Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
ماذا لا ينزل العراقيون إلى الشوارع ؟
الثلاثاء, تموز 16, 2013
فائق الشيخ علي

 

 

 

 

 

 

هذا هو المقال الثالث والأخير في سلسلة مقالات ( ثقافة النزول إلى الشوارع ) الذي خصصناه للإجابة على سؤال : لماذا لا ينزل العراقيون إلى الشوارع ؟ تعمدنا تأخيره حتى يبرد المعلِّقون من تعليقاتهم الفورية الحامية على الحدث المصري , وينتهي الجميع من الإدلاء بآرائهم , ولنأخذ فسحة من التأمّل والإستراحة , ثم بعد ذلك نعرض رأينا للنقاش والتداول .
لنجاح أي تظاهرة عارمة في العراق – أو حتى في أي بلد بالعالم – يجب توّفر الشروط التالية :

أولا : القيادة 
لا يمكن إنزال الملايين , أو حتى الإلوف من الجماهير العراقية إلى الشوارع من دون قيادة , وإلاّ سوف يصبح التظاهر عملاً إعتباطياً غوغائياً تخريبياً , لا يؤدي إلى الإصلاح والنجاح . 
فالقيادة بحكم مسؤوليتها السياسية تكون مسؤولة أمام الشعب العراقي والمتظاهرين والحكومة , تدلل على قدرتها على قيادة الجماهير من جهة , ودرجة إنضباط وإلتزام المتظاهرين بها من جهة أخرى .
ففي حالة حصول أي إختراق أو تعدّي أو تخريب لمؤسسات الدولة أو ممتلكات الناس , تستطيع السلطات مساءلة القائمين والداعين إلى التظاهر . ولدينا نحن في العراق منذ سقوط الديكتاتورية وإلى اليوم سجل حافل من التخريب والإعتداءات على مؤسسات الدولة وممتلكات الناس . حيث يستغل المتهورون والمتربصون وأصحاب النوايا السيئة فرص الإضطراب , للإنقضاض على الغنائم والفرائس , والإقتصاص من الآخرين .
أما في حالة غياب القيادة المسؤولة والحقيقية, فإن الإنفلات يبلغ أقصى مدياته ودرجاته . ونحن في العراق لا نملك حتى هذه اللحظة قيادة بتلك المواصفات , لديها لقدرة على إخراج الناس إلى الشوارع .. نعم شهدنا ولاحظنا خروج التيار الصدري للتظاهر خلال السنوات السابقة , ولكن هذا الخروج يحتاج إلى تحليل خاص نعالجه بمعزل عن هذا العنوان , لأننا عند إستخدام أدوات التحليل العلمي سنجد إن المسألة أبعد وأعمق من موضوعة القيادة القادرة على إنزال الناس إلى الشوارع .
يتساءل كثيرون : هل من المعقول خروج الملايين سنوياً لزيارة كربلاء المقدسة في محرّم وصفر , بينما الآخرون لا يستطيعون إخراج تظاهرة من بضعة آلاف ؟ الجواب هو : أن جميع العوامل التي نذكرها هنا متوفرة في قصة المسير إلى كربلاء . فالهدف كبير والقضية أكبر , والمال يُصرَف من دون حساب , والأجهزة الأمنيّة والمسلّحة تتحوّل إلى حامية للزوّار وليست متصديّة لهم , فضلاً عن توّفر عنصر القيادة . فالزوّار كلهم ينتظمون في مواكب , والمواكب لديها قادة ورؤساء , وحتى ذاك الذي لا ينتظم في موكب ويخرج سائراً إلى الحسين ( ع ) على حسابه الخاص , ينتظم في الأخير في موكب , أما مناماً أو إستراحة أو أكلاً أو شرباً أو ترديداً لشعار أو رَدَّة حسينية .
إنها قيادة , وقد لاحظنا - منذ عقود - محاولات بائسة وتافهة لأحزاب وتنظيمات حزبيّة تدّعي الإسلام إستغلال هذه المناسبة لرفع شعاراتها , أو إلقاء الخطب السياسية المخزية خلالها , بينما الزوّار لا يستمعون إليها ولا يلتفتون إلى ملقيها .

