Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
مصر والعراق : مقارنة بين شعبين وبلدين
الخميس, آب 22, 2013
فائق الشيخ علي

 


في أواخر تسعينات القرن الماضي أقام ( ديوان الكوفة ) في لندن ندوة علمية , إستضاف فيها أستاذ الدراسات الفرعونية في جامعة ( سَوَسْ ) لندن , كلية الدراسات الشرقية والأفريقية , الدكتور المصري عُكاشة الدالي , للحديث عن آخر إكتشافاته الفرعونية .
حضر الندوة نخبة من العلماء والأساتذة والمثقفين والأكاديميين والأدباء والكتّاب والإعلاميين المصريين والعراقيين على حد سواء , من المقيمين في بريطانيا . وقد إستمرت زهاء ساعتين . أثارت لغطاً وجدلاً عنيفاً , ليس بين العراقيين والمصريين كما قد يتبادر إلى الذهن – أول وهلة – وإنما بين المصريين والأستاذ المصري المحاضر .
كانت عادة الدكتور الدالي زيارة بلده الأم ( مصر ) بين فترة وأخرى , مبعوثاً من جامعته البريطانية , للإطلاع على ما تجود به الرُقُم والمنحوتات واللُقى والأحجار الفرعونية القديمة , وتصويرها لأغراض البحث والدراسة العلمية المجردة . ولعل أجمل ما يتحدث به الدالي , هو ليس باللغتين الإنكليزية والعربية , إنما باللغة الفرعونية القديمة , لغة رمسيس الثاني وأمنحَوْتِب وتوت عنخ آمون وخفرع .
ألقى الرجل محاضرته معززة بسلايدات ( مصوّرات ) عرضها على الشاشة أمامنا , هي آخر ما صوّره هو بنفسه في رحلته الأخيرة إلى مصر . تحدّث عن إن هجرة عراقية سومرية حصلت قبل خمسة آلاف عام , من جنوب العراق إلى صعيد مصر , ذلك أثر جفاف وجوع وقحط إجتاح العراق السومري في ذلك الوقت , ما أدى إلى نزوح جماعي سومري من بلدهم .
عرض الدالي ثلاثة أدلة معززة بالصور الحديثة – وقتها – تؤكد صحة زعمه .
الدليل الأول : لم تكن مصر تعرف بناء الإهرامات , وأول مَنْ بناها على أرض مصر هم العراقيون النازحون , حيث شرعوا ببناء المقابر لموتاهم ,تلك المقابر المعروفة في جنوب العراق , المتكوِّنة من عدة طبقات على هيئة الزقورة في أور .
ثم صار الفراعنة يطالبون ببناء مقابر خاصة بهم أكبر وأفخم وأعلى من المقابر العراقية .. وهكذا بدأوا يشيدون الطوابق فبُنِيَت الإهرامات .
الدليل الثاني : لم يعرف المصريون خلال تاريخهم - ما قبل الهجرة السومرية - زراعة الحبوب ( الحنطة والشعير والرز ) ولكن خلال هجرتهم نقلوا معهم الحبوب العراقية , ليزرعوها في أرض مصر , فنبتت وأنتجت .. وهكذا إستمرت أرض مصر معطاءً للحبوب .
الدليل الثالث : حين إستوطن السومريون أرض الكنانة حول نهر النيل , شرعوا ببناء مراكبهم النهرية – على غرار مشاحيفهم المستخدمة في الأهوار – وتوّجوا مقدِّماتها وواجهاتها بنحت رؤوس الأسود والثيران الخشبيّة .. تلك التي لم يكن الفراعنة يستخدمونها في منحوتاتهم من قبل .
لقد كان قدماء المصريين يستخدمون في مراكبهم الإشارة إلى الحيوانات الأليفة كالقطط والكلاب وغيرها , بينما إستخدم العراقيون رموز القوة والشجاعة والقدرة على المبارزة والنزال .
كانت تلك أدلة الدكتور عكاشة الدالي المصوّرة على أصول الشعب المصري القديم , ولعله هناك دراسات أخرى مهمة نُشرت باللغتين العربية والإنكليزية تؤكد ما ذهب إليه الدكتور الدالي , وتزيد عليها موضوعات من قبيل ملامح المصريين , وعاداتهم وتقاليدهم , وتلفظهم لبعض الحروف ( في الصعيد ) التي تتطابق مع العراقيين .. ولكننا نعرض عنها لننتقل إلى أوجه إختلاف ما بين الشعبين ( المصري والعراقي ) تخدم مقالنا هذا .
إذ كتب مرة قبل سنوات الأستاذ خالد القشطيني , مقارناً بين الشعبين , فقال ما معناه : يحرث الفلاح المصري أرضه , وينثر بذوره , ويسقيها , فيخرج الزرع , وينمو , ويثمر , فيحلّ موسم الحصاد , فيحصد الفلاّح زرعه , ويعبئه , ويرسله إلى السوق ليبيعه , ويقبض ثمنه , ويضعه في جيبه , فيشتري إحتياجاته ومتطلبات حياته المعيشية , ثم يذهب ليغني ويرقص فرحا بما جنى .
