انه من المؤكد و ليس المستبعد ان تكون لدوائر الأستخبارات العالمية وبالأخص الغربية اليد الطولى في تأجيج الصراعات الطائفية في الدول العربية و ذلك لابعاد الخطر الأسلامي الداهم على المصالح الغربية, فبعد هجوم ( القاعدة ) على الولايات المتحدة الأمريكية في أيلول عام 2001 و ما قابله من ارتياح و ترحيب في الأوساط الشعبية الأسلامية بفرعيها المذهبي السني و الشيعي ارتأت تلك الدوائر المخابراتية ابعاد هذا الخطر المحدق عن محيطها الجغرافي و ان يكون الصراع داخليآ فيما بينهم و هكذا كان, فكانت بداية هذه اللعبة الدموية في العراق فبعد اطاحة نظام ( صدام حسين ) الدموي اخذت ايادي خفية في تغذية الأستقطاب الطائفي و تصوير الأمر على ان النظام السابق هو نظام طائفي سني معاد للشيعة و ان الحكم الآن هو حكم الطائفة الشيعية المعادية للسنة و بما ان الأمية و الجهل منتشر و يضرب بأطنابه عميقآ في اوساط المجتمعات العربية حتى هرع الالاف و من الطرفيين لهذه الحرب الضروس التي مازال أوارها مستعرآ غير مدركين للاخطار الهائلة في هكذا حروب في مجتمعات تتنوع فيها الأديان و المذاهب و القوميات .
كان الخطر الشيعي المتمثل في النظام الأيراني..... و كذلك الخطر السني و الذي تشكل ( القاعدة ) فيه رأس الحربة الأكثر عداءآ و حقدآ على الولايات المتحدة الأمريكية و حلفائها و على الرغم من الأختلاف الكبير في المعتقدات الفكرية و العقائدية لطرفي المسلميين الا ان العداء للغرب كان سوف يوحد جهودهم ضده و يجعله هدفهم المشترك و هذا ان حدث فهو من الخطورة الكبيرة التي تهدد مصالح امريكا و الغرب , وبما ان الخلاف المستمر و الدامي منذ اكثر من الف عام بين السنة و الشيعة حول احقية الخلافة بعد النبي ( محمد.. ص.. ) مازالت مشتعلة ولم تهدأ و ما نتج عنها زاد من رقعة الخلاف بين الجانبين لم تبذل دوائر المخابرات الغربية جهدآ كبيرآ في ايجاد ذريعة للايقاع بين الطرفين فكانت هذه الحرب الطاحنة قد بدأت بالعراق كما اسلفنا عندما صور نظام ( صدام حسين ) بأنه حامي السنة و يضطهد الشيعة و يقمعهم فكان لهذه النظرية من يؤيدها من الشيعة الذين اضطهدوا لا لكونهم شيعة كما يعتقد الكثير منهم بل لكونهم معارضين لذلك النظام الذي لم يتورع عن قتل الكثير من مناصريه للشك في ولائهم له فكانت بداية الحرب الطائفية المدمرة و التي سوف تحرق المنطقة كلها لتمتد الى سوريا الحليف القوي و الأستراتيجي لأيران المعادية للغرب و الساعية الى التسلح النووي فهاهي سوريا تحترق بنيران حرب طائفية اريد لها ان تكون كذلك لا كما بدأت تظاهرات سلمية هدفها تغيير النظام و هذا حق مشروع لكل الشعوب .
فهذا مرقد السيدة ( زينب.. ع..) هناك لمئات من السنين خلت و لم يمسه احد بسؤ او ضرر و كذلك قبور الصحابة هناك فلماذا الآن تهدد بالهدم و التدمير ليهرع الآخرون للدفاع تلك المراقد و المزارات , لقد اصبحت سوريا الآن اكبر تجمع للمتطرفين و من كل انحاء العالم هولاء بشقيهم السني والشيعي هم من يشكل الخطر الداهم على الغرب و حلفائه لا بل على العلم كله و ان القضاء عليهم سوف يجعل العالم اكثر امنآ و سلامآ اضافة ان هذه الحرب ساهمت في انعاش مصانع الأسلحة وازدهارها وهي تقدم السلاح للمتصارعين , و جميع دول العالم تصدر متطرفيها الى هناك للتخلص منهم فلا ضير اذن ان بقيت مشتعلة لا بل هي حاجة ملحة الى ان تستوفي اهدافها .
مقالات اخرى للكاتب