ثانياً : الهدف ( القضيّة )
ما هو الهدف ( القضيّة ) من النزول إلى الشوارع ؟ هل مثلاً لتحقيق مكسب آني أو مطلب جماهيري معيّن , أم لإسقاط الحكومة ؟ 
إذا كان الأول , فعلامَ هذا النزول والتكلّف ؟ تحقيق المكسب الآني تقوم به الأطراف المشاركة بالحكومة من خلال لقاءاتها واجتماعاتها المستمرة في مجلس الوزراء , ومن خلال إشغالها للوزارات ومؤسسات الدولة , فهي تتفاوض يومياً مع سائر الأطراف لتحقيق المكاسب والإمتيازات لجماعاتها والمرتبطين بها . 
أما المطلب الجماهيري , فليس لدينا حتى الآن منظمات مجتمع مدني ومؤسسات فكرية ومعاهد دراسات وأحزاب ديمقراطية فاعلة بالعراق , تتكفل أمر تبني المطالب الجماهيرية بصورة جديّة وناجحة , بحيث تتمكن من الإيعاز إلى أعضائها بالنزول إلى الشوارع , وهؤلاء يمتثلون لأوامرها ونشاطاتها .. نعم لدينا على الورق آلاف ( الرقم آلاف وليس مئات ) من المسميات الكاذبة والمزيّفة للمنظمات والمعاهد والمؤسسات وغيرها , من تلك التي أسست لأغراض الفوز بالمُنَح الأميريكية , التي خصصتها الولايات المتحدة لتطوير الدول الديمقراطية والخارجة من الأنظمة الإستبدادية , سيما في بلدنا العراق بعد 2003م .
لكن هذه توزعت بين هاربة إلى الخارج , أو متخفيّة عن الأنظار , أو فاشلة في عملها , أو متوزعة على الأحزاب والتنظيمات الحاكمة , أو ... إلى آخره . ولم يبقَ لدينا منها إلاّ القلة القليلة التي تعمل وسط بيئة نافرة وغير ملائمة بالمرة , فضلاً عن أحزاب صادقة ومناضلة , لكنها تتعرّض إلى أبشع حملة تشويهية وتسقيطية لأدوارها .
أما إذا كان الهدف ( القضيّة ) من إنزال الجماهير إلى الشوارع هو إسقاط الحكومة ( الثاني ) فالسؤال الفوري الذي يتبادر إلى الذهن هو : ما هو البديل ؟ وما هو مشروع الحكم التالي ؟ 
الجواب أيضاً على هذه التساؤلات هو : لا يوجد حتى هذه اللحظة مشروع حكم جاهز ومعّد , يحظى بقبول الأحزاب خارج السلطة , وبتفهم شعبي وتأييد له , بحيث يستطيع أن يحلَّ فوراً بعد إسقاط الحكومة .
على إفتراض إن مجموعة ما نجحت في إخراج التظاهرات العراقية إلى الشوارع , مطالبةً بإسقاط الحكومة الحالية , فمَنْ الذي سيأتي أو سيحلّ مكانها ؟ الجواب بمنتهى البساطة : الحكومة نفسها , والوزراء ذاتهم , والتنظيمات والأحزاب المتقاسمة للسلطة عينها , وليس أحد من خارجها .. إذاً ما الفائدة من التظاهر ؟
ليس لدى العراقيين إتفاق على تحديد الهدف ( القضيّة ) وهنا يلعب العامل الطائفي دوراً كبيراً في تعدده واختلافه . ففي الوقت الذي يطالب سُنَّة الوسط , الأنبار وصلاح الدين بإسقاط الحكومة في إعتصام وتظاهرات مستمرة , إكتفى شيعة الجنوب بتظاهرات متقطعة وصغيرة بمطالبات من الحكومة , مثل توفير الكهرباء وزيادة رواتب المتقاعدين وتوفير التعيينات للعاطلين عن العمل ومحاكمة قتلة المدرّب محمد عباس .. هذه المطالبات لو وفرتها الحكومة , أو حققت بعضها لساهم ذلك في بقائها واستمرارها , وليس إسقاطها .. معنى هذا إن الهدف هنا غير موّحد .