الدورة نصفها تتكرر في العراق , ولكن قبل أن يشرع الفلاّح العراقي بالحصاد , يفيض دجلة والفرات وشط العرب فيُغرِق الزرع , ويذهب جهد الفلاّح سدىً , فيغضب الإنسان العراقي كغضب الطبيعة , وبدلاً من أن يذهب الفلاّح العراقي ليغني ويرقص كما الفلاّح المصري , يذهب العراقي لينتقم من زوجته وأطفاله . ثم يقضي سنته فقيراً معدماً يقترض من الآخرين .
كل ما تقدّم من إستشهادات حاكت جذور الإنسان وتوافق الطبيعة معه . أما نحن من ناحيتنا فسنذهب لمحاكاة الإنسان والوطن .
فمصر دولة تختلف عن العراق أرضاً وشعباً . وبسبب قلة مواردها ( عدا الزراعة ) وثرواتها الطبيعية من بترول ومعادن وغيرها , يقابلها كثافة سكّانيّة عالية مقارنة بالعراق , عاشت مصر منذ عهود من الزمن على المساعدات الماليّة الأجنبيّة , الأميركية والأوربيّة تحديداً , بالإضافة إلى العربيّة , من دون تعفف أو تردد أو ممانعة , أو حتى مجرد التفكير في الإساءة إلى كرامتها وهيبتها ومكانتها ..
بل إن أكثر الأنظمة الوطنيّة والقوميّة التي مرّت في تاريخها , كنظام الرئيس جمال عبد الناصر كان يعتاش على المساعدات الدولية والتمويل الأجنبي . فما بالك بالأنظمة التي تلته ؟
لا يتحرج الشعب المصري من قبول المساعدات , نتيجة لحالة الفقر التي يعيشها , بل يطالب بها المجتمع الدولي إن تأخرت أو توقفت . كما لا يمانع من إستقدام المدارس والجامعات الأجنبية في بلادهم , والدراسة فيها , كالجامعة الأميركية , والكليات والمعاهد والمدارس الفرنسية والإيطالية .
ولعل كل النهضة الفكرية والثقافية التي شهدتها مصر , وقادت العالم العربي وراءها , تعزى إلى رجالها الدارسين في تلك الجامعات الأجنبية , أو المبتعثين إلى الخارج . ففي الوقت الذي سافر فيه رفاعة رافع الطهطاوي , الأزهري من صعيد مصر إلى باريس , لأغراض الدراسة فيها بالقرن التاسع عشر الميلادي , كان العراق يغطُّ في سبات عميق من التخلّف والجهل والأمية في ظل الدولة العثمانية العلية .
العيش على المساعدات الأجنبية , جعل من الإنسان المصري طيِّباً ليِّناً سهل التعامل , بعيدا عن التشنّج والحِدّة والتصلُّب في المواقف . أما الإنفتاح على الخارج وقبول ثقافته , جعل منه متفهما لتفكير الآخرين , متقبلاًّ للآخر , يجيد يقافته .. وبالتالي فن التعامل معه .
العراق – كبلد – غني , فيه الكثير من الخيرات والثروات منذ قديم الزمان , يتصوّر إنسانه أنه لا يحتاج أحداً , وهو لا يدري بأن خيرات بلده وثرواته هي لغيره من الأجانب .. لذا يرفض العراقي المساعدات الأجنبية , فينشأ أنِفاً متكبراً لا يلين , إلاّ إذا حطَّ منه الدهر , وعاش مغترباً , فراراً من ظلم أو جوع .
والعراقي لا يسمح لجامعة أجنبية أن تدرِّسه في داخل بلده , ولا يسمح لها أصلاً أن تفتح لها فرعاً في بلده , كما إنه يتردد في إرسال إبنه أو إبنته إلى الخارج لأغراض الدراسة , إلاّ إضطراراً , نتيجة لسبب سياسي أو إجتماعي قاهر .. ولهذا ينشأ العراقي ويتربى على سماع الرأي الواحد المفروض عليه بالقوة , فيكون أحادي الرأي والنظرة , وإن كان الأكثر جدلاً وعناداً من بين بني البشر كافة , نتيجة تربيته القسرية !
بناءً على كل ما تقدّم فإن الإنسان المصري يعرف ماذا يريد ,وإنه يحدد هدفه ويعمل بجد على تحقيقه .. وقد ينجح في أغلب الأحيان . ولكن الإنسان العراقي لا يعرف ماذا يريد , وإلى أين هو سائر , ومن أجل ماذا هو يعيش .. لهذا فهو لا يعمل , وإن عمل فلا يدري من أجل ماذا يعمل , فيفشل في أغلب الأحيان


مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.47143
Total : 101