لا أريد ان اكتب عن أسباب ثورة ألإمام الحسين (ع)، فالكل بات يعرف أن الفساد الذي استشرى في ألدوله الأموية أيام حكم يزيد بن معاوية وابتعاد حكامها عن ما قضى به كتاب الله وسنة نبيه ،هما من الأسباب الرئيسية التي جعلت الإمام (ع) أن ينهض للتصدي لهذا الاعوجاج بقصد إصلاح حال ألامه وإعادة مسيرتها وفق ضوابط كتاب الله وسنة نبيه، ولكن ما هي الدروس المستنبطة من هذه الثورة ؟
1-إن التصدي للظلم والظالمين ومحاربة الفساد في ألامه لا يتطلب الأعداد ألكبيره ،ويكفي أن تكون ثله مختارة مسلحه بالإيمان بقضيتها ،ولا تخشى في قول الحق لومة لائم، ومشهود لها في ألشجاعة والإقدام، يمكنها أن تتصدى للظلم والفساد الذي يستشري في بلدها ،وليس بالضرورة أن تنتصر هذه الثلة ،لأنها ستسجل وقفتها بوجه الظلم والفساد رغم قلة عددها ، وتكون هذه ألثوره الملهم لما يليها من الأجيال ،وهاهي ثورة الحسين صارت مدرسة الإلهام الثوري لكل الشعوب ،وما قاله غاندي بحق الإمام ألحسين ،لهو دليل أن رياح الثورة وصلت إلى الهند، وهاهو الحسين المنتصر بالملايين التي تزوره بين الحين والآخر، فياترى من يزور يزيد والظالمين اللذين ساعدوه في حكمه.
2- الدرس الآخر المستنبط ،هو أن الفساد ميزة ألحكام الظالمين ،فهم يحكمون شعوبهم بالعطايا وحد السيف ،الأولى لمن يواليهم ويكيل المدح لمسيرتهم رغم فسادها ،وحد السيف لمن لايبيع ضميره وقضيته ويقف بصلابة في وجه الحاكم الظالم، لذا رأينا عبر ألتأريخ أن غالبية ألشعراء كانوا يقرضون الشعر لهؤلاء الحكام، وخاصة أيام حكم الدولتين الأمويه والعباسية، فإذا بحتث عن شاعر تجده قد اتخذ من ديوان ألخلافه ملاذا له ويغرف من العطايا بغير حدود وهي من اموال بيت مال المسلمين، في حين تحجب هذه الأموال عن مستحقيها من أفراد الشعب.
3-ان شعبنا العربي في تلك المرحلة من التأريخ حيث كانت قيم البداوة هي السائدة لاينفع معها الحاكم الشريف الزاهد الذي يخشى الله ويحكم بما جاء في كتابه، وإنما تلتجئ إلى الحاكم الذي يهبها الهبات حتى لو كان ظالم، وما عاناه الإمام علي (ع) أثناء خلافته خير دليل على هذا، فأبتعدت عنه الجموع والتجأت إلى معاوية لأنه يعطيها بلا حدود، لذا شهدت فترة حكم الإمام علي(ع) انتفاضات عده، كان الدافع لها التخلص منه ومن زهده وحرصه على أموال المسلمين، وقضيته مع أخيه عقيل مشهورة ولا أريد أن اكرر ما كتب عنها، أضافه إلى العشائرية التي عادت بعد وفاة الرسول (ص) فهذا يريد الحكم لعشيرته بقصد استرداد نفوذها الذي فقدته في الإسلام ،وذاك بغضا لعلي وأهل بيت ألنبوه.
4- إن الفساد آفة مستشرية عبر ألتأريخ، وإذا أردت إهلاك أمه بما فيها من أخلاق وقيم ،فسلط عليها الفاسد ليحكمها، وكما يبدوا إن الماسونيه هي الوليد للفساد ورضعت من لبنه، لذا تراها قد انتشرت بين الدول بفضل الفساد وما نعانيه الآن من الفساد الذي استشرى في بلدنا بحيث باتت الأموال المسروقة أكثر من الأموال المنفقة على الأعمار لهو امتداد لنفس الفساد الذي كان قائما منذ صدر الإسلام وحتى الآن ،لأن الفاسد لا أخلاق له وبالضرورة إن جيناته حملت هذا الموروث عبر الحقبات التأريخية المتلاحقة.
5-إن من يحب ألحسين قولا وفعلا عليه أن يتحلى بأخلاقه وزهده وورعه وإيمانه بقضيته وثوريته ورؤاه في محاربه الحكام الفاسدين والظالمين ولا يتصور البعض من محبي الحسين إن الفساد محصور بسرقة المال العام لا، وإنما الفساد له عناوين مختلفة، فإن كانت لك سطوه وعينت رجل غير مناسب للمكان فهذا فساد رغم انك لم تحصل على نقود مقابل ذلك، وان لم تنجز عملك بإخلاص وتخفف العبء الذي يلقاه المواطن، فهذا فساد لأنك خادم بأجر يؤدي خدمه للشعب وليس سيف مسلط على الرقاب لمجرد أن تكون لك صفه معينه ،وان كنت من محبي الحسين لا تكذب، ولا تنافق، ولا تداهن، ولا تخشى قول الحق في حضرة سلطان جائر، وأحسن الى والديك وبر بهما، واقضي حوائج المحتاج إن كنت قادرا ومقتدرا، وانشر مفاهيم ثورة الحسين عسى ان يثوب البعض إلى رشدهم، وخاصة أولئك السرطان الذي ينهش في جسد القضية الحسينية، وهم من يدعون إنهم من أحباب الحسين وهم أعدى أعداء الحسين لأنهم أفسد ألفاسدين وان كانوا يدعون أنهم من مواليه ومحاربتهم نصر للحسين وامتداد لثورته وهذه أمانه يتحملها محبي الحسين قولا وعملا.
مقالات اخرى للكاتب