ثالثاً : المال
المال أو الدعم اللوجستي هو مقوِّمُّ أساس لنجاح أي تظاهرات تنزل إلى الشوارع , فمن دونه لا يمكن إقناع الناس بالتظاهر فقط بمبادىء وشعارات , ومن دونه لا يمكن إدامة التظاهرات وتواصلها لحين تحقق الهدف ( القضيّة ) أو المطلب الرئيس . المال أو الدعم اللوجستي هو عماد أي مشروع أو نشاط سياسي . لا نتحدث هنا عن شراء المواقف والنشاطات , على الرغم من إننا نعيش في سوق نخاسة سياسية وصفقات بيع وشراء فاضحة , إنما نفترض من باب أننا نجحنا في إقناع الناس وتحشيدهم . فالتظاهرات تحتاج إلى مصاريف ( نقل , لافتات , أعلام , إعلام , إستضافات , تغذية , مياه , خيام ... الخ ) فمَنْ يتكفل بكل هذه ؟
لعل مَنْ يتصوّر بأنه في الإمكان القيام بتظاهرات عارمة وملفتة للإعلام والرأي العام العالمي بتكاليف وجهود بسيطة , وليس إلى أموال وجهود جبّارة فهو على وهمٍ كبير , وهو يتغافل عن الحقيقة ويهرب من الواقع .
إنّ كل ما نشاهده من مظاهر إحتجاجات وتظاهرات عارمة في دول عربية - وحتى غربيّة – يقف خلفها تمويل ضخم وهائل , تقوم به دول أو تجّار كبار أو مؤسسات تمتلك ثروات طائلة , يضاف إليها في بلدنا العراق وزارات محاصصة تابعة للأحزاب تقتطع حصصا من الأموال والعقود المخصصة للدولة , وتصرفها على نشاطاتها الخاصة .
إن مشكلة المال مشكلة مزمنة في العمل السياسي , وليس أمام السياسي إلاّ أحد طريقين , أما أن يعتمد على التمويل الوطني الخاص , وهو غالباً ما يكون شحيحاً , أو يطرق أبواب الدول لدعمه , وهذه يترتب عليها مصادرة قراره السياسي واستقلاليته , فضلاً عن الإنتقاص من مصلحة وطنه العليا .
ثمة رأي ثالث أكثر براغماتية يقول : عليك أن تعمل بمالك الوطني , وبعد أن تقطع شوطاً وتؤسس وجوداً وكياناً , سيكون باستطاعتك التفاهم مع الدول . هذا من شأنه أن يقلل من التأثير على القرار السياسي , أو إبداء المزيد من التنازلات , أو ما إلى ذلك من إخلال بالمواقف الوطنيّة . بيد إن هذا الرأي يتطلب تحقيقه زمناً طويلاً وصبراً أطول وأشّد .
في العراق حتى الآن المشاريع الوطنية فقيرة لشُّحِّ المال , أما المشاريع التي تُدار من الخارج , أو تعمل لمصلحة الخارج فهي غنيّة ومليئة مالياً للأسف .

