انجيليا جولي وبراد بيت سفيران ربما فوق العادة للنوايا الحسنة ، هما يطوفان حول العالم ، خاصة العالم الفقير المغلوب على امره من اجل تقديم المساعدات الانسانية لهم ، يلتقطان الصور مع اليتامى والارامل واللاجئين وهما يضعان بايديهما ارغفة الخبز والملابس والاغطية وهو فعل يرتقي الى العمل الانساني الكبير ، في وقت تمارس فيه حكومة الولايات المتحدة الامريكية دور سفيرة النوايا الخبيثة فوق العادة ، الامريكان يمارسون دور الملاك الشيطان ، هم يحتلون العراق بغير وجه حق ويعترفون بعدم وجود الاسلحة المحرمة دوليا في كراج علاوي الحلة ومزارع النباعي وخور حمدان ولكنهم يقصفون كل شبر من ارضه ، كان اكثر من ضروري لهم ان يحلوا الجيش العراق وكل صنوف الاجهزة الامنية الاخرى من اجل انتشار الفوضى بكل مكان فضلا عن فتح او فسح المجال لمجاميع من صنعها لتسرق المصارف والبنوك والدوائر الحكومية ، هل يمكن نسيان الممارسات الوحشية ضد سجناء ابو غريب في احقر عمليات لانتهاك حقوق الانسان ، امر مضحك ومبكي معا ان يقوم وزير الخارجية الامريكي جون كيري بتكريم امرأة ايزيدية يقولون عنها كانت المرأة الشجاعة بسبب وقوفها مع النساء الايزيديات بعد تعرضهن الى ابشع انواع المعاملة من قبل داعش ، هل كان وحوش داعش يدخلون ارض العراق لولا الغزو الامريكي ، الى متى تبقى حكومة الولايات المتحدة تمارس الغش والاحتيال والكذب على العالم وهي تسهم بشكل مباشر بما جرى للشعب العراقي من ويلات ودمار وخراب لكل شيء فيه .
هل تتحمل حكومة الولايات المتحدة الامريكية مسؤولياتها امام الرأي العام الدولي وتعترف ولو بعد خراب البصرة بأنها كانت السبب المباشر بصناعة هذه الفوضى الخلاقة ثم تتعهد للشعب العراقي على ضرورة ان تقوم باعادة الهيبة للدولة العراقية وشعبه وتتخذ خطوات جادة وسريعة من اجل انهاء وجود داعش في الدرجة الاولى وتحسين اوضاع الاقتصاد العراقي او انتشاله من الازمات التي ضربته في الصميم ، هل تستطيع ان تكون صادقة مع نفسها ومع الحكومة العراقية وهي تقوم بتدابير فعالة وهي قادرة عليها في سبيل تحسين صورتها كالحة السواد عند اغلبية الشعب العراقي ، ربما كان اكثر من ضروري للمتظاهرين ان يطالبوا برحيل السفارة الامريكية من العراق قبل اية مطالب اخرى ، الان توجد السفارة السعودية في العراق او القائم باعمالها وهو مصدر قلق لنا جميعا ، خاصة بعد ان تحدث عن الشأن العراقي الداخلي بدون اية مسؤولية ، هناك قناعة او شبه اجماع على ان اية مساعدات تقدم للعراق وهو يتعرض الى هذه الهجمة الشرسة ومن اية دولة او حكومة يكون مرحبا به دائما ، لاننتمي الى حزب سياسي او اية جهة اخرى بقدر ماننتمي الى عراقيتنا الغالية وهي من تحركنا دائما ، الامر المؤسف حقا ان تحالفا دوليا تقوده الولايات المتحدة الامريكية ضد داعش في العراق في وقت تمر به قوافل عجلات ومدرعات ودبابات وصهاريج النفط المهربة من العراق الى سوريا وتقف طائرات التحالف الدولي عاجزة عن ضربها ، نعتقد يقينا ان حكومة الولايات المتحدة الامريكية قادرة وخلال اسابيع قليلة من انهاء وجود داعش ولكنها لاترغب ان تفعل مثل هذا الامر لاسباب هي اعرف من الجميع بها ؟
مقالات اخرى للكاتب