قبل سقوط النظام بسنتين كان هناك شاب وسيم الا انه كما يبدوا فقد جزء من عقله تشاهده الناس وهو يطوف على صور وجداريات صدام حسين المنتشرة ويقول ...شيلمها..شيلمها ( يقصد شيجمعها اذا سقط النظام ) وكان يحصل بعد كل جولة من جولاته على الصور أن تشاهد الجهات المعنية في الصباح الباكر من اليوم ألثاني وهي تزيل بعض الأوساخ المرمية على هذه الصور أو تغطى بالكامل بقطعة قماش لأن إصلاحها يتطلب وقتا طويلا وقد اختفى هذا الشاب قبل سقوط النظام ولم يشاهده أحد. كثرة الصور التي علقت في الانتخابات ذكرتنا بالموضوع فلقد كانت بأعداد كبيره فاقت كل السنوات السابقه وكما يبدوا ان التمويل جيد جدا هذه المرة ويقال ان تكلفة هذه البوسترات بلغ 250 مليون دولار وأن البعض من أصحاب الصور أصيب بإسهال نتيجة تسرب المعلومات الاوليه عن النتائج والبعض الآخر أخذ يغني ( أريد الله يبين حوبتي بيهم ) والبعض الآخر راح يتشاجر مع أصحاب الستوتات اللذين يرفعون هذه البوسترات لغرض بيع الصفيح المرسومة عليه كي يسترد بعض خسائره وان كانت ألكتله قد دفعتها. تمنيت ان يشاهد ذلك الشاب الذي كان يقول شيلمها هذه الصور وكثرتها ليرى ان الفرق بين الصور الدكتاتوريه والصور الديمقراطيه هو ان تستطيع رفع الاخيره دون قطع رقبتك وان كان بعض اصحابها سيثقبون جيبك وتظل تركض والعشه خباز.
مقالات اخرى للكاتب