Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
أسرار وخفايا الغزو العراقي للكويت .. وافقت الرياض على نشر قوات أميركية على أراضيها بعد مشاهدتها صور الحشود العراقية في الكويت وعلى الحدود السعودية
الاثنين, شباط 16, 2015
بيار سالينجر - أريك لوران


بحلول المساء كان بوش قد ضرب المثل في النشاط: ففي غضون أربعة أيام أجرى ثلاثا وعشرين مكالمة تلفونية مع أثني عشر من زعماء العالم ، وأحيانا بمعدل مكالمة كل ساعتين. والآن وقبل أن يعود إلى جناحه الخاص تحدث بالتلفون مع كولن باول وعهد إليه بالبدء بتجميع كل القوات التي يمكن إرسالها إلى السعودية . وبعد ذلك بقليل عقد اجتماعا أخيرا مع جيمس بيكر وبرنت سكوكروفت لبحث العقبة الأخيرة المتبقية وهي رد فعل الاتحاد السوفييتي.كان بوش قد اعتزم اصدار الاشارة النهائية لانطلاق القوات مساء الاثنين بعد اجتماع تشيني بالملك فهد ، بحيث تغادر طلائعها صباح الثلاثاء ، لكنه آثر الانتظار إلى يوم الاربعاء ليعلن ذلك.
اتفق الثلاثة على أن مواجهة الاتحاد السوفييتي بالأمر الواقع سيكون كارثة . فإذا انتقد غورباتشوف نشر القوات علانية فان جميع الجهود التي تبذل لإقناع الأمم المتحدة بالموافقة على العقوبات ستتعرض للفشل . وكان التصويت سيجري في الامم المتحدة بعد ظهر اليوم التالي . فاقترح سكوكروفت الاستفادة من " الوقت القصير ولكن الكافي " لطمأنة موسكو وإطلاعها على النوايا الأميركية . وقال سكوكروفت: "يمكننا استخدام دقة الوضع لتقوية العلاقات الأميركية السوفيتية بشكل أسرع " . وتقرر أن يستغل بيكر الفرق في التوقيت فيتصل بشيفارنادزه من موسكو في وقت متأخر من ذلك المساء .بحكم كون باول وبيكر وسكوكروفت دائما في الواجهة خلال إدارة الازمة فقد شكل ثلاثتهم في واقع الامر وزارة حربية . على أنهم كانوا ذوي طباع مختلفة كان باول ـ كما يقول احد أصدقائه بمثل " الحلم الحقيقي رجال الاعمال " ، والتجسيد الحي للحلم الأميركي . فهو ابن مهاجر من جامايكا ونشأ في هارلم وجنوب البرونكس ( أي المنطقة بين هارلم ولونغ آبلند ) . ولم يكن طالبا نجيبا . ففي المدرسة الابتدائية وضع في قسم التلاميذ "البلداء" على ان هذا كله تغير في الجيش. فقد برز في حرب فيتنام ونال احد عشر ميدالية . ولفت بتشدده في أمر " التهديد السوفييتي " نظر رجال ريغن . فدخل البيت الأبيض ولم يجد صعوبة في الانتقال إلى عهد بوش. وعندما عين جنرالا اربع نجوم ورئيسا لهيئة الأركان المشتركة أكد بشيء من التحدي: "لقد شققت طريقي في سلم الجيش من دون أن ألعب البريدج والغولف والتنس".
وكان جيمس بيكر ـ الثالث الذي يحمل هذا الاسم كما يحلو له أن يقول ـ قد ورث كأعز أصدقائه بوش ثروة كبيرة. ودرس بيكر بجامعة برنستون بينما درس بوش بجامعة بيل وقد أتاحت لبيكر ثروة أسرته التي تكونت من ممارسة المحاماة في هيوستن ان يشق طريقه بنجاح في ميدان الاعمال الحرة والسياسة . وإذ تولى رئاسة هيئة الموظفين بالبيت الابيض في عهد ريغن ثم وزارة المال فقد كان رفيقا دائما لبوش في حفلات العشاء ، وعطل نهاية الأسبوع ، ورحلات صيد السمك . وبالرغم من أنه كان مثل بوش متحفظا في كلامه، فانه كان في أكثر الاحيان اكثر جزما وينفعل على نحو غير متوقع .
