عند ما أحتل ألجيش ألأنكليزي ألعراق وأنهى ألوجود ألعثماني فيه أتخذت ألمرجعية ألشيعيه قرار محاربة ألأنكليز وطردهم منه رغم ان مرجعية ألدوله ألعثمانيه ألمذهبيه( سنيه )مغلبين مصلحة ألدين ألأسلامي على مصلحتهم ألمذهبيه كون ألأنكليز يدينون بالدين ألمسيحي و يعتبر ألمسلمون من يعتنقه بعد نزول ألقرآن ألكريم كافرا مستندين الى ألآيه ألكريمه (وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ) ال عمران ومنعت أولاد ألشيعه من تقلد ألوظائف أو ألذهاب الى المدارس وكانت الغلطه التأريخيه الكبيره التي ساهمت في تخلف الشيعه عن اللحاق بركب التطور في كافة مناحي الحياة في ذلك الزمن في حين كان بالامكان محاربة الانكليز وترك اولادهم يتعلمون في المدارس ويتقلدوا الوظائف العامه في اجهزة الدوله مما أفاد السنه كثيرا اذ تعلم اولادهم وتقلدوا كافة المناصب ألعامة والهامة في ألدوله الفتيه التي اسست حديثا الأمر الذي ترك اثره على تأريخ العراق الحديث اذ انحصرت قيادة البلد العسكريه والسياسيه بأيديهم وساروا به وفق رؤيتهم وكانت هناك مشاركات بسيطه من الشيعه أذ فرضت بعض قياداتها وجودها المتميز في الساحه السياسيه وخير مثال السيد جعفر ابو التمن ففي كل تشكيله وزاريه يقلد وزير شيعي احدى الوزارات لذر الرماد في العيون. أعاد ألتاريخ نفسه بعد مرور قرن من ألزمان أذ تعاون هذه المره ألشيعه مع من كانوا يوصفون في ألعشرينيات بالكفرة وتم احتلال العراق من قبل أمريكا وأسقطت ألحكومة التي كانت محسوبة على السنة والتي كانت اغلب تصرفاتها عند تشكيلها تشير الى انها علمانيه ولكن الطائفيه كانت تطفوا على سطح الاحداث بين آونه وأخرى وتولى الشيعة ومنذ اسقاط نظام صدام حسين مسؤولية ادارة البلد وان كانت هذه ألمسؤولية شبه عرجاء ولا تشبه بأية حال من ألأحوال فترة ألعشرينيات حيث تقلد ألسنة المسؤولية ألكاملة لادارة ألبلد دون أن يشاركهم احد من ألشيعة مشاركه فعاله مثلما يشارك ألسنة الان ألشيعة في فترة ألحكم ألمحسوبة تاريخيا عليهم. ألآن يعتقد ألسنة أنهم ظلموا بالحكم الشيعي ووصموه بلطائفي رغم ان كل ألقوات من ألجيش وألشرطه التي تتولى مسؤولية ألأمن ومجالس ألمحافظات وكل الاداره ألمدنية في المحافظات ألسنية هي من أبناءهم حصرا ولديهم 89 نائبا في ألبرلمان وهناك وزراء ووكلاء وزراء ومدراء عامون من ألسنة ولا يوجد شيعي واحد يساهم معهم في أدارة ألمنطقة ألغربية بينما كان السنة يديرون كل محافظات وسط وجنوب العراق اتناء حكمهم للعراق فالمحافظين ومدراء الشرطه ورؤساء الدوائر الامنيه وغير الامنيه هم من أبناءهم وفي دولة ألمواطنه لا نجد ضيرا من ذلك فالعراقي من حقه ان يتولى المسؤولية حينما يكون مؤهلا لها في أية بقعه من العراق . أليوم يثور ألسنة على الحكومة وينعتوا رئيس الوزراء بشتى النعوت ويتهمون الشيعة بالعمالة لإيران وصاروا يرددون في تظاهراتهم الأهازيج التي كان يبثها التلفزيون أيام الحرب الايرانيه العراقية ويرددون جينالج يابغداد ) وهناك ظهور بارز للقاعدة وبقايا حزب البعث ممن لم يتعاونوا مع النظام الجديد وظلوا يحملون ألسلاح لمقارعته والشيعة يتهم هؤلاء بالعمالة للسعودية وقطر وإنهم ينفذون أجندات أجنبيه الهدف النهائي منها هو إعادة الحكم إلى الطائفة ألسنيه وكل مايقال من مطالب هي وسائل ضغط على الحكومة وحتى ان تحققت جميعها فلابد أن يبحثوا عن غيرها لأنها الوسيلة التي اريد بها تحقيق الغاية النهائيه وهي اسقاط ما سمي بالعمليه ألسياسيه وألغاء ألدستور واعادة ألتوازن ألطائفي وألذي يعني لهم اعادة ألسلطه التي فقدوها. البلد يتداعى وسط الصراع ألشيعي ألسني على كرسي الحكم وهذه حقيقة الصراع منذ وفاة النبي (ص) وحتى الآن وكل الأطروحات المذهبية التي تطرح من الطرفين هي أطروحات تكتيكيه لإدامة الزخم الطائفي لتحقيق ألمصلحه الكبرى وهي الاسئثار بكرسي الحكم والتمتع بالغنائم التي