رابعاً : السند الأمني ( المسلّح )
لا يمكن لأي شعب في العالم أن ينزل إلى الشوارع يتظاهر ضد السلطة السياسية لتحقيق مطالب سياسية , ما لم يكن مطمئنا إلى حمايته من بطش السلطة وتهوّر أو إنفلات أجهزتها الأمنية والعسكرية المسلّحة . وإذا ما إعترض أحد قائلاً : بأن هذا هو ما يجري في الدول الديمقراطية , أو الدول التي لديها تقاليد عسكرية محترمة , وليس بالدول الديكتاتورية .
الجواب على هذا الإعتراض بأن في الدول الديكتاتورية تكون الغاية من التظاهرات مواجهة السلطة الحاكمة , أي بمعنى إن المتظاهر يكون إنتحارياً أو فدائياً , وليس متظاهراً سلمياً لديه مطالب سياسية سلمية . 
نحن نتحدث عن الدول الديمقراطية , أو النازعة نحو الديمقراطية , فضلاً عن الدول الإستبدادية , ولكنها التي تمتلك تقاليد عسكرية معتبرة . ولعله من المؤسف القول بأن بلدنا العراق لا يُصنّف ضمن هذين التصنيفين . وإذا أردنا أن نتجاوز على بعض الحقائق ونضعه في خانة الدول النازعة نحو الديمقراطية , فإننا سنواجه جيشاً ناشئاً جديداً ليس لديه أية تقاليد عسكرية معتبرة .
جيشنا السابق جيش الإنقلابات العسكرية , الذي يشهد تاريخه على قتله لمؤسسه ( جعفر العسكري ) وقيامه بأول إنقلاب عسكري بالمنطقة ( إنقلاب بكر صدقي عام 1936م ) وتوالي الإنقلابات الملكية والجمهورية لاحقاً ( 1941, 1958, 1963, 1968) حتى وصلنا إلى عهد صدّام حسين عام 1979م , فحاول مستميتاً تحويله إلى جيش مدّجن مرعوب من نفسه .. بيد أن محاولات التدجين وزراعة الرعب لم تمنعا الجيش من محاولات إنقلابية واغتيالات عدة قام بها , لكنها كلها باءت بالفشل الذريع , ولهذا لم تُذكر .
حتى وصلنا أخيراً إلى عهدنا الحالي . وبدلاً من أن نبني جيشاً عقائدياً محترفاً قوياً نزرع فيه تقاليد الإخلاص للشعب والوطن , راح مَنْ يتصدّر الحكم يكرر أخطاء الماضي البغيض , ويتبنى إشاعة مفاهيم الإبتزاز والإخواء بين قادته وجنوده , ليجعل منهم مشاريع إخلاص وامتثال لشخصه وقيادته .
إنّ جيشاً وأجهزةً أمنيّةً تُبنى على هذه الأُسس والمفاهيم والمعاني المشوَّهَة , لا يطمئن إليها الشعب , ولا يثق بها , بل ولا يحترمها , ولا نستبعد إذا ما استمر القائد العام للقوات المسلّحة بهذه السياسة , سيأتي اليوم الذي سينتقم فيه الشعب العراقي من جيشه وأجهزته الأمنيّة ويثور ضدها , وليس فقط ضد الحكومة .
لا أحد يفهم حتى هذه اللحظة , بأن هذا الجيش وهذه الأجهزة الأمنيّة هي ملك الشعب وليست ملكاً لأحد , وليس لأحد فضل له عليها .. لا أحد يريد أن يفهم , لا من الحكومة ولا من القوات المسلّحة ولا من بسطاء الناس للأسف الشديد . 
ولكي ننتهي من كل ما تقدّم أعلاه نقول : لا نرى في الوقت الحالي أو القريب إن بإستطاعة العراقيين النزول إلى الشوارع على غرار المصريين أو غيرهم لإسقاط حكومتهم , لا بل ولا حتى للمطالبة بأدنى حق من حقوقهم والإصرار على نيله . فنحن نحتاج إلى وقت طويل , ربما بعدد السنين التي مضت منذ سقوط صدّام وإلى اليوم , كي تتبلور القيادة الصحيحة , ونحدد الهدف ( القضية ) ويتوفر المال , وتعي القوات المسلّحة دورها الحقيقي .. وقبل هذا كله أن يزداد وعي الشعب بحقوقه , واحترامه للتظاهر والإحتجاج . 

مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.47894
Total : 101