في عقد سيتينات القرن الماضي صعد البعثيون إلى السلطة في العراق , وانشغلنا بالإعدامات والتصفيات والمؤامرات , ثم عقد السبعينات حيث حرب 1973 م مع إسرائيل وحرب 1974 م مع الأكراد , التي انتهت باتفاقية الجزائر عام 1975 م .
في هذين العقدين ( الستيني وخاصة السبعيني ) بُنِيَت " الكويت " واكتملت خطط بنيتها التحتيّة ونُفِذَّت .
في عقد الثمانينات خضنا الحرب مع إيران , وفي الوقت الذي كان فيه أبناؤنا يسقطون في سوح الوغى , وحملات الإعدام تُشَنُّ في صفوفنا , ومن قبلها التسفيرات إلى إيران , بُنِيَت " عمّان " وزهت ونمت وترعرعت , وتحوّلَ حجرها الأسود إلى عمارات وشقق وفنادق . وشُقَّت الشوارع والساحات .
في عقد التسعينات وفي أعقاب حرب الخليج الثانية , ونحن نلملم أشتاتنا من تلك الحرب اللعينة , فُرِضَ علينا حصار دولي مقيت . وبينما نحن نكابد الجوع والإذلال والمرض والتخلف , بُنِيَت " دُبَيْ " وصارت تناطح السماء , بإنسانها وأرضها ومياهها وسمائها !
في العقد الأول من الألفية الثالثة , وبينما نحن فرحين بسقوط الديكتاتورية , ونستعد لبناء بلدنا وإنساننا , تسلّط بُغاة أوغاد , فصادروا الأحلام والخطط , وسرقوا البلد وثرواته . وبينما نحن نقاتل الإرهاب المزعوم والدخيل على أرضنا وبلادنا , بُنِيَت " الدوحة " وهي تستعد لتكون الأرقى والأجمل في العالم .
في هذا العقد الثاني من الألفية الثالثة , وبينما نحن مشغولين بالمفخخات , وغرق المدن جرّاء الأمطار , والحديث عن داعش والإنتخابات ووو امور كثيرة أخرى , إيران تُرتّب أوراقها وتبني بلدها ونحن مستسلمين لها !