين المصريين ولكن الملك حسين هبط بطائرته في عمان وهو لا يعلم شيئا عن ذلك. وكانت الساعة عندئذ في عمان تشير إلى الثانية بعد الظهر. وعندما نزل الملك من الطائرة أُبلغ أن وزير خارجيته مروان القاسم يريد أن يتحدث معه في أمر ملح. وعندما رفع سماعة التلفون قال للوزير: "لدي أخبار جيدة جدا. لقد أخبرني صدام حسين بأنه سينسحب من الكويت". وقبل أن يدخل الملك في تفاصيل محادثاته مع صدام قاطعه الوزير بقوله: "إنك لم تسمع! فقد أصدرت وزارة الخارجية المصرية بيانا تدين فيه الغزو العراقي للكويت". وكان هذا صدمة للملك حسين الذي قال: "إن هذا يهدم كل شيء، وربما وسع نطاق النزاع". وأسرع الملك في العودة إلى القصر حيث حاول الاتصال بالرئيس مبارك. ووجد صعوبة في الوصول إليه. وعندما تم له ذلك أخبره عن اتفاقه مع صدام على انسحابه من الكويت وحضوره القمة المصغرة. وسأله: "لماذا أصدرتم ذلك البيان؟ لقد اتفقنا على أن لا نفعل شيئا من ذلك حتى تجتمع القمة المصغرة". وبدا الاضطراب على مبارك وقال: "لقد تعرضت لضغط هائل من وسائل الاعلام ومن الشعب. إن عقلي لا يشتغل"، فصرخ الملك: "حسنا اتصل بي عندما يعود إلى العمل".
وفيما بعد روى هذا مبارك بطريقة مختلفة جدا فقال: "سألت الملك حسين: هل وعد صدام حسين بالانسحاب من تلقاء نفسه؟ فأجابني الملك: لا ولكنه قال بأنه سيفعل ذلك إذا جرى التوصل إلى حل في القمة المصغرة وخصوصا إذا حصل على تنازلات كويتية بوساطة السعوديين". وعندما سئل مبارك عما إذا كان صدام قد التزم بالانسحاب أجاب بالنفي. ويدعي مبارك أن حديثه مع الملك أقنعه بأنه طالما أن صدام حسين لم يقدم أي ضمانة بأنه سينسحب حتى ولو جرى التوصل إلى اتفاق في القمة المصغرة فإنه لا مبرر لاجتماع هذه القمة. وأخبرنا مسؤولون عراقيون من ذوي الاطلاع أن الرئيس العراقي وافق خلال محادثاته مع الملك على الذهاب إلى جدة في السابع من أغسطس لحضور قمة مصغرة وأنه سيجري مفاوضات مع الملك فهد وأنه في حال نجاحها سينسحب من الكويت. وقبيل نشوب الحرب وبينما كان صدام حسين مجتمعا مع دي كويار أمين عام الأمم المتحدة أعاد التأكيد على قراره الانسحاب من الكويت في الخامس من أغسطس إذا نجحت القمة المصغرة التي تقرر اجتماعها بجدة في الرابع من الشهر ذاته. وقد تأكدنا من مراجع رفيعة المستوى في العاصمة الأردنية بان صدام حسين أبلغ الملك بالفعل بأنه على استعداد للانسحاب من الكويت وأن الملك حسين أبلغ ذلك إلى الرئيس المصري. ويدل هذا على انه عندما أخبر مبارك عرفات بأن الملك حسين ابلغه أن صدام حسين لم يوافق على الانسحاب من الكويت لم يقل الحقيقة.




مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.47625
Total : 101