Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
أسرار وخفايا الغزو العراقي للكويت .. الملك حسين شعر بالمهانة واليأس لفشل مبادرته وخطر بباله أن يتنازل عن العرش
الأربعاء, شباط 11, 2015
بيار سالينجر - أريك لوران

في موسكو اخذ دنيس روس نائب بيكر يفقد صبره. وكان في تلك الأثناء يقيم في مقر السفير الأميركي ويعمل بصعوبة بالغة على التوصل إلى اتفاق حول التغييرات التي سيتم إدخالها على البيان المشترك الذي سيصدره بيكر وشيفارنادزه. وكان مشروع البيان الذي أحضره تراسنكو معه غير صالح ويتسم إلى حد كبير بالغموض والاعتدال. فقال لتراسنكو: "لا بد من إعادة كتابته. إذ ينبغي أن يكون أقوى من ذلك". فخرج تراسنكو وعاد بعد ثلاث ساعات ومعه نص جديد غير مرض أيضا . فعندما أطلع روس عليه قال:
"إنك تعرف ما الذي سيحدث إذا اعتمدنا هذا النص. اننا لن نوصل الرسالة المطلوبة إلى صدام حسين. فهو لن يجد في هذا النص ما يدل على اتحادنا وتصميمنا فأجابه تراستكون اننا نواجه مقاومة لذلك . فخبراء الشؤون العربية في وزارتنا يعارضون فكرة التخلي عن شريك ثابت كالعراق " .
وخرج تراسنكو مرة أخرى وعاد بعد بضع ساعات وعلى وجهه علائم النجاح. فلم يكن أمامهما وقت يضيعانه. فطائرة بيكر كانت على وشك الهبوط. فركب الرجلان سيارة ليموزين واتجها إلى المطار بأقصى سرعة ممكنة. وعندما قرأ روس النص وجده مرضيا. ولاحظ أن فيه فقرة تدعو إلى حظر مشترك على بيع الاسلحة فحذفت. وقال لتراسنكو: "إنه لا قيمة لها". فعلق زميله السوفييتي بقوله: "يمكن لوزير خارجيتكم أن يبحث ذلك مع زميله شيفارنادزه".
ووصلا أثناء هبوط الطائرة. وكان شيفارنادزه بانتظاره على المدرجات. وتصافح الوزيران. فقال شيفارنادزه وعلى شفتيه ابتسامة تنم عن الاحراج: "كنت مخطئا يا جيم عندما أبلغتك أنه لن يكون هناك غزو". ثم توجها ومعهما روس وتراسنكو في الحال إلى غرفة عليها حراسة مشددة.
استهل بيكر الحديث بقوله: "ينبغي أن يكون واضحا لصدام حسين وباقي العالم أننا متضامنان في هذا". فوافقه شيفارنادزه الذي كان يميل إلى الاسهاب ولكن بدون حماسة كبيرة. وبعد أن استمع إلى ما لدى بيكر قال: "نحن نصر على أن الاتحاد السوفييتي لن يقبل قيامكم بأي شكل من أشكال دبلوماسية المدفع".
وحاول بيكر طمأنته فقال: "لن تتخذ الولايات المتحدة إجراء من طرف واحد إلا إذا تعرض مواطنوها للخطر".
وصل إلى جدة في وقت مبكر من مساء ذلك اليوم، عزت ابراهيم، الشخصية الثانية في العراق، لإجراء محادثات مع الملك فهد. وفي الوقت نفسه أظهرت صور الأقمار الصناعية أن وحدات من الحرس الجمهوري العراقي وصلت إلى الحدود المشتركة بين الكويت والسعودية.
في عمان، كان الملك حسين محطما ويشعر بالمهانة واليأس، فقد اعتبر الملك البيان الذي يدين الغزو مؤامرة واسعة مدبرة من بعض الدول العربية لعرقلة جهوده ولتخريب القمة المصغرة المرتقبة ليوم الغد.
بقي الملك الذي اعتاد الكفاح والعمل عدة ساعات وحيدا في قصره. وكان الزائر الوحيد الذي سمح باستقباله هو شقيقه الأمير حسن. وقال له بصوت حزين: "كان ينبغي على العرب أن يثبتوا قدرتهم على حل الأزمة بأنفسهم ـ لقد كان علينا أن لا نفشل . والآن علينا أن نتوقع الأسوأ".