تتحصل من خلال الاستئثار بالمسؤولية والكويت وسط هذا الصراع حققت ما تصبوا إليه وهو انتزاع أراضي من العراق مملوءة بالمخزون النفطي تحوطا لنفاذ النفط منها في الأفق المنظور ولازالت تتقاضى تعويضات من العراق رغم أنها استلمت مبالغ تكفي لبناء دوله جديدة بكل بناها التحتية ويوميا تعطي الوعود بإخراج العراق من الفصل السابع ولا تفي بها إذ بعد أن تحقق مطلب ما تبحث عن غيره وتركيا تواصل تدخلها في العراق بحجة صيانة حقوق ألطائفه ألسنيه ألتي سلبها ألشيعه وباتت تضيق على العراق بموضوع المياه وتمد يدها الى القيادة الكردية كي تزيد الفجوة بينها وبين الحكومة العراقية موهمتها بعهود لا تستطيع في النهاية تحقيقها لأنها مرهونة بالحراك الدولي وإعادة رسم الخرائط في ألمنطقه والنفر الضال من العراقيين اللذين يسعون الى غاياتهم بتمزيق العراق من خلال مد أيديهم إلى بإيدن و تحقيق ما يصبوا إليه مخططه بتقسيم العراق الى أقاليم ثلاث بحجة الفدراليات ليتولوا هم الحكم في إحداها لينهبوا ثروات الاقليم على هواهم وتحقيق مصالحهم على حساب المواطن و الوطن.. وإسرائيل تتوغل يوما بعد يوم في اقتصادنا ومؤسساتناعبر مشاريع تتبناها شركات تركية وتركية عراقيه مشتركه وخاصة في مشاريع الإسكان الكبيرة التي يجري تنفيذها حاليا في عدة محافظات في آن واحد والتي تعجز الحكومة ألعراقيه عن القيام بها رغم إنها تملك إمكانيات ألدوله لأنها تتطلب رؤوس أموال كبيره وأجهزة مخابرات الدول كافه ولا أريد أن اسخر من الموضوع حينما أقول ربما حتى الصومال تلعب في ارض العراق دون رقيب وحسيب لا بل ان بعضها يحضا بحماية متنفذين في السلطة يدينون بالولاء والطاعة للدول التي تمثلها هذه الاجهزه وصار بلدنا مرتعا للنهب والتزوير والسرقة ألمنظمه والابتزازوتمارس هذه الاعمال من موظفين كبار في الدوله لتحقيق منافع كتلويه وحزبيه والكتل ألسياسيه لازالت تردد مقولة الحفاظ على العملية السياسية تلك التي أوصلتنا الى الحال التي نحن عليها الآن أذ لم يشهد ألمواطن يوم راحه واحد منذ احتلال العراق ولحد ألآن من اجل استمرارهم في الجلوس على كرسي الحكم والثمن يدفعه المواطن البسيط الذي ينزف دما يوميا بالتفجيرات التي يحظى بعض من يقوم بها برعاية مسئولين وفقا لاعتراف رئيس الوزراء بذلك. العراق يتمزق نتيجة الصراع الطائفي السني الشيعي وهو معروض الآن للبيع بمزاد خفي ينادي به جمع من كل الأطياف التي يهمها مصالحها قبل مصالح الوطن فهل من منقذ شهم له يرد له كرامته وكرامة شعبه التي هدرت منذ العام 1963 وحتى الان وينصف المواطن ويصون ثروة البلد من الضياع ويقضي على الطائفية ألسياسيه ويبعد الدين عن السياسة فلقد ثبت خلال العقد ألذي مضى عدم صلاحية رجل الدين لإدارة سياسة البلد لأحتياجه الى الخبره والممارسه ويقطع الرؤوس المناديه بالطائفيه من اي مذهب كانت والتي تعمق الفجوة بين أبناء البلد الواحد وأن نرى الوزير خادم لشعبه ويؤدي اعماله في وزارته لا أن يديرها عبر الانترنيت من عمان آو لبنان او من بيته ويده يد امينه على اموال الدوله وليس سارقا لها وهل نرى عودة قانون التجنيد الالزامي وبرواتب مغريه تعطى لمن يسوق للخدمة لكي نبعد المؤسسة العسكرية عن تدخلها في السياسة وأن تكون أداة بيد السياسي وهل سنشاهد العراق ينهض من جديد دوله مهابة من الجميع ويخشاها الجيران لقوتها التي تسخر للدفاع عن الوطن لا للاعتداء على الآخرين وهل نرى عودة لأعمدة المشانق منصوبة للجواسيس اللذين يبيعون البلد علنا وبدون خجل او حياء أذ ليس من المعقول ان تنصب ألمشانق للجواسيس أيام ألنظام ألملكي ألذي وسمناه بالعماله للأجنبي ويتبخترون الان دون وجل او خوف ام ننتظر ما يحل بنا مستسلمين لقدرنا والشعوب ألحيه هي من تصنع قدرها بنفسها لا ان تستسلم له..انها مجرد آهات وأحزان تحز في النفس عما آل أليه حال البلد واردنا التنفيس عنها .
مقالات اخرى للكاتب