أما سكوكروفت الذي بلغ الخامسة والستين من العمر فهو وسط بين بوش وبيكر . كان حاد الذكاء يغلب عليه الصمت . وسبق له أن كان جنرالا في سلاح الجو ، وعُرف بـ " الجندي المفكر " وكان شديد الولاء لبوش . وشهد في عهود مختلف الرؤساء ما يحدث من تنافس بين رئيس مجلس الأمن القومي ـ وهو منصبه الحالي ـ وبين وزير الخارجية، ورأى كيف كان وزير الخارجية يخرج في الغالب منتصرا . وربما كان هذا ما يدفعه إلى عدم التعالي على بيكر المتعطش اكثر منه إلى اثارة اهتمام وسائل الاعلام به . ولكنه ـ أي سكوكروفت ـ صاحب نفوذ كبير ودهاء ربما ورثه عن مرشده ورئيسه السابق هنري كيسنجر . ومنذ بداية الأزمة لم يفارق الرئيس بوش . وكان بعد له بياناته وخطبه، ويحلل تقارير المخابرات بالتفصيل، ويوازن بين منافع القرار ومضاره. 
في السادس من أغسطس كان شيفارنادزه يقضي عطلة تمتد بضعة أيام في بيته الصيفي في القرم. وكان وحده فيه يتمتع بالراحة عندما رن التلفون وعلى طرفه الآخر زميل له في موسكو أبلغه أن وزير الخارجية الأميركية يريد أن يتحدث معه.قال بيكر بصوت ينم عن سروره : " شيف، كيف تجد عطلتك ؟ هل الجو جميل ؟ " لكن لم يلبث ان غير لهجته وقال : " سوف نرسل قواتنا إلى الخليج" وأضاف على الفور: "وذلك بطلب من السعودية". ومضى بعد ذلك يتحدث على آخر تقارير المخابرات حول الحشد المتواصل للقوات العراقية في الكويت وعلى الحدود السعودية حيث احتشد اكثر من مئة ألف جندي. وأضاف: "نؤكد لكم اننا لا نحاول الاستفادة من الوضع لنزيد من نفوذنا في المنطقة". فقال شيفارنادزه : " ماذا تقصد بهذا ؟ هل تريد استشارتنا أم إبلاغنا؟"، وكان صوت شيفارنادزه يتصف بالبرود. فقال بيكر محرجا: "إننا نعلمكم لأنني لا أعتقد أنه شيء يمكن أن نقوم به معا. لكن هل تريدون أن تفكروا في الأمر؟ لست مخولا باقتراح مشاركتكم لنا. فهل تتعاونون بإرسال قوات بحرية أو برية؟". كان بيكر قد طرح هذه الفكرة أمام السعوديين في اليوم السابق فلم يعترضوا على التواجد السوفييتي. فلم يقل شيفارنادزه شيئا ـ وعندئذ طرح بيكر سؤاله بطريقة أخرى: "لماذا لا نعمل في إطار اللجنة العسكرية بالأمم المتحدة؟" وكان السوفييت يحاولون منذ سنوات ايقاظ تلك اللجنة من سباتها .
قام بيكر على الفور بإبلاغ مضمون الحديث لبوش وأظهر حماسة كبيرة لفكرة إشراك السوفييت في أزمة الخليج . فأعرب بوش عن اهتمامه واتصل على الفور بكولن باول الذي لم يكن لديه اعتراض على المبادرة .فعاد بيكر إلى الاتصال بشيفارنادزه . قال : " لا يرى الرئيس بوش عقبة أمام تواجد بحري أو بري سوفييتي في تلك المنطقة . فقال شيفارنادزه بمزيد من التحفظ : " حسنا . إذا كان الرئيس بوش مهتما فعلا بالأمر فسوف ابحثه مع الرئيس غورباتشوف " .كانت هذا تقدم كبير جدا . لأن هناك أولا البلاغ المشترك الذي سنصدره في موسكو والذي يتخلى فيه السوفييت عن أحد حلفائهم ويدينونه . نحن الآن نقترح عليهم أن يشاركوا سياسيا وعسكريا في الخليج".لكن لم تكد تتسرب أخبار هذا الاقتراح إلى خارج الحلقة الضيقة التي تضم زملاء بيكر المقربين حتى واجهت وزارة الخارجية عاصفة أشبه بالثورة . فمنذ عشرات السنين كان هدف السياسة الأميركية إبعاد الاتحاد السوفييتي عن الشرق الأوسط . فجاءت مبادرة بيكر خروجا على هذه العقيدة . فانهالت على مكتبه المذكرات التي يشيع فيها القلق أو الغضب من مختلف دوائر وزارة الخارجية . ووجد موظفوها حليفا غير متوقع وهو غورباتشوف . الذي لم يظهر امتنانه للاقتراح . فالمصاعب الداخلية التي كان عليه أن يواجهها والذكرى المرة لغزو افغانستان شجعت زعماء الكرملين على اتباع سياسة الحذر والترقب .