وتوقف رنين الهاتف في القصر الذي كاد أن يكون خاليا. فلم يتصل أي من الزعماء العرب بالقصر. وفي تلك الساعات التي انعزل فيها وأخذ يشك في كل شيء وحتى في نفسه خطر بباله أن يتنازل عن العرش.
وكان باستطاعته سماع الضجة في المدينة. إذ كانت المدينة مسرحا للمظاهرات المؤيدة لصدام حسين والتي كانت تهتف باسمه إلى جانب اسم صدام. وكان المتظاهرون وغالبيتهم من الفلسطينيين يعلنون عن حقدهم على دول الخليج، "فالكويت" في نظرهم ليست قطرا، وليست شعبا وليست عاصمة وليست حتى بلدة. فهي بئر نفط وسط الصحراء. فالدول الخليجية المتعجرفة ترفض منح الجنسية للعرب الذين يعملون فيها والذين خدموها بإخلاص مدة طويلة. وينبغي على صدام أن يغزو السعودية أيضا".
كانت مظاهرات التأييد هذه في نظر الملك حسين "نصراً مراً". وعندما أسدل الظلام ستاره على التلال المحيطة بعمان كان لديه إحساس بالفرقة التي كانت ستمزق العالم العربي.
وفي تلك الأثناء، كان مجلس الجامعة العربية بالقاهرة ينهي الهدنة التي طلبها الملك لإفساح المجال له للتوسط. وتبنى وزراء الخارجية العرب قرارا يدين العراق ويدعو إلى انسحاب قواته إلى الحدود دون شرط. ورفض سبعة من الأعضاء البالغ عددهم واحدا وعشرين أن يصوتوا إلى جانب القرار. وهم بالإضافة إلى الممثل العراقي وزراء الأردن وليبيا واليمن والسودان وجيبوتي ومنظمة التحرير الفلسطينية . وكان الوزير الليبي قد انسحب من القاعة قبيل التصويت.
وكان المندوبون العرب على علم بالضغط الأميركي الذي تعرض له حسني مبارك طوال اليوم بوسائل مثل الرسالة التلفونية التي بعثها جون كيلي. وكانت مصر بعد إسرائيل هي المستفيد الأكبر من المساعدة الأميركية المالية في المنطقة وتبلغ نحو بليوني دولار.
وبالرغم من أن القرار دعا إلى عقد قمة عربية " لبحث العدوان والبحث عن وسائل للتوصل إلى حل دائم"، فان الأمل في التوصل إلى تسوية فورية كان قد تلاشى. وكان صدام حسين كما قال الملك حسين قد أعلن عن استعداده للانسحاب من الكويت إذا انعقدت القمة العربية المصغرة ولكن على شرط أن لا تقوم الجامعة العربية بإدانة الغزو. على أن القمة المصغرة التي كان من المتفق عليه انعقادها في الرابع من أغسطس قد ألغيت. وما قيل للعالم عندئذ هو أن القرار الذي اتخذته الجامعة العربية في ذلك المساء يدعو الدول العربية إلى عدم إنزال قواتها على الأراضي العربية. وصوتت إلى جانب القرار كل من السعودية ومصر وسوريا. إلا أن الولايات المتحدة غيرت موقفها خلال الأسبوع التالي.  
اسشارت التقارير الواردة صبيحة الرابع من آب إلى أنَّ الوحدات العراقية دخلت "المنطقة المحايدة" بين الكويت والمملكة العربية السعودية وتمركزت على بعد نصف كيلو متر من الحدود السعودية. وفي "فورت ميد" حيث مقر وكالة الأمن الوطنية أظهرت الصور التي تلتقطها أقمار التجسس الصناعية التي باتت تصور كل كيلو متر من منطقة الأزمة، أنّ مئة ألف جندي من نخبة الوحدات العراقية قد حُشدت قرب الحدود وكانت هذه الوحدات تنتمي إلى الفيلق الثالث والحرس الجمهوري الذي يؤمّن الحماية الشخصية لصدام حسين. وكان هذا الفيلق يضم 8 فرق تتألف كل منها من 30 إلى 33 لواء.
