شوفوا اشكد حلوه الديمقراطية وألشفافيه فبضلها صار كل شيء على الهواء بما فيها الخطط العسكرية، والله في بلدنا تجري العجائب ،ففي الوقت الذي يتم التكتم فيه عن فساد الحيتان ألكبيره ولا يتسرب شيء منها الى الإعلام، نجد الخطط العسكرية التي تتطلب مباغتة العدو تذاع على الهواء وتتناول أخبارها كل المواقع الالكترونية ،وخير مثال على ذلك تصريح الضابط الأمريكي بأن موعد الهجوم على الموصل سيكون في شهر كانون الثاني وسيهاجم الموصل 1000 جندي عراقي من الجنوب والبيشمركه من الغرب ،ولم يبقى ا لا أن يقول لداعش عن عدد الهمرات والدبابات المهاجمة لكي تكون على حذر وقد وفرلها الجهد ألاستخباري لمعرفة موعد الهجوم، ورغم ان التصريح يسئ إلى الحكومة وقواتها المسلحة فلم اقرأ اي تصريح لمسئول عسكري او مدني عراقي يستنكرتصريح هذا الضابط ويعتبره في خانة الموالاة لداعش لأنه سرب لها معلومات عسكريه هامه.

عندما أراد صدام حسين اجتياح الكويت حجب المعلومات حتى عن رئيس أركان الجيش جبار شنشل رحمه الله ،فلقد كان ذاهب لمستشفى الرشيدألعسكري وأخبره سائقه عن دخولنا الى الكويت اذ سمع الخبر من راديو السيارة فتعجب المرحوم من الأمر لأنه لم يطلع عليه ومن اطلع عليه ثلاثة فقط هم صدام حسين وحسين كامل وحسين رشيد وبذلك ضمن صدام عنصر المفاجئة.

وان كنت لا اصدق هذا التصريح ولا اتفق معه ،إذ ليس من المعقول أن يهاجم 1000 جندي عراقي فقط قوات داعش المتمترسه في الموصل ،ولكني استنكر الاستخفاف ببعض الأمور الهامة التي تؤمن سلامة البلد وقواته المسلحة وتذاع إسرارها عبر الهواء.

سبق وان طلبت من السيد وزير الدفاع منع تداول مثل هذه ألمعلومات عبر وسائل الإعلام ،إلا أن السيد الوزير وقع بنفس الخطأ حينما قال إن الرمادي وكل الانبار ستتحرر خلال شهر، ويفترض به ان لايصرح مثل هذه التصريحات وان كانت تصب احيانا لصالحنا في الحرب النفسيه الا انها في نفس ألوقت تعلم العدو بنوايانا وتجعله يفتح جبهات اخرى ليشغلنا عن تحرير الهدف ألذي اعلنا عن تحريره خلال شهر كي ينتهي ألشهر ويقول للناس وعدوا ولم يوفون بوعدهم.

يا اخوان والله صرنا بلد العجائب والغرائب ،فمتى تنتهي مثل هذه الأمور وكم تمنينا أن تكون أخبار الحيتان تبث على الهواء بعد كشف فسادهم لا أن تذاع الخطط العسكرية وبذلك نخدم عدونا ونمكنه منا ،علما بأن الكثير من الدول تعتبر هذه الأمور من الجرائم ألعامه وتعاقب عليها بتهمة التخابر مع العدو.