قال بيكر لشيفارنادزه بعد بضعة أيام: "هذا العرض رمز لحسن النية". فقال هذا باقتضاب : " شكرا لكم . لقد أدركنا ذلك".
قبيل ظهر اليوم ذاته عاد عرفات إلى القاهرة حيث انضم إليه أبو إياد الرجل الثاني في منظمة التحرير ، واستقبلهما مبارك. فأطلعه عرفات على ما دار بينه وبين صدام خلال مقابلتهما في اليوم السابق. قال: "إنه فعلا مستعد للتفاوض". وأضاف أنه يخشى اكثر من أي وقت مضى حدوث مواجهة عسكرية. ونبه أبو إياد إلى امكان تدخل اسرائيل. وبدا ان مبارك كان يشعر بعداء متزايد للعراق وأنه يعارض القيام بأية تسوية. أما الذي أدى إلى اتخاذه هذا الموقف الجديد المتصلب فهو الحملة السياسية والاعلامية العنيفة في الولايات المتحدة. فاعتزم عرفات وأبو اياد أن يذهبا إلى السعودية وهي البلد الوحيد الذي كان لا يزال قادرا على التفاوض معه حول التسوية. في جدة كان ريتشارد تشيني يضع اللمسات الاخيرة على الاتفاق الذي جرى التوصل إليه مع الملك فهد. والواقع أنه كان قد أصبح مفاوضا أكثر منه رسولا في الازمة القائمة . وكان يمثل الخيار الثاني لدى بوش للحلول في منصب وزير الخارجية الذي يعتبر من المناصب الرئيسية. واقترح ترشيحه وأيده برنت سكوكروفت. وكان تشيني يعاني من مرض في القلب. وعندما اجتمع به سكوكروفت لبحث امكان ترشيحه كان السؤال الذي طرحه عليه بلا مجاملة: "ديك كيف صحتك؟". كان قد جرى التمهيد إلى حد كبير لمحادثات بوش التلفونية مع الملك بحضور الجنرال شوارزكوف وروبرت غيتس ، وأخو الملك ووزير الدفاع الأمير سلطان الذي كان قد قطع رحلة استجمام في مراكش ؛ وعبد الله بن عبد العزيز ولي العهد ؛ ونائب رئيس الوزراء ورئيس الحرس من البدو . وكان عبد الله طوال الوقت اكثر شكا في الاميركيين من فهد. وعليه فقد كان هو الذي ينبغي اقناعه . لكنه درس بعناية تقارير المخابرات الاميركية السرية والصور الفوتوغرافية التي التقطتها الاقمار الصناعية والتي تشير بالتفصيل إلى الحشود العراقية في الكويت وعلى الحدود السعودية وتحدث مطولا مع شوارزكوف وتشيني عن المواقع التي يمكن تمركز القوات الاميركية عليها. وقال له تشيني: "هذا كل ما نستطيع تقديمه لكم". فقال فهد أخيرا:
"حسنا، سأقبل ذلك كله".
وكان السعوديون قد اشترطوا مسبقا وقبل أن يعربوا عن موافقتهم النهائية أنه "مما لا يقبل الجدل أنه لن يجري إنشاء قواعد عسكرية دائمة على أرضنا". وكان الأميركيون قد توقعوا هذا فاقترحوا بروتوكولا سريا: انسحاب القوات الاميركية من الاراضي السعودية حالما تسمح الاحداث بذلك ولكن اقامة قواعد دائمة ومساكن للقوات الاميركية والقوات المتعددة الجنسيات في إمارة البحرين وداخل الكويت.
لقد عوّل الاميركيون على عدم رضى الزعماء السعوديين. إذ كانت هناك اولا مشكلة الملك فهد الذي كان يتزايد عجزه عن الاقدام على أي عمل. ويقول احد المقربين منه والمطلعون على الامور: "لا تكاد تظهر المشكلة حتى يهرب الملك منها". واخذ يطيل اعتكافه في قصره ويتجنب مستشاره ورجال اسرته. ثم ان الزعماء السعوديين كانوا يدركون مواطن ضعفهم: إذ كانوا قد اشتروا خلال السنوات القليلة الماضية ما قيمته 150 بليون دولار من الاسلحة المتطورة ومع هذا فقد كانوا يعترفون بأنهم لا يستطيعون صد عدوان جيش قوي كجيش العراق عليهم. كما أن السعودية كانت تستخدم دخلها الهائل البالغ خمسين بليون دولار في السنة في محاولة عقد التحالفات الاقليمية وتحييد اولئك الذين قد يصبحون أعداء لهم. على أن أزمة الخليج كشفت عن نواحي قصور هذه الاستراتيجية.



مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.45846
Total : 101