وتلقى المسؤولون الرئيسيون في الادارة الاميركية دراسة سرية فيها تقييم لما تمثّله هذه القوات من أخطار:
"يتطلب الغزو العراقي للسعودية عملية عسكرية تفوق بكثير اتساعا وعمقا تلك التي قامت بها القوات البرية العراقية. وتشمل الأهداف الرئيسية لهذا الغزو المرافئ والمطارات القريبة من الظهران الواقعة على بعد ثلاثمائة كيلو متر من الحدود الكويتية، على أن يكون الهدف التالي الرياض عاصمة المملكة السعودية. ففي هذه المنطقة جميع الأهداف الاقتصادية الحيوية التي تؤدي الاستيلاء عليها إلى إغلاق الخليج على السعوديين، والى إعاقة الإمدادات الأميركية".ثم تعرض الدراسة لمختلف الهجمات التي قد يقوم بها الحرس الجمهوري على الاراضي السعودية وتختم ذلك بمقارنة تاريخية غير متوقعة:
"قد تشكل سمعة الحرس الجمهوري الممتازة نقطة ضعف خطيرة. فتدميرها أو إلحاق هزيمة خطيرة بها، قد يصيب باقي وحدات الجيش بصدمة معنوية هائلة تؤدي إلى تسريع تفككه وانهياره. فليس من المستبعد أن تكون ردة فعل القوات العراقية مشابهة لتلك التي صدرت عن جحافل الجيش الفرنسي الكبرى في واترلو عندما بلغها نبأ انسحاب حرس نابليون القديم. فقد أحدثت صرخة "الحرس يتقهقر" ذعرا عمَّ الجيش الفرنسي بأكمله وأدى إلى انهياره الفوري".
وفي كامب ديفد المقر الصيفي للرؤساء القابع في جبال "كاتوكتين"، انعقد الاجتماع الثاني الذي دعا إليه جورج بوش في أقل من أربع وعشرين ساعة. وقد بدأ كالذي سبقه في الساعة الثامنة صباحا، وحضره إلى جانب برنت سكوكروفت وريتشارد هاس والجنرال كولن باول، الذي كانوا هناك في اليوم السابق، رئيس موظفي البيت الأبيض جون سنونو ووزير المالية نيقولاس برادي ومدير وكالة المخابرات الأميركية (CIA) وليام وبستر إضافة إلى وزير الخارجية جيمس بيكر الذي كان قد عاد من موسكو في مساء اليوم السابق. وجلس المجتمعون حول طاولة من خشب البلوط في الشاليه الخشبية بعد أن كان أكثرهم قد خلعوا ملابسهم الرسمية وارتدوا ملابس عادية كما لو كانوا قد جاؤوا لقضاء عطلة نهاية الأسبوع. والواقع أنهم كانوا وسط أزمة متفاقمة.
واستهل الاجتماع عدد من الخبراء العسكريين المدعوين إلى الاجتماع بتقديم تقرير حول "الوضع كما هو على الأرض وما يمكننا علمه".
واثير احتمال القيام بنشاطات سرية تهدف إلى زعزعة استقرار النظام العراقي أو التخلص من صدام حسين غير أنه لم تجر مناقشة خطط محددة. وبعد أن أكمل العسكريون عرضهم وخرجوا من القاعة طلب جورج بوش من المجتمعين التعليق. ودار النقاش كله حول الخيارات العسكرية. وكان واضحا أن انتشارا عسكريا أميركيا في الخليج لا يمكن أن يتم عمليا دون دعم ومساندة الدول العربية وخاصة المملكة العربية السعودية. إلا أن الرياض لم تكن مستعدة لإعطاء الضوء الأخضر، وذلك لسببين: أولهما أن السعوديين كانوا لا يزالون متمسكين باحتمال تسوية عربية، وثانيهما أن فكرة وجود قوات أميركية أثارت لديهم قلقا عميقا. هذا وقد حملت آخر الأنباء عن الوحدات العراقية التي تحتشد على الحدود مع السعودية ما يدعو إلى المزيد من القلق وشكلت فوق كل شيء الورقة الحاسمة في المفاوضات مع الملك فهد. وعبر بوش عن ذلك بوضوح. فمنذ بداية الأزمة لم يخف تبرمه بسبب بطء الاستجابة الدولية. كما عبر عن غضبه بسبب القمع الذي كان يمارسه العراقيون في الكويت. وعندما بدأ كولن باول بالكلام استقر بوش في مقعده وعلى وجهه علامات الاهتمام ويداه متشابكتان وأصابعه تلامس أنفه. إذ كان يريد أن يستمع إلى الخيار العسكري.



مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.47449
Total : 101