ليس نابع من مصلحة مادية او منفعة دنيوية انما هو آت من معتقد ديني راسخ و واجب التنفيذ و الطاعة لذلك لا مكان للرحمة او الشفقة في قلوب المؤمنين و لا يشعر مرتكب الجريمة بأي عقدة للذنب مهما طال الزمن لانه و بكل بساطة ادى واجبآ دينيآ نقله الأله الى البشر عن طريق رسله و كتبه المقدسة و ما مقترف هذه الجريمة سوى جندي في جيش الرب المقدس المنفذ للأمر الألهي ( فهو يقطع رأس الضحية بكل هدؤ و برودة اعصاب و ربما يذهب بعدها ليأكل ) انهم بعملهم الأجرامي الشنيع هذا و المبالغ في قسوته انما يبتغون منه مرضاة ( الله ) و لطفه بهم و الخلود في نعيم الجنان و الفردوس الأبدي
هم ينفذون عقوبات النص الديني بحذافيره و من منظور تفسيرهم له و بما أن النص القرآني يحتمل تفسيرات عدة ( حمال اوجهه ) و كلها صحيحة و ان كانت متناقضة فيما بينها فهم يأخذون الشرح الذي يروق لهم و يتفق مع ارائهم و ينسجم معها ام الآخرون فيلتزمون التفسير المغاير الذي يتماشى مع نظرتهم ويصبح لهذا النص عدة تفاسير و كل جهة او مجموعة تأخذ الذي يتلائم مع توجهاتها و نمط تفكيرها .
عندما سبت عصابة ( بوكو حرام ) الأصولية المتطرفة في ( نيجيريا ) مئات الفتيات من الديانات الأخرى انما هي استندت في عملها المنحط هذا على تفسير لنص قرآني يبيح للجيوش الأسلامية الفاتحة أخذ نساء تلك البلاد سبايا و الرجال عبيد و هم بفعلتهم هذه لا يجدون فيها اي غضاضة او نقيصة انما هي لمرضاة ( الله ) و تنفيذآ لتعاليمه و ذلك ببيع تلك الفتيات كجواري او تقديمهن كهدايا و جوائز , و نفس الأمر تكرر مع تنظيم ( الدولة الأسلامية ) المتشدد عندما احتل شمال العراق و بسط سيطرته على اماكن يستوطن فيها اتباع الديانة الأيزيدية فهي عملت بنفس ذلك النص الديني الذي يجيز لهم اخذ نساء ( الكفار ) سبايا و التصرف بهن كأي سلعة في السوق فأن شاء باعها و ان اراد اهداها و كما تتوارد الأخبار فأنهم قد فتحوا سوقآ للنخاسة يبيعون فيه ( بنات الأيزيديين و نساؤهم ) ابتغاءآ لمرضاة الرب و تقربآ منه , و كما كان ديدنهم في قطع الرؤوس و فلق الهامات و لهم في ذلك اسوة حسنة بسلفهم ( الصالح ) الذين هم على نهجه سائرون و كان اولئك ( السلف ) القدوة التي يحتذون بها .
ان هذه الهجمة الشرسة على الأنسانية جمعاء بمختلف معتقداتها الدينية و توجهاتها الفكرية و التي كان الأسلام هذه المرة هو المصدر الفكري الذي يبرر الفعل الشنيع المقترن بالمسوغ الشرعي ( النص القرآني ) ,انه الفكر الديني الذي هو بالضرورة فكر شمولي لا يؤمن الا بأحتكار الحقيقة و امتلاكها هو وحده دون الآخرين فكل الأديان و المعتقدات الأخرى انما هي على خطأ و في ظلال مبين .
ان كل مجرمي الحروب من القتلة انما يبررون افعالهم و اعمالهم الهمجية بكل انواع التبريرات و الحجج الواهية التي لا تصمد امام الحقيقة فمنهم من يبرر تلك الجرائم والحروب التي ابادت البشر بهدف بقاء العرق الأبيض و الدم الأزرق نقيآ بعيدآ عن التلوث و الأختلاط بالدماء الموبؤة للاجناس الأخرى كما نادى بذلك مفجر الحرب العالمية الثانية و عرابها ( هتلر ) و منهم من اوقد نار الحروب التي اتت على الكثير من الناس في محرقتها الهائلة للدفاع عن بقاء قومية معينة امام تهديد قادم لاقوام أخرى تريد ابادتهم و احتلال ارضهم كما اوهم ( صدام حسين ) العالم بحروبه المستمرة ضد الجميع والتي لم تنتهي تلك الحروب الا بنهايته .
واخيرآ جاء من يعيد امجاد الحروب الصليبية و يقتل بأسم ( الأله ) و لكن هذه المرة بدلآ من حمله للصليب رفع راية سوداء بداخلها كتبت شهادة المسلمين و تحت ظل هذا العلم يقتل الناس و تسبى النساء وتحرق الأرض بمن عليها من بشر و حجر و شجر انها الحروب الدينية الشديدة الدموية .